كشف مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، ديفيد روبي، عن دور قطر «الخطير» في دعم وتمويل التنظيمات والجماعات الإرهابية.
واتهم مساعد الرئيس دونالد ترامب في شؤون الأمن القومي، إمارة قطر بأنها الملاذ الآمن، والداعم الأساسي، والممول الدولي، لإرهابيي القاعدة وطالبان وجميع التنظيمات الإرهابية المتفرعة من جماعة الاخوان المسلمين.
وأكد المسؤول الامريكي، أن نظام الدوحة هو الممول الرئيس لإيديولوجية جماعة الإخوان وتنظيمات أخرى..وحذر ديفيد روبي من نفوذ وتأثير جماعات الضغط التي تدعمها قطر في واشنطن..متسائلا كيف يمكن قبول الأموال من الدولة الأولى الداعمة للإرهاب؟
«قطر» تشتري جماعات ضغط في الإدارة الأمريكية والإعلام
وقال في مقال نشرته مجلة «نيوزويك Newsweek » الأمريكية : على مدى السنوات العديدة الماضية شنت قطر حرباً مكثفة – ومكلفة – على قلوب وعقول المحافظين والجمهوريين. وعلى الرغم من أنها كانت المصدر الرئيسي للفكر الإسلامي والراعي الرسمي للإخوان المسلمين، إلا أن إغراء ثروة النفط والغاز الطبيعي في قطر مكّنها من كسب أصدقاء في أماكن غير محتملة.
وأضاف ديفيد روبي : كانت مهمة العلاقات العامة في قطر ملحة لسنوات. ففي صيف عام 2017، بدأ ائتلاف من الدول العربية بمقاطعة قطر وأصدر قائمة بالمطالب لعائلة آل ثاني الحاكمة. وركزت المطالب على إيقاف دعمها للإخوان المسلمين، الذين تعتبرهم الدول الأخرى جماعة إرهابية، وكذلك لرجال الدين الشيعة في إيران. واتهم التحالف قطر بأنها كانت تستخدم وسائل الإعلام القطرية لإثارة الثورة في المنطقة – وهو ما كانت تفعله منذ الربيع العربي في أواخر عام 2010.
استخدام جيش من جماعات الضغط ووسائل الإعلام
وبالنسبة لقطر، ستحاول كسب الصراع مع جيرانها في واشنطن، بشكل رئيسي من خلال استخدام جيش من جماعات الضغط ووسائل الإعلام ومراكز الفكر..وفي الآونة الأخيرة، قام معهد قطر الأمريكي (QAI) ومقره هيوستن، تكساس، والذي يصف نفسه على أنه معهد بحثي غير ربحي «بالتسجيل كوكيل أجنبي» بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) .وتم الكشف أن المعهد قبل 5.2 مليون دولار من سفارة قطر في واشنطن في عام 2019.
ويفرض نظام FARA على المنظمات والأفراد الأمريكيين الذين يتلقون الأموال من الخارج بهدف التأثير على الحكومة أو وسائل الإعلام أو الجمهور، الكشف عن إنفاقهم. ووفقاً للإيداعات المقدمة إلى وزارة العدل، فإن تتبع مكان إنفاق تلك الأموال أمرًا رائعًا، وتوضح الإيصالات كيفية قيام قطر بتوزيع أموالها، على مجموعة واسعة من المؤثرين – الداعمين والمعارضين للرئيس دونالد ترمب.
ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال Wall Steet Journal »، استهدفت جماعات الضغط القطرية السابقة، كل من نيك موزين، وجوي اللحام، وهما من «المؤثرين الرئيسيين على الرئيس ترامب» من أجل التأثير على سياسة البيت الأبيض في الخليج.
