مسؤول ليبي بارز ينفي تعرضه لاعتداء من قبل مسلحين

اندلعت اشتباكات حادة في العاصمة الليبية طرابلس، الخميس، بين قوة الردع واللواء 444 بعد احتجاز آمر “اللواء 444” محمود حمزة في مطار معيتيقة، حيث أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أحدهما ينتمي للواء 444 والآخر لقوة الردع الخاصة القول، بأن قوة الردع أفرجت عن قائد اللواء محمود حمزة .

جاء ذلك بموجب اتفاق بين رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة ووزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي مع قيادات من مدينة طرابلس وأعيان سوق الجمعة على تسليم آمر اللواء 444 لجهة أمنية محايدة.

وأثارت اشتباكات طرابلس موجة من الإدانات المحلية والدولية، حيث طالبت سفارات كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ليبيا بوقف الاشتباكات في العاصمة طرابلس. كما دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي جميع الأطراف لوقف التصعيد.

وقال محمد محفوظ الكاتب والباحث السياسي، عبر برنامج حصة مغاربية، إن الخلاف بين قوة الدرع واللواء 444، ليس وليد اللحظة، حيث سبق وقامت قوة الردع بالقبض على أحد المسؤولين في اللواء 444، إلى أن تم احتواء الأزمة بينهما.

وأشار إلى أن ما حدث اليوم من اشتباكات كان متوقعا، في ظل فشل كافة الجهود التي تقودها الأطراف السياسية لاحتواء الأزمة بينهما.

ويرى عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي سابقاً، عبر برنامج حصة مغاربية، أنه من الضروري أن تتدخل القوات الشرعية في العاصمة طرابلس لحماية المواطنين وممتلكاتهم في ظل الاشتباكات الدائرة هناك.

وطالب غوقة،  المجلس الرئاسي يتحمل المسؤولية كاملة في تشكيل قوة عسكرية نظامية، حتى يتسنى لها التصدي لهذه الخروقات وفرض الأمن والاستقرار في البلاد.

طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بالضغط على كل القوى السياسية في ليبيا من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين كافة الأطراف، مشددًا على ضرورة إنجاز المشروع إلى جانب القاعدة الدستورية لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في إجراء الانتخابات.

وقال المنفي، في كلمته خلال افتتاح فعاليات الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية، اليوم الأحد، إنه يجب الضغط على كل الأجسام السياسية في البلاد للوصول للمصالحة الوطنية، معتبرا أن تجاهل المصالحة وتقاسم السلطة لم يزد المشهد إلا تعقيدًا.

وأضاف المنفي: “المجلس الرئاسي الليبي يعوّل على الضغط الشعبي لتحقيق المصالحة”.

وأكد المنفي على ضرورة إنجاز مشروع المصالحة الوطنية والقاعدة الدستورية لتحقيق تطلعات جميع الليبيين.

وجدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، تأكيده على وقوف المجلس الرئاسي على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لافتًا إلى أنه لم يكن طرفًا في الصراع على السلطة ولم يكن جزءًا من المشكلة في ليبيا.

وقال مراسلنا من بنغازي، إن المنفي يسعى إلى إظهار وقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف وعدم انحيازه لأي طرف بهدف لم الشمل الليبي.

وأشار مراسلنا، إلى أن المنفي يستهدف الإسراع في إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا، وتهيئة المناخ العام لإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن.

أكد المجلس الرئاسي على سعيه لإنجاز ملف المصالحة الوطنية في أقرب وقت ممكن، وعدم إهدار المزيد من الوقت دون حسم المسار الانتخابي.
جاء ذلك، خلال لقاء جمع النائب بالمجلس عبدالله اللافي مع المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي في طرابلس، حيث استعرض باتيلي نتائج لقاءاته مع عدد من المسئولين الليبيين خلال الأيام الماضية بهدف تقريب وجهات النظر وتخطي النقاط الخلافية.
واستعرض الجانبان، مبادرة المجلس الرئاسي بلقاء يجمع رئاستي مجلس النواب والأعلى للدولة لمعالجة النقاط الخلافية، والوصول إلى إنجاز قاعدة دستورية، ومناقشة ملف المصالحة الوطنية.
ويأتي اللقاء عقب إعلان المجلس الرئاسي الليبي أنه تقرر انعقاد الاجتماع التحضيري خلال الفترة من الثامن وحتى الثاني عشر من يناير المقبل في مدينة طرابلس، والتأكيد على كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية لاختيار ممثليها للاجتماع الذي سيضم كل مكونات الشعب الليبي دون إقصاء لأي طرف.
ورحب المبعوث الأممي، بتحقيق التوافق بين أطراف العملية السياسية مجددًا دعم البعثة الأممية لجهود المجلس الرئاسي في هذا الشأن.
وقال الدكتور جبيل العبيدي، الأكاديمي والباحث السياسي، عبر برنامج حصة مغاربية، إن ملف المصالحة الوطنية، يعد من أهم الملفات التي لم يتم فتحها حتى الآن، مشيدا بمحاولة المجلس الرئاسي لحل هذا الملف، وإحداث توافق مع كافة الأطراف.
وأشار العبيدي، إلى أن ليبيا أصبحت بؤرة توتر في ظل المشاحنات والانقسامات الحادة بين الشرق والغرب، فضلا عن شعور غالب على عدد كبير من المدن، بالتهميش والتجاهل وعدم المشاركة، بما يحتم علينا الإسراع في تنفيذ مشروع سياسي موحد قادر على لم الشمل الليبي.
وقال عبد الله الكبير، الباحث المختص بالشؤون الليبية، عبر برنامج حصة مغاربية، إن ملف المصالحة الوطنية، لم يكن الملف الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي، معتبرا أن الملف الأكثر أهمية في تلك المرحلة، هو إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال الكبير، إن حرص المجلس الرئاسي على إجراء مصالحة، يأتي تنفيذا للاتفاق الذي تم في جنيف، معتبرا أن المجلس الرئاسي ضعيف، ولا يتحرك بشكل فاعل في المشهد السياسي الليبي، وغير قادر على إحداث حالة من التوافق بين المكونات الليبية.