وصف مسؤولون فلسطينيون نقل السفارة الأمريكية في القدس وبالتزامن مع ذكرى النكبة، بأنها ضربة للعدالة الأممية والشرعية الدولية، وتكريس للظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين منذ العام 48، مؤكدين أن ذلك لن يسقط حق الشعب الفلسطيني في القدس والعودة .
قرارات حاسمة:
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، أن نقل السفارة الأمريكية لن يطمس الحق الفلسطيني وروايته، بل ستعيد المسألة الفلسطينية إلى نشأتها، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم ومدنهم، التي هجروا منها بقوة السلاح.
وأوضح أن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات حاسمة من شأنها كسر سياسة الأمر الواقع المستمر منذ بدء مسار أوسلو، والعمل على تنفيذ قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني على مختلف الأصعدة لا سيما تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام.
وأشار إلى أن جرائم الاحتلال، التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني الثائر على الاحتلال والظلم في قطاع غزة، والمرابط في مدينة القدس، والصامد في الضفة الغربية تتطلب تدخلا دوليا فوريا لوقف آلة القتل الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
نكبة جديدة:
ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة بالـ”نكبة الجديدة”، التي تحل بالشعب الفلسطيني، وبالعدالة الأممية، والشرعية الدولية.
وقالت عشراوي، إن هذا الإجراء الأحادي يدلل على سيطرة منطق القوة والعنجهية وسحق كل ما هو قانوني وإنساني.
وأضافت عشراوي، في بيان باسم اللجنة التنفيذية بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة، وافتتاح السفارة، “إن النكبة بجميع مكوناتها العنصرية الإقصائية الإحلالية ما زالت مستمرة، وإسرائيل وبدعم ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية تمعن في مواصلة ظلمها التاريخي عبر ترسيخ مخططاتها المدروسة والمرتكزة على تهويد الحيز والمكان الفلسطيني، وسرقة الأرض، والتاريخ والرواية، والثقافة الفلسطينية”.
جريمة أمريكية:
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني، في مذكرة وجهها رئيسه سليم الزعنون لكافة الاتحادات البرلمانية، أنه لا شرعية لجريمة الإدارة الأمريكية وسواها بنقل سفارتها إلى مدينة القدس، مشيرا إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة يشكل خطرا داهما على الأمن والسلم الدوليين.
واعتبر المجلس، أن ما يزيد من مرارة خطوة نقل السفارة والتي وصفها بالمارقة، أنها تتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، كونها تشكل إعلانا صريحا بانحيازها لجانب المعتدي والمحتل الإسرائيلي، وإمعانا بالتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المكفولة والمحمية وغير القابلة للتصرف بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتعاقبة.
دفن عملية السلام:
ومن المقرر يترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم اجتماعا موسعا للقيادة يضم أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح لبحث التحديات الراهنة ومنها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وبحسب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، فإن الاجتماع سيناقش قرارات المجلس الوطني التي تم بالفعل البدء بتنفيذها ردا على الخطوة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، مجددا التأكيد انه لن يجلس مع الادرة الأمريكية الحالية أي فلسطيني كونهم أصبحوا مركز لقيادة الاحتلال والتطرف والعنف في المنطقة وأنها لم تعد شريكا أو وسيطا لأي عملية سلام.
واعتبر عريقات أن افتتاح السفارة الأمريكية اليوم هو بمثابة دفن لعملية السلام ومبدأ الدولتين على أساس حدود العام سبعة وستين وهو ما يعني دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مواجهة مفتوحة وأبدية عبر ضرب الإدارة الأمريكية القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط.
يوم مشؤوم:
في سياق متصل، اعتبرت هيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومنع الأذان في المدينة العربية الإسلامية المقدسة، هو يوم مشؤوم في تاريخ القدس خاصة، وفي تاريخ القضية الفلسطينية عامة.
وأكدت الهيئة، في بيان الإثنين، أن نقل السفارة إلى القدس ترجمة عملية لانحياز أمريكا إلى الاحتلال، وبهذا تعبر عن وجهها القبيح، وتؤكد أنها ليست راعية سلام يمكن أن يعول عليها.
وشددت الهيئة على أن الشعب الفلسطيني هو صاحب هذه الأرض، وأن الاحتلال هو ظالم والظلم لن يدوم، مشيرة إلى أن القدس هي أرض عربية إسلامية، ولا حق لغير العرب والمسلمين بها.