قصة الإعلامي «فريدريكس» مع أموال قطر
وتابع «روبي» في المقال: بدءًا من أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وحتى أكتوبر/ تشرين الأول 2019، دفعت قطر 180 ألف دولار لشركة Common Sense Media Holdings LLC ، الشركة التي تنتج برنامج إذاعي للمعلق المؤيد لترمب جون فريدريكس. وفي المقابل، وفقا للسجلات فإن المعهد القطري سيسهل على فريدريكس «الوصول إلى الضيوف الرئيسيين» وهم كبار المسؤولين القطريين وقادة الأعمال والخبراء؛ وبث عروض حية كل شهرين في المعهد لتحسين سمعة قطر، بما في ذلك استضافة كأس العالم 2022 ؛ ومناقشات منتظمة مع المسؤولين القطريين المقيمين في الولايات المتحدة وخارجها بشأن الخلفية والتعليم.
وسرعان ما كان المستمعون الجمهوريون المؤيدون لترامب في فيرجينيا يحصلون على تدفق مستمر من التعليقات المؤيدة لقطر من عرض فريدريكس.
وكتبت صحيفة «ديلي بيست Daily Beast»: في شهر مارس/ آذار، كان فريدريكس يبث من الدوحة، حيث أجرى مقابلات مع العديد من كبار المسؤولين الحكوميين حول المقاطعة الذي تقودها السعودية ضد قطر.
مع وضد ترامب في نفس الوقت !!
ويستغرب المستشار الأمريكي قائلا: لكن قطر لم تدفع فقط للأصوات المؤيدة للرئيس ترامب لمحاولة التأثير على السياسة الأمريكية نيابة عنها، بل سعت إلى إظهار معلقين بارزين على موقع NeverTrump أو «ضد ترمب»، وهي جماعة كثيرا ما يتم العثور عليهم في نشرات الأخبار التي تنتقد البيت الأبيض.
وحتى مع تمتع دونالد ترامب بدعم ساحق من الناخبين الجمهوريين، فهناك أقلية صغيرة من معارضي ترامب الذين هم مع ذلك ذو قيمة بالنسبة للنظام في قطر. ففي حين أن النخبة المنشقة في الحزب صغيرة جدًا، فإنها تعطى فوق وزنها من جانب إمارة قطر !!
رشاوى قطرية مكشوفة لسياسيين أمريكيين مؤثرين
وفقًا لإيداعات FARA الخاصة بهم، دفعت قطر أكثر من 219,000 دولار لحملة تروج لرئيس اللجنة الوطنية الجمهورية السابق مايكل ستيل كمدير..لقد شوهد ستيل وجماعة «ضد ترامب» واستشاري الحزب الجمهوري السابق ريك ويلسون في العاصمة القطرية لمنتدى الدوحة في أواخر عام 2018، لقد كانوا مبتسمين للكاميرات وأجروا مقابلات مؤيدة للنظام القطري لاستخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية.
وعندما يتم أخذ السياسيين أو المؤثرين على الفنادق المدفوعة بالكامل، فهذا مثال واضح على الرشوة. لا يجب أن يكون الأمر بالمقابل – في رحلة فورية إلى منتدى الدوحة ـ ولا يجب أن يكون واضحًا بسهولة. ومع ذلك، هناك وعد بنوع من الربح: المال أو الشهرة أو التقدم الوظيفي وغيرها.. إن الدول الغنية مثل قطر لديها القدرة على تقديم هذه الأنواع من الفوائد لعدد كبير من الناس، وهم يفعلون ذلك.
إعلامي للبيع
ويضيف المسؤل الأمريكي: كشفت السجلات المالية للمعهد القطري الأمريكي (QAI) ، كان أن الإعلامي «فريدريكس» كان غير متناقض وصريح، ويعترف بأنه كان للبيع، وقال لصحيفة «ديلي بيست»: في نهاية المطاف، أنا أعمل لبيع الإعلانات.
هناك فرق بين قبول الأموال من نظام أجنبي يمول التطرف والإخوان المسلمين وتوفر ملاذا آمنا للإرهابيين الإسلاميين من طالبان إلى القاعدة !!
