مساع وتحركات أمريكية لعزل الصين عن روسيا
تشير الدوائر السياسية والإعلامية في موسكو، إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن طريقة لعزل الصين عن روسيا، وتسعى من أجل ثني بكين عن مساعدة موسكو، وعدم حماسة بكين للمطالب الأمريكية.
وفي إطار المحاولات الأمريكية، لاستبعاد أي دور صيني في مساعدة روسيا لتجنب آثار العقوبات الغربية ، جرت في فندق «أستوريا»، في روما، محادثات وراء الكواليس بين مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جيك سوليفان، وأحد كبار المسؤولين الصينيين المسؤولين عن السياسة الخارجية، يانغ جيتشي، رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. ومن بين القضايا التي نوقشت، بحسب الباحث الروسي، غينادي بيتروف، كان الوضع في أوكرانيا وروسيا.
وبقيت نتيجة المفاوضات غير معروفة. فيما تشير تصريحات المسؤول الأمريكي،سوليفان، إلى أن الولايات المتحدة عرضت صراحةً على الصين عدم مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات.
ويؤكد غينادي بيتروف، أن الصين، على الرغم من التوقعات، لم تبد بعد أي استعداد خاص لتكثيف التعاون مع روسيا بأي شكل من الأشكال بعد فرض عقوبات دولية قاسية غير مسبوقة على البلاد.
- ومهما يكن الأمر، لا يمكن استبعاد أن تحاول الصين مساعدة روسيا، بطريقة ما. في هذه الحالة، يُطرح سؤال عن تأثير الولايات المتحدة في الصين.
تهديدات أمريكية «فارغة»
وبينما يرى رئيس قسم العلاقات الدولية بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، ألكسندر لوكين، أن التهديدات الأمريكية بالتدخل في التجارة الروسية الصينية من خلال الضغط على جمهورية الصين الشعبية «فارغة». وقال لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية: ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في هذه الحالة؟ تمر تجارة الصين الرئيسية من خلال البنوك الأمريكية. وبالتالي، فالعقوبات التي تؤثر في تجارة الصين مع روسيا ستؤثر أيضا في تجارة الصين مع الولايات المتحدة.
- ويرى خبير العلاقات الدولية «ألكسندر لوكين»، أن الأمريكيين إذا حاولوا القيام بذلك، فسيكون من الصواب الحديث عن حرب اقتصادية واسعة النطاق بين البلدين. والآن، تحاول الولايات المتحدة والصين، خلاف ذلك، تحسين العلاقات بينهما.
العلاقات الاقتصادية أكثر قيمة من الصداقة
وما يخدم ذلك أن الصين غير متحمسة لمساعدة روسيا. فعلى الرغم من العلاقات المعقدة بين بكين وواشنطن، من الواضح أن السوق الأمريكية والعلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة أكثر قيمة للصينيين من الصداقة مع جارتهم الشمالية.
امريكا تترقب رد الصين على مطالبها
ويؤكد الباحث الروسي «أندريه ياشلافسكي»، أن واشنطن تواصل محاولتها، إن لم يكن إقناع الصين بالانضمام إلى جوقة إدانة الإجراءات الروسية في أوكرانيا، فعلى الأقل عدم مساعدة روسيا في التغلب على عواقب العقوبات الغربية. وقد ألمح البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة لن تترك بكين دون رد إذا لم تمتثل لنظام العقوبات ضد روسيا.
- وقال ياشلافسكي، في مقال بصحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، إنه بحسب الخبراء الصينيين، بدلاً من الوقوع في الفخ، تتبع الصين نهجها الخاص وأجندة الوساطة الخاصة بها في قضايا مثل الأزمة الأوكرانية.
الصين لا تنجر إلى المعايير الأمريكية
ومن جانبه قال مدير قسم الدراسات الأوروبية بمعهد الصين للدراسات الدولية، تسوي هونغ جيان: لقد وضعت وسائل الإعلام الغربية مقياسا خاصا بها لتقويم تعامل الصين مع الوضع في أوكرانيا. على سبيل المثال: هل ستتقيد الصين بالعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، أم تلحق بكين بالغرب فتدين روسيا، أم تقنع روسيا بوقف إطلاق النار؟.
- ولكن «هوونغ جيان» لاحظ أن الصين لا تنجر إلى هذه المعايير أحادية الجانب..وأضاف: بدلاً من ذلك، تبذل الصين قصارى جهدها لتطوير الحوار، بوصفه الطريقة الصحيحة الوحيدة لإنهاء النزاعات والخلافات.
