«مسافر يطّا».. تجمّع فلسطيني يواجه خطر التهجير القسري
على مرّ عقودٍ من الزمن وأهالي التجمعات الفلسطينية في مسافر يطّا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية يخشون فقدان منازلهم، إذ شهدت العائلات عدداً لا يحصى من أوامر الهدم والنزوح المستمر.
ومنذ 41 عاما، يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي طرد الفلسطينيين من مسافر يطّا، وهو عبارة عن تجمع من القرى الفلسطينية.
وتواجه هذه التجمعات السكانية خطرا متزايدا بالإخلاء، وذلك بعد تصنيف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية الواقعة بملكية خاصة على أنها منطقة إطلاق نار.
ومسافر يطّا هي موطن لاثني عشر تجمّعاً فلسطينياً تعتمد سبل عيشهم بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، حيث يسكنها حوالي 2100 فلسطيني.
وتُصنف “مسافر يطّا” ضمن المنطقة “ج” حسب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وتمنع دولة الاحتلال الفلسطينيين من البناء فيها.
وفي مايو 2022، قضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية بالسماح بإخلاء ثمانية تجمعات فلسطينية من “مسافر يطّا”، المُعلن عنها باسم “منطقة إطلاق النار 918” في عام 1981.
ويقول معاذ عنايت، وهو رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في الخليل: “منذ إصدار قرار محكمة العدل العليا الأخير، يعيش سكان تلك التجمعات في خوفٍ شديدٍ من النزوح، إذ سيترتّب على هذا القرار عواقب إنسانية هائلة من شأنها أن تؤثر على حالتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية، لا سيما على الفئات الأكثر ضعفاً منهم، مثل الأطفال وكبار السن”.
وأضاف عنايت: “هم لا يخشون النزوح فحسب، بل يخشون أيضاً فقدان نمط حياتهم ومصادر دخلهم الرئيسية بالكامل في ظل عدم وجود أي بدائل أخرى”.
وتابع: “وفي حال تنفيذ أوامر الهدم، ستتضرر المنازل والمباني الحيوية والمدارس والعيادات الطبية وشبكة المياه والألواح الشمسية في مسافر يطّا بشكل مباشر”.
وقال نضال يونس، رئيس مجلس قروي مسافر يطّا، إنّ هذا القرار يعني طرد 2100 فلسطيني منها.
وأضاف: “سكان التجمعات غير محميين وهم معرّضين لخطر النزوح في أي لحظة الآن”.
وبالإضافة إلى التحديات التي يواجهها سكان مسافر يطّا في ظل استمرار أوامر الهدم، فإن قربهم من المستوطنات الإسرائيلية يعرّضهم لخطر أكبر ويمنعهم من التنقّل عبر الطرق الرئيسية، فيضطرون لاستخدام طرق التفافية طويلة وغير معبّدة.
كما يُعتبر الوصول إلى المياه من الصعوبات الأخرى التي يواجهها السكان في مسافر يطّا.
ولا تقتصر التحديات على ارتفاع أسعار المياه فحسب، بل يعاني سكان هذه التجمعات من صعوبات في نقل خزانات المياه التي يشترونها بسبب سوء أحوال الطرق.
وعلاوةً على ذلك، انخفضت إنتاجية المواشي بشكل كبير جراء نقص المياه في تلك التجمعات، ناهيك عن ارتفاع معدل الإجهاض بين الأغنام.
وفي ظل عدم السماح لهم باستخدام الطرق المباشرة، يعاني الرعاة من خسائر مالية جراء عدم تمكّنهم من بيع منتجات الألبان التي يحصلون عليها من أغنامهم في الأسواق المحلية.
8 من أصل 12 تجمّعاً في مسافر يطّا ستتضرر بشكل مباشر من أمر المحكمة الأخير.