مسرح دولبي.. هنا يقام حفل الأوسكار منذ 2002

تمكن منظّمو الأوسكار من تحقيق هدفهم المتمثل في إنعاش نسب المتابعة التلفزيونية لاحتفال توزيع الجوائز السينمائية بعد التراجع الذي شهده في السنوات الأخيرة، إذ استقطب مساء الأحد أكثر من 15 مليون مشاهد أميركي، وهي أرقام ساعدت في تحقيقها الصفعة التي وجهها الممثل ويل سميث للفكاهي كريس روك.

وأظهرت نتائج أولية أوردتها قناة ABC التي وفّرت نقلاً حياً للاحتفال تسجيل قفزة مهمة على مستوى أرقام المشاهدين مقارنةً باحتفال العام الفائت الذي بلغ عدد مشاهديه أدنى مستوى على الإطلاق هو 9,85 ملايين مشاهد.

ومع أن عدد المشاهدين بلغ 15,36 مليوناً مساء الأحد، لا يزال هذا الرقم متدنياً بمقارنة بالسنوات السابقة، إذ هو ثاني أسوأ أداء لجوائز الأوسكار منذ بدء النقل التلفزيوني المباشر الحدث.

وساهمت صفعة سميث لكريس روك في زيادة الإقبال على مشاهدة الحفلة عبر الشاشة بشكل كبير.

وقال مارك مالكان من مجلة “فارايتي” المتخصصة لوكالة فرانس برس “هل أكاديمية الأوسكار بحاجة إلى هذا النوع من الدعاية؟ كلا، على الإطلاق، لا يرغبون في دعاية تًظهر وجود عنف في الأوسكار”.

وأضاف “مع ذلك، هل يتحدث الناس أكثر عن الأوسكار؟ طبعاً، لست واثقاً من أنهم يريدون أن يتحدث الناس عنهم بهذه الطريقة”.

ونددت الأكاديمية الإثنين بالواقعة وأعلنت أنها فتحت تحقيقاً رسمياً.

وسرعان ما انتشرت عبر مواقع التواصل صور تظهر سميث وهو يصفع روك بعدما أطلق الأخير دعابة عن الرأس الحليق لزوجة سميث جادا بينكيت التي سبق لها وأن تحدثت علناً عن تساقط الشعر الذي تعاني منه بسبب إصابتها بداء الثعلبة.

وغزت الاثنين صور ميم ساخرة ومقاطع فيديو معدلة وتعليقات كثيرة شبكات التواصل الاجتماعية، أثنى عدد منها على الصفعة فيما دعم بعضها كريس روك.

وتلاقى هذا الانتعاش في عدد المشاهدين مع الأرقام التي سجّلها في سبتمبر الفائت احتفال توزيع جوائز إيمي ةوتلك التي حققها احتفال توزيع جوائز نقابة الممثلين الأميركيين.

وأدت جائحة كوفيد-19 عام 2021 إلى تنظيم عدد كبير من الحفلات والمهرجانات ضمن مجموعات صغيرة أو افتراضياً، الأمر الذي لم يثر حماسة كبيرة لدى الجمهور.

وفي العام الماضي، سجل احتفال توزيع جوائز الأوسكار انخفاضاً في عدد المشاهدين فاق الـ 50 % مقارنة بـ23,6 مليون متفرجاً شاهدوه عام 2020.

وتأثر النقل التلفزيوني التقليدي للاحتفال سلباً جراء تنامي الإقبال من الشباب خصوصاً على الشبكات الاجتماعية ومنصات الفيديو على الطلب.

وفي محاولة لمراعاة متطلبات المشاهدين من هذه الفئة العمرية، لجأ القيمون على الأوسكار إلى ابتكار تغييرات في الحفلة تجعل النقل التلفزيوني لها أكثر حيوية وجاذبية، ومنها استحداث “جائزة الجمهور” المبنية على تصويت يُجرى عبر تويتر، والتسجيل المسبق لتوزيع عدد من الجوائز ذات الطابع التقني (الصوت والأزياء والمؤثرات الخاصة وسواها)، بهدف توفير وقت أطول للنقل الحيّ للعروض الموسيقية والفكاهية ولفقرات التكريم التي تتخلل الاحتفال،

ومن المفارقات أنّ “كودا” الحائز جائزة أفضل فيلم روائي طويل هو فيلم مستقل بُث عبر “أبل تي في +”، ما يمثل انتصاراً تاريخياً لإحدى منصات البث التدفقي.

ومن المقرر صدور الأرقام الرسمية للمشاهدين الثلاثاء.

أدانت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة تصرفات النجم ويل سميث خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار ليلة أمس الأحد، وقالت إنها ستبدأ مراجعة رسمية لإقدامه على صفع مقدم الحفل كريس روك.

وقالت الأكاديمية في بيان، اليوم الإثنين، إنها سوف ”تستكشف أيضا المزيد من الإجراءات والعواقب وفقا للوائح الداخلية ومعايير السلوك وقانون كاليفورنيا”.

