مساع روسية لإعادة ضبط «العلاقات التركية ـ السورية»

ترصد الدوائر السياسية والعسكرية في موسكو، خطوات «متواضعة.. وحذرة» لعقد مصالحة بين الدولتين الجارتين «الأعداء» تركيا وسوريا، في أعقاب استضافة ورعاية موسكو قبل أسبوعين، لقاء رئيسي المخابرات في الدولتين «علي المملوك السوري، وحقان فيدان التركي» في 13 يناير/ كانون الثاني الجاري..ويرى خبراء عسكريون روس، أن ضبط العلاقات بين أنقرة ودمشق، يصب أساسا لصالح روسيا، وسياساتها في المنطقة، لما يربطها من علاقات استراتيجية مع سوريا، وعلاقات مصالح متبادلة مع تركيا، وحتى لا تتصادم المواقف الروسية على الحدود بين الدولتين.

 

  • ومصالحة تركية ـ سورية، برعاية ووساطة روسية قادرة على تغيير مسار الحرب، بل وتعجل من وضع نهاية للأزمة السورية.

 

 

مصالح روسيا السياسية والاقتصادية والعسكرية

ويرى الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، أن هناك عدة عوامل تدفع روسيا باتجاه السعي لعقد مصالحة بين تركيا وسوريا.. وهي عوامل سياسية واقتصادية، من أجل صالح موسكو .. وقال للغد: إن علاقة روسيا بسوريا لها جذور تاريخية كحليف لموسكو استراتيجيا في المنطقة، كما أن تركيا «شريك اقتصادي» مهم لروسيا، خاصة بعد تدشين مشروع «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي للتصدير لدول أوربية،  وهو مشروع تكلف نحو 11 مليار دولار، وتجني روسيا من وراءه المليارات أيضا، وهناك بالطبع فوائد ومكاسب مادية لتركيا.. وتحاول روسيسا التوازن بين مصالحها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة.

 

وأضاف الخبير العسكري للغد: إن روسيا تضع عينها على مشروعات مستقبلية لإعادة إعمار سوريا، وربما تغري تركيا بأن تكون لها حصة في عملية الإعمار، ولذلك فإن السياسة الروسية تعمل من خلال مساعي تطبيع العلاقات بين انقرة ودمشق، إلى تحقيق محموعة أهداف: حيث تلعب تركيا دورا في إنهاء الحرب في سوريا وعودة الاستقرار وبالتالي يعد هذا انتصارا كبيرا للجيش الروسي منذ أن تدخّل في الأزمة السوررية.. ومن بين الأهداف أيضا، تشكيل حلف تعاون بين  سوريا وروسيا وتركيا، سوف يكون له دور كبير ـ إذا تحقق ـ في منطقة شرق المتوسط التي تعد أحد اهم مصادر الغاز في العالم.

 

أهمية «إعادة ضبط» العلاقات التركية ـ السورية

التحرك الروسي، لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، يضع في الاعتبار إحياء  اتفاقية أضنة الموقعة بين  دمشق  وأنقرة في العام 1998، إذ تدرك  موسكو أنّ تسوية الأزمة السورية غير ممكنة من دون حصول تحسين للعلاقات.. فضلا عن خشية موسكو أن تنزلق المواجهات في إدلب إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين تركيا وقوات الجيش العربي السوري، وفي هذه الحالة تصبح العلاقات الروسية ، التركية، في اختبار صعب.. وفي هذا الإطار، لفت  موقع «المونيتور» الأمريكي، إلى أنّ الجانب الروسي يعتبر حصول «إعادة ضبط» للعلاقات التركية ـ السورية مسألة ضرورية لسببيْن:

 

  • أولا.. مع تطبيع للعلاقات التركية ـ السورية، ستجد المجموعات المسلحة المدعومة تركياً نفسها أمام خيار واحد يتمثّل بالتنازل، وعندها ستُضطر تركيا إلى وقف دعم المعارضة السورية المسلحة، وبالتالي إحباط أي مواجهة محتملة بين الجيشيْن التركي والسوري.
  • ثانيا ..سيؤدي تطبيع العلاقات إلى تخفيف حدة المشاكل الاقتصادية السورية، حيث تعاني البلاد بسبب الحرب والعقوبات، فضلا عن أنّ الأزمة الاقتصادية تهدد مكاسب الجيش السوري العسكرية.

