تؤكد الدوائر السياسية والحزبية، أنجمعية الإخوان المسلمين، المرخصة قانونا وفقا للدستور الأردني، أصبحت الكيان الشرعي والرسمي لجماعة الإخوان، داخل الشارع السياسي في الأردن، مع تراجع ملحوظ لحركة جماعة الإخوان غير المرخصة، والمرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان، والتي رفضت تقنين وضعها.
ويرى المحلل السياسي الأردني، محمد كعوش، أن مستقبل الإخوان في الأردن، مرتبط بـ«جمعية الإخوان»، التي لها وجود قانوني وشرعي داخل المشهد السياسي، وأعلنت عن موقفها من المشاركة السياسية والاجتماعية الإيجابية والعلنية، وليست السرية لصالح الوطن والمجتمع الأردني.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين، «غير المرخصة» أعلنت مساء أمس السبت، عن تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الجماعة برئاسة النائب الأسبق عبد الحميد الذنيبات، وذلك بعد انتهاء مدة رئاسة المراقب العام للجماعة همام سعيد وعدم اختيار خلف له. وقالت الجماعة في بيان صحفي ، نشرته وسائل الإعلام الأردنية، إنها اختارت المهندس عزام جميل الهنيدي نائبا للرئيس، والمهندس بادي محمد الرفايعة أمينا للسر.
ويؤكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، سفيان الشيخ، أن تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الجماعة غير المرخصة، دون انتخاب مراقب عام جديد كما هو متبع حال انتهاء مدة المراقب السابق، يؤشر على خلافات داخل الجماعة، وعدم القدرة على مواجهة تداعيات موقفها غير القانوني، وليس أمامها سوى تقنين وضعها، وفي هذه الحالة سوف تصطدم مع كيان شرعي إخواني هو «جمعية الإخوان المسلمين» ولا تقتصر على تويع الاتهام للجمعية بأنها «ذراع الحكومة».
وأوضح سفيان، لـ«الغد»، أن هناك قضايا مرفوعة من قبل المكتب التنفيذي لجمعية جماعة الإخوان المسلمين، للمطالبة بـ«إخلاء العقارات» التي تشغلها جماعة الإخوان المسلمين، وحصر أسماء الأعضاء الذين تم تسجيل عقارات وأسهم بأسمائهم تعود لجماعة الإخوان تمهيدا لمطالبتهم بها قانونيا. حيث ترى الجمعية أنها الوريث الشرعي والقانوني لجماعة الإخوان، وأن الأعضاء المنتمين لجماعة غير مرخصة ليس لهم كيان شرعي .
ومن جانبه، أكد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين «القانونية» الدكتور عبد المجيد ذنيبات، عزم «جمعية جماعة الإخوان» خوض الانتخابات النيابية في أكثر من دائرة انتخابية على مستوى المملكة.
وأضاف الذنيبات، موضحها رؤية ومنهجية عمل جمعية الإخوان القانونية، في حفل الإفطار السنوي للجماعة أمس السبت، لسنا ذراعا من أذرع الحكومة وفي ذات الوقت لا نمارس المعارضة العبثية لأجل المعارضة فقط، وفي كل الحالات ننحاز لمصالح الوطن وننفتح على مكونات العمل الوطني والتشاركية بالعمل الدعوي والسياسي كمنهج وضمانة لنجاح الدعوة وسلامة الوطن في إطار منهج الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والغلو.
وعرض الذنيبات، سياق التوافق على تقنين وضع إخوان الأردن، رغم معارضة صقور الجماعة المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان، والتي تعلي من شأن الأمة على مصلحة الوطن، وقال المراقب العام لجمعية الإخوان: إن ما قامت به الجماعة من عملية تصويب لوضعها في الأردن جاء كخطوة استشرافية في ظل المراجعات الضرورية التي يجب على جميع الحركات والدعوات الحية اتباعها. لافتا إلى أن ما قامت به الجماعة من خطوات تصويبية بعد استنفاد كل الوسائل والسبل مع الرافضين لها جاءت لتقديم الجماعة للمجتمع الأردني بحلتها القانونية الجديدة وحتى تستطيع تسليمها للأجيال القادمة محصنة من أي حل أو تهديد.
وعرض الذنيبات لأبرز مرتكزات مبادرة، تعالوا الى كلمة سواء التي أطلقتها الجماعة بوقت سابق ولاقت صدى واستجابة مبشرة بالخير من قبل بعض الشعب الإخوانية، التي انحازت للعمل تحت مظلة دولة القانون بعيدا عن ممارسة أي عمل سري، وضرورة العمل الجمعي والتشاركي الذي يغلب مصلحة الوطن والأمة ويحفظ أمنها واستقرارها بعيدا عن الأجندات الخاصة والمكتسبات الآنية الزائلة، منوها الى أن أبواب الجماعة مفتوحه لكل من ينضم إليها ويقصدها.