وباغت سميث الحضور في مسرح ”دولبي” والمشاهدين في المنزل، عندما اعتلى المسرح خلال تصريحات روك، بعد أن قال الممثل الكوميدي مزحة عن جادا بانكيت سميث، زوجة ويل سميث، قائلا ”جادا، أحبك، جي. آي.جين 2، لا أطيق صبرا لمشاهدته” في إشارة لفيلم النجمة ديمي مور والذي أدت خلاله دور جندية قامت بحلق شعرها للانضمام لفرقة قتالية.

وأثارت المزحة غضب بانكيت سميث التي حلقت شعر رأسها وأعلنت في وقت سابق عن إصابتها بداء الثعلبة.

كان روك له واقعة مماثلة مع جادا في السابق، حيث كان روك مضيف حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2016، استجابة لحملة ”أوسكارز سو وايت” التي أطلقت للاحتجاج على استئثار النجوم البيض على ترشيحات الأوسكار، وكان من بين المقاطعين ويل سميث وزوجته.

وصعد سميث إلى خشبة المسرح وصفع روك على وجهه، ولدى عودته لمقعده، صرخ سميث مرتين موجها حديثه لروك ” لا يأتي ذكر اسم زوجتي على فمك” مستخدما وصفا نابيا، وتردد صدى كلماته بوضوح في أرجاء قاعة دولبي، بالرغم من أن شبكة ”ايه بي سي” التلفزيونية الأمريكية، قطعت البث الصوتي لمدة خمس عشرة ثانية.

في غضون ساعة واحدة، أعلن فوز سميث بجائزة أحسن ممثل، وخلال خطابه، اعتذر سميث للأكاديمية.

وبعد العرض مساء أمس الأحد، نشرت الأكاديمية بيانا تدين فيه العنف.

وبعض أعضاء الأكاديمية، مثل الكاتب والمنتج مارشال شرايبر هيرسكوفيتز، دعوا الأكاديمية لاتخاذ إجراءات تأديبية ضد سميث. حيث تب هرسكوفيتز عبر تويتر: ”لقد وصم مجتمعنا بأسره بالعار الليلة”.

وقالت النجمة ووبي غولدبيرغ، عضو مجلس حكام الأكاديمية اليوم الإثنين، عبر برنامج ”ذا فيو” الحواري الذي تقدمه شبكة ”ايه بي سي”:” إننا لن نسحب (جائزة) الأوسكار منه، (لكن) ستكون هناك تبعات، أنا واثقة من هذا”.

صدم ويل سميث الحائز على جائزة أفضل ممثل المتفرجين عندما صفع مقدم الحفل كريس روك على وجهه وصاح فيه بعبارات بذيئة بعد مزحة عن شعر زوجته، في لحظة طغت على حفل توزيع جوائز الأوسكار الليلة الماضية.

وفيما يلي بعض ردود الفعل من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي:

* مغني الراب والممثل جيدن سميث، نجل ويل سميث وجيدا بينكت سميث:

“وهذه هي الطريقة التي نرد بها”.

* الممثلة ميا فارو:

“لقد كانت مجرد مزحة. كريس روك يقدم النكات. كانت هذه مزحة لطيفة بالنسبة له. وأنا أحب جي.آي جين”.

– الممثلة الكوميدية كاثي جريفين:

“دعني أخبركم بشيء، هذه ممارسة سيئة جدا، أن تصعد على خشبة المسرح وتعتدي جسديا على ممثل كوميدي. الآن علينا جميعا أن نقلق بشأن من يريد أن يكون ويل سميث التالي في النوادي والمسارح الكوميدية”.

– الممثلة صوفيا بوش:

“العنف ليس جيدا. الاعتداء ليس هو الحل أبدا. وأيضا هذه هي المرة الثانية التي يسخر فيها كريس من جيدا على خشبة مسرح الأوسكار، والليلة تحدث عن الثعلبة التي تعاني منها. السخرية من مرض مناعي لشخص ما هو خطأ. القيام بذلك عن قصد هو أمر قاس. يحتاج الاثنان إلى استراحة”.

– مقدم البرامج الحوارية كونان أوبرايان:

“رأيت للتو صفعة ويل سميث. هل يمكنني استعارة مسرحية ليلية ليوم غد فقط؟”

– المخرج روب راينر:

“ويل سميث مدين لكريس روك باعتذار. لا يوجد عذر لما فعله. إنه محظوظ لأن كريس لم يوجه له اتهامات بالاعتداء”.

– المؤلفة برناردين إيفاريستو:

“يا له من شيء يصعب الاستيقاظ عليه. خامس رجل أسود يفوز بجائزة أوسكار خلال ما يقرب من 100 عام، والأول منذ 16 عاما، يلجأ إلى العنف بدلا من استخدام قوة الكلمات للرد بقوة على كريس روك. ثم يدعي أن الله والحب جعلاه يفعل ذلك”.

– الممثلة والعارضة جودي تيرنر-سميث:

“بقدر ما سارت ‭’‬هذه الواقعة‭’‬… ما زلت أحاول الفهم. أشعر بالحرج لكل المعنيين”.

– الممثل كاري إيلويس:

“زوارق الحب التي عرفتها أو أُعجبت بها لم تتصرف بعنف ضد إنسان آخر…”.