 

خارطة طريق من 9 نقاط لتعزيز الحوار بين دمشق وأنقرة

تقارير تركية تحدّثت عن اتفاق رئيس مكتب الأمن الوطني السوري ( جهاز المخابرات)  علي المملوك،  ورئيس جهاز المخابرات التركي، حقان فيدان،، في  موسكو،  على خارطة طريق  تضم 9 نقاط تهدف إلى تعزيز الحوار بين دمشق وانقرة، وتشمل هدفاً يقضي بالتعاون في سبيل مكافحة الإرهاب.. وأن فيدان ومملوك ناقشا تعاوناً محتملاً في مواجهة «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني» السوري وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب الكردية»..وأشارت مصادر تركية إلى مباحثات رئيسي المخابرات، كشفت أن دعم  تركيا  للمعارضة السورية والتواجد العسكري التركي في الأراضي السوري يُعدّان عامليْن حاسميْن بالنسبة إلى الحكومة السورية، وأن احترام  تركيا  سيادة  سوريا وانسحابها الفوري من الأراضي السورية ترأس قائمة مطالب علي المملوك.

 

  • وكشف مسؤولون أتراك، أن لقاء «مملوك ـ فيدان»، سبقته تمهيدات أخرى..ونقل  موقع «المونيتور» الأمريكي، عن مصادر مطلعة قولها: إنّ مسؤولين أتراكا، من أصول شركسية، لعبوا دوراً تسهيلياً، حيث ترأس جنرال تركي «شركسي الأصل» أحد الاتصالات التي تمت بعيداً عن الأضواء، وأجرى محادثات مع الوفد السوري برئاسة رئيس أمن الدولة السوري، اللواء  حسام لوقا.

 

المباحثات لم تبلغ حدّ الطموحات الروسية

وعلى الرغم من إشارة الموقع الأمريكي، إلى أن خطوات إضافية قد تعقب اللقاء بين «فيدان ومملوك»، إلا أن المباحثات لم تبلغ حدّ الطموحات الروسية..ونقل الموقع عن مصدر سوري، استبعاده حصول مصالحة بين الدولتين بسبب مواقفهما.. وقال: أنقرة أوضحت ل لموسكو ، أنّها قد تنظر في سحب قواتها من شمال  سوريا إذا ما وافقت  دمشق  على إحداث بعض التغييرات الهيكيلة، بما في ذلك حصر سيطرة الجيش السوري على الجزء الجنوبي من المنطقة الآمنة وإخضاع «وحدات حماية الشعب» لسيطرته الكاملة.. وأضاف المصدر السوري: إنه ينبغي اعتبار خارطة الطريقة بمثابة أرضية مشتركة، بهدف إجراء حوار.

 

هل تضحي الحكومة السورية بالأكراد السوريين لتطبيع العلاقات مع أنقرة؟

وأوضح المصدر للموقع الأمريكي، أنّ الرئيس السوري  بشار الأسد، قد يكون عاجزاً عن إقناع قاعدته بشرعية  نقاط خارطة طريق  الـ 9  التي تهدف إلى تعزيز الحوار، كما أن   تركيا ستعارض الانسحاب عسكرياً من  سوريا من دون التوصل إلى آلية تتيح تحييد «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني» وذراعها العسكري «وحدات حماية الشعب». وأصبح التساؤل: هل تضحي الحكومة السورية بالأكراد السوريين لتطبيع العلاقات مع أنقرة؟

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]