جدل واسع تشهده الولايات المتحدة الأمريكية حول وضع المسلمين في أمريكا خلال الفترة المقبلة، وهو الجدل الذي ربما كان مدفوعا، وفق مراقبين، بمحاولات كافة الأطراف لكسب تأييد الشعب الأمريكي قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2016.
المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، المصنف بأنه الأوفر حظا في الانتخابات القادمة، قال في تصريحات مثيرة للجدل إنه لا يعارض فكرة إنشاء قاعدة بيانات للمسلمين في أمريكا لتتبعهم، مؤكدا أنه أمر ضروري لحفظ الأمن داخل الولايات المتحدة.
وتأتي تصريحات ترامب ضمن عدد من التصريحات المثيرة للجدل للمرشحي الجمهوريين في أمريكا في أعقاب هحمات باريس الإرهابية، حيث وصف “ترامب” الرئيس الأمريكي، في سياق آخر، بـ “المحنون” منتقدا سياسته في استقبال اللاجئين.
وعلي نهج ترامب، أثار بن كارسون، المرشح في سباق الجمهوريين، استياء لدى المنظمات الإسلامية العاملة في أمريكا حيث صرح بأنه لا يقبل ترشح مسلم للرئاسة بحجة أن الإسلام لا يتفق مع الدستور الأمريكي مؤكدا عدم معارضته في الوقت نفسه لترشح المسلمين للكونجرس الأمريكي، معتبرا أنها قضية مختلفة ولكن سوف تخضع لتساؤلات حول هوية ذلك المسلم، وهي التصريحات التي أدانها البيت الأبيض واعتبرها مراقبون لا تتلائم مع الأغلبية الساحقة للأمريكيين والدستور الأمريكي الذي يضمن حرية الدين.
تلك التصريحات المناهضة للمسلمين، استقبلها الجمهوريون المنافسون وكذلك الديمقراطيين بالنقد والإدانة في محاولات وصفها البعض بـ “القفز علي السباق الرئاسي” حيث انتقدت هيلاري كلينتون، المرشحة عن حزب الديمقراطيين، تصريحات كلا المرشحين، واصفة تصريحات ترامب بالمرعبة التي يجب أن يدينها كل من يسعي لقيادة البلاد.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم السبت، أن عددًا من المنظمات الإسلامية في أمريكا وضعت تصريحات ترامب في مقارنه مع ما تعرض له اليهود الأوروبيون في ما عرف بـ “الهولوكوست” وهو ما أعربت عنه كلينتون بأن تصريحات ترامب تبدو وكأنه يؤيد تبني سياسات مشابهة لتلك التي كانت تتبناها ألمانيا النازية.
المسلمون مرة أخري في تصريحات لمرشح الجمهوريين، جيب بوش، شقيق الرئيس السابق جورج بوش، الذي طالب بمنح أولوية للاجئين المسيحيين أفضلية عن المسلمين.
مناهضة الإسلام في أمريكا
ويواجه المسلمون، البالغ عددهم نحو 8 ملايين في أمريكا، ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال مناهضات من جانب عدد من الجمعيات التي نشأت في أعقاب حادث 11 سبتمبر/أيلول2001، وتزايدت بنشأة تنظيم داعش الإرهابي الذي تبني مقتل صحفيين ومواطنيين أمريكيين.
وعلى الرغم من أن إحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالي بإنخفاض معدل كراهية المسلمين في أمريكا ما بين العامين 2011 و2013، إلا أنه رصد زيادة في نسبة الجرائم ضد المسلمين هناك وكان أبرزها الجريمة المعروفة بـ “تشابل هيل” والتي قتل خلالها 3 شبان مسلمين خلال إقامتهم في مسكنهم بالقرب من جامعة كارولينا الشمالية.
