كتب: ناهض منصور
حذر مراقبون فلسطينيون، من الرهان على أي خيارات إسرائيلية خلال العام 2020، فيما يتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص، مؤكدين أنه لا يمكن الرهان على التزام إسرائيل بأي تفاهمات من اجل تهدئة في قطاع غزة.
ورأى المراقبون في أحاديث منفصلة لموقع قناة “الغد”، أن الأوضاع على الأرض ستحمل تغيرات محدودة فيما يتعلق بمسيرات العودة، و كذلك التحسينات التي تطلقها إسرائيل تحت مسمى”تحسينات اقتصادية”، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى “دويلة في غزة”.
دويلة غزة
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد حجازي: “إذا عدنا للوراء قليلا، قبل انطلاق مسيرات العودة، كان هناك شيء تتم مناقشته مع إسرائيل، لكن مسيرة العودة جاءت لتسرع الاتفاق بين حماس وإسرائيل ونلمس ذلك من خلال إجراءات على الأرض، والتي تتم بشكل واضح مثل المستشفى الأمريكي وزيادة عدد العمال للعمل في إسرائيل، وزيادة كمية الوقود و إدخال الأموال وغيرها، كل هذه القضايا جزء من تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل.
وتابع: “ولكن عدم إعلان حماس عن هذه التفاهمات يسبب لها حرجا في هذه المرحلة، وتعبر عنها بأنها تفاهمات مرتبطة بتحسين حياة الناس بغزة، لكن لها دلالات سياسية واضحة، وهذا ما تحدث عنه نتنياهو وفق الرؤية الإسرائيلية التي تهدف لفصل غزة عن الضفة الغربية والمس بالتمثيل السياسي للفلسطينيين منع إنشاء دولة فلسطينية”.
وأضاف حجازي: “ونحن على أعتاب عام 2020 التهدئة ستسير قدما، لأن هناك دولا مثل قطر تدعم وتدفع الأموال من أجل الوصول لكيانية خاصة في قطاع غزة تعزز الانفصال، و هناك من يسمي “دويلة غزة”، وهذه الكيانية أصبح لها نظام ضرائبي وأمني وسياسي وبنية تشريعية وبالتالي نستطيع أن نسمي ما يحدث مع إسرائيل من تفاهمات تفضي إلى اتفاقيات بين كيانية والعدو الإسرائيلي”.
توقف بالتدريج لمسيرات العودة
وحول التطورات الميدانية التي يشهدها قطاع غزة قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: “المؤشرات على الأرض في قطاع غزة تدل على الاتجاه نحو تهدئة طويلة مطلوبة فلسطينيا، ومرغوبة إسرائيليا بما هو قائم، وبعد زيارة وفد حماس الأخيرة لمصر أعطت مؤشرا نتج عنه تفاهمات قد تكون أوسع من تفاهمات سابقة، وذلك من خلال الاستقرار النسبي للوضع”.
وأضاف عوكل: وبالتالي يمكن القول إن مسيرات العودة حققت أهدافها بكسر الحصار وهؤلاء لهم سياسة ورؤية، في المقابل إسرائيل لها سياسة ورؤية تتعلق باستراتيجيات العلاقة مع الوضع الفلسطيني، خاصة أن مسيرات العودة توقفت بالتدريج وهناك انضباط من الطرفين”.
وتابع حديثه: “كذلك هناك موضوع المستشفى الأمريكي وتوسيع مساحة الصيد، وأخيرًا القرار المتعلق بتحويل المسيرات إلى مناسبات، وإذا استقر الوضع ستتوقف هذه المسيرات وتأخذ شكل النشاطات الشعبية”.
وأشار عوكل إلى أن الوضع في إسرائيل خلال عام 2019 كان مضطربا جدا خاصة فيما يتعلق بالانتخابات وهو العنوان الأبرز لديها وما يتعلق بمستقبل نتنياهو، وتاريخ العلاقة الفلسطينية مع إسرائيل لا يجلعنا مطمئنين وعلى الحد الأدنى من الثقة خلال العام المقبل من أن تلتزم إسرائيل بأي اتفاقيات أو معاهدات وغيرها.
مناقشات للتهدئة
وفي إسرائيل أعلن رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، أنه تم مناقشة “الخطوط العريضة”، لاتفاق التسوية الذي تمت بلورته مؤخرا مع مصر والهادف إلى ضمان الهدوء في المنطقة الجنوبية أمام المجلس الوزاري.
وكشف النقاب أنه بموجب هذا الاتفاق ستمنح إسرائيل تسهيلات لسكان القطاع، مقابل عمل حماس على منع الإطلاقات الصاروخية والحد من نطاق “مسيرات العودة” إلى أن يتم وقفها كليًا.
يشار إلى أن تفاهمات هدوء جرى التوصل إليها قبل أشهر بين الفصائل الفلسطينية في غزة بقيادة حركة حماس وإسرائيل، برعاية عدة أطراف، وذلك بعد انطلاق مسيرات العودة التي تنادي بكسر الحصار، جرى خلالها الاتفاق على تنفيذ مشاريع إغاثية عاجلة في القطاع، لمساعدة السكان المحاصرين، حيث إن عددا من المشاريع بدأ فعليا بالتنفيذ منذ أشهر، في المقابل تنفي حماس التوصل إلى “تهدئة طويلة الأمد” مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار ، الخميس الماضي تعليق تنظيمها حتى نهاية 30 مارس/آذار المقبل، مضيفة أنها قررت تنظيم المسيرات الحدودية بشكل شهري خلال عام 2020 بدءا من 30 مارس/آذار المقبل بعد أن كانت تُنظم أسبوعيًا.
