قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون، اليوم الجمعة، إنهم لا يستطيعون تأكيد تقرير بثته قناة تلفزيونية عراقية، بأن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، أصيب في ضربات جوية بشمال العراق.
وقال الكولونيل كريس جارفر، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إنه اطلع على التقارير، لكن ليس لديه ما يؤكده في الوقت الراهن.
وذكر بريت مكجيرك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف في مؤتمر صحفي يومي بالبيت الأبيض، إنه لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد أن البغدادي ليس حيا، بل لم نسمع عنه شيئا منذ نهاية العام الماضي.
وأضاف، «نعتقد أنه ما زال حيا. إنها مسألة وقت بالنسبة له».
وقال مسؤولو أمن أكراد وعرب في شمال العراق أيضا، إنهم لا يستطيعون تأكيد التقرير.
وكان تلفزيون السومرية قد نقل عن مصادر محلية في محافظة نينوى في العراق القول، إن البغدادي وقادة آخرين من داعش، أصيبوا أمس الخميس في ضربة للتحالف على أحد مقار قيادة التنظيم قرب الحدود السورية.
وللقناة صلات جيدة بساسة شيعة وبالقوات العراقية، التي تخوض المعركة ضد التنظيم، وسبق أن نشرت عدة تقارير عن أن البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي، قتل أو أصيب منذ أعلن نفسه خليفة للمسلمين قبل عامين.
وفي رسالة صوتية سابقة للبغدادي نشرتها في ديسمبر/ كانون الأول حسابات على تويتر، سبق أن أذاعت بيانات أخرى لداعش، قال زعيم التنظيم إن الغارات التي شنتها الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فشلت في إضعاف التنظيم.
ويتعرض التنظيم المتشدد لضغوط متزايدة في العراق وسوريا وتقلصت مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها بشكل كبير منذ عام 2014، الأمر الذي حد من قدرة قادته على التنقل أو الوصول لملاذات آمنة.
وأعلنت الولايات المتحدة هذا العام تكثيف الحرب على داعش، بمزيد من الضربات الجوية وإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين على الأرض، لتقديم المشورة ومساعدة القوات الحليفة.
وشن التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية منتظمة انطلاقا من أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق في عمليات تهدف إلى قتل واعتقال زعماء التنظيم.
وقال مسؤول من المخابرات الكردية ومسؤول عربي من منطقة باعج غربي الموصل، إن التحالف نفذ غارة هناك في وقت سابق هذا الأسبوع، ولم يؤكد التحالف هذه الغارة.
وتتمركز قوات البيشمركة الكردية في مناطق شمالي وشرقي الموصل، بينما يحاول الجيش العراقي السيطرة على الفلوجة معقل التنظيم قرب بغداد.
وسمع دوي تفجيرات وإطلاق نار من المنطقة، بينما حلقت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف.
وتمثل منطقة الشهداء أول تقدم للجيش في المناطق السكنية بالفلوجة، بعد أسبوعين من القتال على أطرافها لاستكمال تطويق المدينة.
واكتمل الحصار بمساعدة جماعات شيعية تدعمها إيران، ونشرت هذه الجماعات عناصرها خلف خطوط الجيش ولم تشارك مباشرة في الهجوم على المدينة، تجنبا لإثارة مشاعر طائفية.
وقال مسؤول حكومي إن مقاتلي داعش يستميتون في القتال دفاعا عن المدينة، التي تمثل رمزا لانتفاضة السنة التي تلت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن القوات تتقدم بحذر بهدف حماية عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في الفلوجة.
وتقول الأمم المتحدة إن 90 ألف مدني لا يزالون في الفلوجة في ظروف مروعة، حيث لا تتوفر الكثير من إمدادات الطعام والماء والدواء ولا مسارات للخروج الآمن.
وحفر المسلحون شبكة أنفاق للتحرك خلالها وزرعوا آلاف الألغام والعبوات الناسفة لتعطيل تقدم الجيش.
وقال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري، هذا الأسبوع إن معركة الفلوجة ستستغرق وقتا.
ويحشد الجيش العراقي كذلك دبابات وجنودا جنوبي الموصل، استعدادا لهجوم مخطط له في وقت لاحق هذا العام لاستعادة أكبر مدينة تحت سيطرة المتشددين.
وفي سوريا تحاول قوات الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران، وقوات المعارضة السورية والكردية بدعم من الولايات المتحدة، كل على حدة التقدم صوب الرقة معقل التنظيم في سوريا.