مسؤولة أممية: انهيار وقف إطلاق النار في سوريا يهدد الملايين

عقد مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، جلسة حول تطورات الأوضاع في سوريا، بالتزامن مع التصعيد التركي في شمال البلاد.

ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل.

كما دعا المبعوث الأممي إلى وقف التصعيد العسكري شمالي البلاد.

يأتي ذلك، بينما تواصل القوات التركية شن هجماتها على الشمال السوري.

وكانت الطائرات التركية قد استأنفت هجماتها على المناطق الشمالية لمدينة حلب السورية، أمس الإثنين، وذلك بعد توقفها، بالتزامن مع تواصل القصف البري على عشرات القرى لشمال سوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن القصف التركي توقف مساء الأحد، بعد قصف مكثف من ريف الحسكة الشمالي إلى ريف حلب الشمالي لمسافة مئات الكيلومترات، في إطار محاولة تركية لدفع المدنيين للنزوح من تلك المناطق ولبث الرعب في نفوسهم، وليس المستهدف هم “قوات سوريا الديمقراطية”.

أعرب جير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا اليوم الأحد عن أمله في أن تعمل الحكومة السورية والمعارضة ”بروح جادة هادفة” خلال الجولة السابعة من المحادثات التي تنطلق غدا الإثنين، بشأن مسودة إصلاحات دستورية.

وتأتي تصريحات بيدرسن قبيل المحادثات التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة المقبل في جنيف.

وستركز الوفود المشاركة على أربعة موضوعات منها أسس الحوكمة وهوية الدولة ورموزها وهيكل ووظائف السلطات العامة.

وكانت آخر جولة من المحادثات التي انطلقت قبل أكثر من عامين، قد عقدت في أكتوبر/تشرين أول الماضي، عندما قال بيدرسن إن رفض الحكومة السورية التفاوض بشأن إجراء تعديلات على دستور البلاد كان سببا رئيسيا لفشلها.

واندلع الصراع في سوريا قبل 11 عاما، وأسفر عن مقتل نصف مليون شخص وتشريد نصف سكان البلاد والذي كان يبلغ قبل الحرب ثلاثة وعشرين مليون نسمة، بينهم أكثر من خمسة ملايين لاجئ.

ورغم تراجع حدة الأعمال القتالية خلال العامين الماضيين، فإن المعارضة السورية ما زالت تسيطر على جيوب يعيش فيها ملايين الأشخاص.

وقال بيدرسن للصحفيين: ”سوريا ما زالت (تمثل) واحدة من أخطر الأزمات في العالم.. وهناك حاجة واضحة لإحراز تقدم على طريق حل سياسي”.

أضاف بيدرسن أنه التقى في وقت سابق اليوم الأحد قادة وفدي الحكومة والمعارضة، وأنه يأمل أن تزيل تلك الزيارات العقبات التي تحول دون إحراز تقدم، خلال جولة هذا الأسبوع من المحادثات.

ودعت خارطة طريق أممية، صيغت عام 2012، بغية تحقيق السلام في سوريا ووافق عليها ممثلو الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا وجميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى صياغة دستور جديد.

وينتهي عمل خارطة الطريق بإجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة، يكون جميع السوريين، بما في ذلك المغتربين منهم، مؤهلين للمشاركة فيها.

وكان مجلس الأمن قد وافق بالإجماع على خريطة الطريق في ديسمبر / كانون أول من عام 2015.

وتم التوصل خلال مؤتمر حول السلام في سوريا استضافته روسيا في يناير/كانون ثان من عام 2018، إلى اتفاق يقضي بتشكيل لجنة من 150 عضوا، لصياغة دستور جديد.

وستقوم هيئة أصغر تضم خمسة وأربعين عضوا- 15 عضوا من كل من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني- بإعداد الصياغة الفعلية.

واستغرق تشكيل اللجنة حتى سبتمبر / أيلول من عام 2019.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، جير بيدرسن، الجمعة، إن الجولة السادسة لاجتماع اللجنة الدستورية السورية كانت “محبطة للغاية”، ولم تصل إلى تفاهم لصياغة مسودة دستور جديد أو الاتفاق على موعد الجولة المقبلة.

واللجنة، التي تضم 45 ممثلا عن الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، مفوضة بصياغة دستور جديد يقود إلى إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.