بدأت الاحتفالات بافتتاح السفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة حولت بموجبها قوات الاحتلال المدينة على ثكنة عسكرية، ودفعت بقوات إضافية إليها.
هذا فيما تعالت وتيرة الغضب الفلسطيني على هذه الخطوة، التي وصفها الفلسطينيون بالنكبة الجديدة، التي تتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، وسط مسيرات غاضبة ومواجهات اجتاحت مناطق واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وشارك في الحفل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير المالية الأمريكي مينوشين، وابنة الرئيس ترامب وزوجها، كما حضر الحفل أكثر من 30 سفيرا معتمدا لدى إسرائيل، بينهم 3 من الاتحاد الأوروبي.
واندلعت اشتباكات عنيفة بالأيدي بين شرطة الاحتلال والمشاركين في المسيرة المركزية، التي انطلقت في مدينة القدس، بمشاركة أعضاء كنيست عرب، تلبية لدعوة من لجنة المتابعة العليا في الداخل بالتنسيق مع قوى القدس أمام مقر السفارة الأمريكية الجديد في القدس تحت شعار: “القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، ولا لنقل السفارة الأمريكية”.
واستبقت قوات الاحتلال مراسم افتتاح السفارة بإغلاق المزيد من الشوارع بمكعبات إسمنتية وسواتر ترابية، في إطار إجراءاتها العسكرية، وعزّزت انتشار عناصرها ووحداتها الخاصة ودورياتها الراجلة والمحمولة والخيالة في مدينة القدس المحتلة، تزامنا مع احتفالات الاحتلال بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وشملت إجراءات الاحتلال إغلاق محيط القدس القديمة، من المنطقة الممتدة من أحياء وادي الجوز والطور والشيخ جراح وسلوان وصولا إلى منطقة باب الخليل في الجهة الغربية من سور القدس التاريخي، فضلا عن إغلاق العديد من الشوارع والطرقات غربي المدينة، وقرب محيط موقع السفارة.
واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقدسيين في مخيم شعفاط وحي سلوان قرب المسجد الأقصى أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات.
هذا وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعها لمسيرات الغضب التي اجتاحت الضفة الغربية المحتلة، إحياء للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، ورفضا لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات بالرصاص المطاطي والاختناق.
وأصيب 11 مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، اليوم الإثنين، في حين أصيب العشرات بالاختناق وحالات إغماء، خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة، بعد قمع قوات الاحتلال مسيرة إحياء الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.
وألقى الشبان الحجارة بغزارة نحو قوات الاحتلال، وانتشر الشبان والفتية في الشارع الرئيسي، وعلى أسطح المنازل، لمواجهة قناصة الاحتلال الذين اعتلوا بعض المباني العالية.
وتجمع آلاف المواطنين على دوار الساعة وسط المدينة والذين انطلقوا في مسيرة ضخمة وبأعداد غير مسبوقة، نحو مدخل مخيم الأمعري، حيث توجهت المسيرة بعد المهرجان الخطابي إلى حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.
وانطلقت، مسيرة حاشدة، من ميدان الشهيد ياسر عرفات، باتجاه حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، لمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة، وتنديدا بقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وكانت القوى الوطنية، دعت جماهير شعبنا للمشاركة في الزحف نحو نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا مجلس الوزراء إلى تعليق الدوام الحكومي من الساعة الـ11 وحتى الساعة الـ1 ظهرا، لإفساح المجال أمام الموظفين الحكوميين للمشاركة للتعبير عن رفضهم لنقل السفارة الأمريكية، ونصرة لمدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
وقالت محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام، إن شعبنا سيواصل نضاله حتى تحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، باطل، ولن يغير حقيقة أنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
بدوره، قال منسق القوى الوطنية في محافظة رام الله والبيرة، عصام أبو بكر، إن أمريكا تكرس سياسة الاحتلال في القدس، لكن سيبقى الشعب الفلسطيني متمسكا بكل شبر في أرض فلسطين، خاصة القدس عاصمة دولتنا الأبدية.
كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق والإغماء، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة النكبة التي انطلقت باتجاه الحاجز الشمالي لمدينة بيت لحم، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك المئات من أهالي المحافظة، في مسيرة إحياء الذكرى الـ70 للنكبة، رافعين العلم الفلسطيني، والرايات السوداء، ومرددين هتافات تؤكد أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واستهدف شبان فلسطينيون مركبات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة قرب بلدة عزون شرق قلقيلية.
وفي مدينة الخليل، الواقعة جنوب الضفة، انطلقت مسيرة حاشدة من مسجد الحسين بن علي في المدينة بدعوة من القوى الوطنية، واندلعت على إثرها مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال امتدت إلى منطقة باب الزاوية وسط الخليل, وأسفرت عن إصابة عدد من الشبان.
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان المتظاهرين وباتجاه منطقة باب الزاوية، ما دفع عددا من التجار إلى إغلاق محالهم التجارية.
ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني والرايات السوداء التي تذكرهم بذكرى النكبة الـ70 عاما، مرددين هتافات تطالب المجتمع الدولي بتطبيق الاتفاقيات الدولية ومنع أمريكا من نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
وجدد متحدثون في مسيرة العودة تأكيدهم على حق الشعب بالعودة إلى أراضيه التي هجر منها عام 48، ورفضهم لقرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، مؤكدين على أهمية الوحدة واللحمة الوطنية في مواجهة الاحتلال، الذي ينتهك الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
وفي بلدة بيت أمر، شمال المدينة، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان، وقوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز السام باتجاه الشبان دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كما انطلقت في محافظة أريحا والأغوار، اليوم الإثنين، مسيرة حاشدة، دعت لها حركة “فتح”، لمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وشدد أمين سر حركة “فتح” في المحافظة جهاد أبو العسل، في كلمته أمام المشاركين في المسيرة التي استقرت عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، قرب مخيم عقبة جبر للاجئين، على أن شعبنا الفلسطيني سيبقى متمسكا بحق العودة إلى أرضه التي هجر منها قسرا، كون هذا الحق لا يسقط بالتقادم، ومكفول بموجب القرار الأممي 194.