مساع حثيثة لتوحيد المؤسسات العسكرية في ليبيا.. فهل تنجح؟
دخلت جهود التسوية في ليبيا مرحلة جديدة باللقاء الذي جمع في العاصمة طرابلس أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، وعدد من القيادات الأمنية في شرق ليبيا وغربها، بالإضافة إلى قادة بعض التشكيلات المسلَّحة.
وتوصل المشاركون في الاجتماع الأمني رفيع المستوى، إلى توافق حول عدة نقاط منها مواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة.
كما شدد المجتمعون في طرابلس على المضي في مسعى الانتخابات. وحث مجلسي النواب والأعلى للدولة على استكمال الإجراءات المنوطة بهم، على أن يعقد الاجتماع المقبل في مدينة بنغازي خلال شهر رمضان.
ويراهن محللون وعسكريون على المساعي التي تبذلها الأطراف الليبية لتشكيل قوة عسكرية مشتركة، ويعتبرونها “فرصة” لتعزيز مسار الحل السياسي، وإنجاح محاولات إجراء انتخابات عامة، خلال العام الجاري؛ لكنهم لا يستبعدون وجود مخاوف قد تعترض تشكيلها.
وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، أن اجتماع طرابلس، كان بمثابة عملية بناء ثقة مهمة للقيادات الأمنية والعسكرية.
واعتبرت البعثة الأممية، أنَّ اجتماع طرابلس استهدف متابعةَ الالتزام الذي عبَّر عنه المشاركون خلال اجتماع مماثل في تونس منتصف الشهر الجاري، بشأن العمل معاً لتهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات هذا العام.
كما أكدت فرنسا دعمها جهود المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، وكذلك اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” الهادفة إلى توحيد المؤسسة العسكرية وتأمين الانتخابات في العام الجاري.
وقال الدكتور أحمد العبود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، عبر برنامج حصة مغاربية، إن باتيلي، استفاد من الأخطاء السابقة التي وقعت فيها البعثة الأممية، وركز خلال هذه المرة على تحقيق التوافق الأمني بين المؤسسات الأمنية في البلاد.
وقال العبود، إن الجانب الأمني، هو أساس المشكلة الليبية، حيث تنتشر المرتزقة في كافة ربوع ليبيا، فضلا عن الميليشيات التابعة لدول خارجية، والانقسام الدائر بين معسكري الشرق والغرب، في بنغازي وطرابلس.
ويرى الدكتور مسعود السلامي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزيتونة، عبر برنامج حصة مغاربية، أن ما يحدث من احتماعات ولقاءات على جميع المستويات في ليبيا، جاء بعد الزيارات الخارجية المتتالية والتي كان آخرها زيارة مسؤولين أمريكيين إلى ليبيا.
وقال السلامي، إن التحركات الأمريكية الأخيرة صوب الملف الليبي، تشير وبقوة إلى رغبة الولايات المتحدة والمجتمع الغربي في إحلال التهدئة وتهيئة البلاد إلى إجراء الانتخابات والوصول إلى حالة الاستقرار.