تسعى العاصمة المصرية القاهرة لترتيب البيت الداخلي للسودان، عبر استضافة وفود من ممثلى القوى والأطراف السودانية لتجاوز الخلافات بينهم وإعادة الاستقرار للشارع السوداني ..
أفاد مراسلنا من القاهرة محمد عاطف، بوصول وفد «الجبهة الثورية» السودانية إلى العاصمة المصرية مساء الجمعة، في حين يصل وفد آخر من «قوى إعلان الحرية والتغيير» اليوم السبت وذلك لبحث ومراجعة وثيقة السلام.
وأوضح مراسلنا أن وفد «الجبهة الثورية» يضم كلا من منى أركو مناوي، وجبريل إبراهيم، ومالك عقار، وياسر عرمان، والهادى إدريس”، فيما تأتي هذه الزيارة بدعوة مصرية لتجاوز الخلافات بين الأطراف السودانية.
وكانت القاهرة قد دعت «قوى الحرية والتغيير» التي تقودها المعارضة و «الجبهة الثورية» أحد مكونات حركة نداء السودان لعقد اجتماعات عاجلة لبحث ومراجعة وثيقة السلام ودمج النقاط التي لم تدمج في الاتفاق الدستوري.
وقال مراسلنا من الخرطوم، أحمد العربي، إن وفد «الحرية والتغيير» يضم كلا من المهندس عمر الدقير، وإبراهيم الأمين، ومدني عباس مدني، ومحمد فاروق، حيث يحمل معه آمالا عريضة للوصول إلى تفاهمات تقضي بقبول الجبهة الثورية بالاتفاق المبرم مع المجلس العسكري الانتقالي.
وأشار مراسلنا من الخرطوم إلى أن هناك اعتراضات كبيرة قدمتها «الجبهة الثورية» على الاتفاق وأنه لم يتضمن رؤية اتفاق أديس أبابا بخصوص وثيقة السلام، ومن الواجب تضمينها على اعتبار أن الفترة الانتقالية في الـ6 اشهر الأولى خصصت لعملية السلام وإنهاء الحرب في البلاد.
و قال مستشار تحرير صحيفة التغيير السودانية، فايز السليك، إن القاهرة تسعى لتقريب وجهات النظر بين مكونات قوى التغيير في السودان، مشيرا إلى أن الجبهة الثورية هي جزء من تحالف الحرية والتغيير ولكنه يضم الحركات المسلحة، منها الشعبية وتحرير السودان والعدل والمساواة، التي تقاتل في النيل الأزرق ودارفور وجنوب كردفان.
وأوضح السليك أن هذه الحركات لها أجندة تتعلق بالسلام وبالحرب في وقت تتركز فيه أجندة القوى المدنية وذلك للتحول الديمقراطي في السودان.
وأضاف أن الطرفين سيناقشان ترتيب البيت الداخلي، حيث جرت تفاهمات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ولكن بعد أن وقع ممثلو الحرية والتغيير على الاتفاق مع المجلس العسكري بدأت بودار خلافات بين الطرفين.
وستبحث الجبهة الثورية أن مفاوضي الحرية والتغيير لم يلتزموا بما اتفقوا عليه وهو تضمين مسألة السلام في وثيقة الإعلان الدستوري وكذلك تأجيل تشكيل الحكومة لمدة شهر.
كما ستبحث الجبهة الثورية دورها وتمثيلها في المجلس السيادي، أو مجلس الوزراء والمجلس التشريعي لتكوين مجلس السيادة والحكومة الانتقالية
.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، يوسف سراج، إن مباحثات القاهرة تأتي استكمالا للمباحثات النهائية التي جرت في أديس أبابا، إذ ظهرت اعتراضات من فصائل «الجبهة الثورية»، ومن المرتقب أن القاهرة الآن لديها فرص للم الشمل بين الأطراف السودانية لأنها قرأت جيدا طبيعة الخلافات بين الطرفين.
وأضاف المحلل السياسي أن قوى الحرية والتغيير ترى أن وثيقة السلام تم نقاشها وأدرج بها ما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا ولكن فوجئ المراقبون بأن الجبهة الثورية وفصائلها انتقدت الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري وقوى التغيير.
ورفضت الجبهة الثورية الاتفاق واعتبرته تجاوزا لما اتفق عليه مع قوى الحرية والتغيير، وذلك بعد التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الدستوري مع المجلس العسكري الانتقالي.
ومن المفترض أن يتم توقيع الاتفاق النهائي بين قوى الحرية والتغيير التي تقودها المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي الذي يدير الحكم في البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 17 أغسطس/آب الجاري.
