مسيرة العودة.. الصورة تكشف وجه الاحتلال وتفضح سادية القتل

تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تحريف الصور لتشويه ما يحدث على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وإظهار مسيرة العودة وكأنها جزء من الإرهاب الذي يمارسه الفلسطينيون، على حدود دولة آمنة، وهذا بالتأكيد ما يتضح من خلال بعض المشاهد، التي يحاول الاحتلال تزويرها وتحويرها لخدمة مبتغاه في هذا الصدد، بعد النجاح الذي حققته مسيرة العودة السلمية الكبرى على مدار أكثر من أسبوع مضى.

تحريف الصورة:
قبل أسبوع جرى تداول كاريكاتير نشرته صحيفة عربية يظهر فيه عائلة فلسطينية مسالمة تقليدية تحمل مفتاح العودة ووجهتها الحدود، لرؤية تلك الأرض التي طال انتظارها في العودة إليها، وعلى الحدود، القناصة المنتشرين لقنص المتظاهرين الفلسطينيين السلميين والذين ارتقى منهم منذ انطلاق مسيرة العودة في الثلاثين من مارس الماضي، ما يزيد عن 30 شهيداً ومئات الجرحى.

وعمد أحد ضباط جيش الاحتلال العاملين في هذا المجال، على تحريف الصورة وإخفاء قناصة الاحتلال، وفي المقابل اظهر في الصورة الجديدة وقوف مسلح فلسطيني، يرغم العائلة الفلسطينية على السير، وكأنّ الجماهير التي خرجت مرغمة ومدفوعة، وهذا محور أساسي في الدعاية الصهيونية حاليا، الذي يسعى إلى إظهار أن الفصائل الفلسطينية تحاول اتخاذ المواطنين دروعاً بشرية والترويج لذلك على مستوى العالم.

هذه حقيقة الصورة، التي أقدم الاحتلال على تحريفها لخدمة غايته في النيل من سلمية مسيرة العودة، وهنا تكمن أهمية الشق الإعلامي والدعائي للصراع.

استحضار الضحية:
ويؤكد أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت الدكتور نشأت الأقطش أن الاحتلال على الدوام يحاول تسويق نفسه أنه الضحية تماما كما كان عليه الحال عندما روج لما تعرض له على أيدي النازية، وهو الأمر ذاته الذي يحاول الاحتلال تطبيقه في مواجهة المقاومة الفلسطينية لكسب تعاطف الرأي العام العالمي.

ويضيف الأقطش في حديث لـ”الغد”، اليوم الاحتلال يحاول استعادة نفس السلاح لمواجهة مسيرة العودة السلمية والتي بالتأكيد، وضعت دولة الاحتلال في موقف صعب بفعل سلميتها، ولذا فهيا تسعى وستبقى من خلال ماكنتها الإعلامية لاستغلال أي حدث يعيدها إلى موضع الضحية في هذه المواجهة، وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة أمام الفلسطينيين لعدم منح الفرصة للاحتلال.

ويتابع الاقطش، إن إسرائيل تبدو أمام العالم اليوم هي الجلاد، لذلك هي لن تتوانى عن تحريف بعض المقاطع والصور الرسومات، وربما الاستعانة بصور قديمة، ولدى الآلة الإعلامية الصهيونية القدرة على فبركة بعض المشاهد، لنزع الطابع السلمي عن مسيرة العودة، وقد تنجح في حال فشل الفلسطينيون في ضبط إيقاع مسيرتهم التي أبهرت العالم حتى هذه اللحظة، وأعادت التعاطف مع قضيتهم.

ويستدرك استاذ الإعلام قائلاً، إسرائيل لم تعد قادرة على خداع العالم، لكن هذا لا يعني أنها قد لا تنجح بالمطلق، فهي من قادت خمس حملات علاقات عامة لاستعادة صورتها في أعقاب ما أحدثه مشهد استشهاد محمد الدرة، وما سببته هذه الصورة من إزعاج لدولة الاحتلال.

وشدد الاقطش، أن المطلوب من الفلسطينيين اليوم للمحافظة على ما حققوهم من خلال مسيرتهم السلمية، وجود إعلام يعمل بشكل واعي، وان لا تنقل أي صورة قد يستغلها الاحتلال وتسهم في إبعاد المسيرة عن سلميتها، ووضع خطة إعلامية مسبقة، تستند على فهم عناصر الدعاية الإسرائيلية المعتادة، ومن ثم تفنيدها، داعياً إلى أن يكون هناك رسالة موحدة على الأقل في القضايا المشتركة التي لا خلاف عليها.

معركة فيديوهات:
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً مفصلاً عما سمي بمعركة “الفيديوهات” بين الفلسطينيين والاحتلال، وأشارت إلى فيديوهين نشرهما جيش الاحتلال أثناء وبعد الأحداث، مع تلميح أنهما لا علاقة لهما بالمسيرة، وأنهما خضعا للمونتاج والإضافة.
ويظهر احدهما مجموعة مسلحين فلسطينيين، قيل إنهم يخترقون الحدود وجرى الرد عليهم بنيران الدبابات، (فيما يبدو أنه من مواجهة سابقة)، فأقحمت هذه الصور وكأنها من المسيرة، وفي أخر صور لمتظاهرين يلقون حجارة وزجاجات حارقة.

وأشارت الصحيفة، لفيديوهات فلسطينية مضادة، ولكن من دون تشكيك بصدقيتها، من بينها مثلا فيديو قتل الشهيد عبد الفتاح عبد النبي (19عاما) بطلقة في الظهر أثناء ركضه بالاتجاه المعاكس بعيدا عن الحدود، وأشارت لاتهام الاحتلال له بأنه من “حماس”، وآخر لامرأة أصيبت وهي تمشي حاملة العلم للحدود، وفيديو رجل أصيب برجله لحظة وقوفه بعد الصلاة.

الصورة في الصراع :
وعن دور الصورة، يقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، أن الصورة تبقى حاضرة في تاريخ الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، لكن هذه المرة تكتسب أهمية خاصة فالحديث هنا عن مسيرة سلمية لمواطنين عزل من كل الفئات جاؤوا للمطالبة بحق العودة والذي كلفته لهم الشرائع والمواثيق الدولية، في مقابل جنود مدجيين بالسلاح يمارسون القتل، ما يعني أن حضور صورة المواطنين العزل سيكشف ويعري دولة الاحتلال أمام المجتمع الدولي الذي بات يشاهد بعينيه ما يقوم به قناصة الاحتلال.
هذه المرة يقول عطالله، وعلى عكس المرات التي سبقت لن تفلح إسرائيل في تغيير الصورة حتى وان حققت بعض النقاط لكن يبقى التفوق هذه المرة للفلسطينيين بمسيرتهم السلمية وما قدموه للعالم، رغم كل محاولات التشويه والتحريف التي مارسها قادة الاحتلال لتسويق الفلسطينيين على إنهم مجموعة من الإرهابيين.

ويشدد عطا الله على ضرورة تمسك الفلسطينيين بسلمية مسيرتهم والحفاظ على ما حققوه من كسب تعاطف الرأي العام الدولي الأمر الذي يتطلب منهم استثمار ما أمكن من صور تظهر هذا الجندي المدجج بالسلاح بالسلاح وهو يمارس القتل بحق أطفال ونساء وشيوخ عزل، مشيراً إلى أن صورة الطفل محمد عياش وهو يرتدي كمامة البصل لحماية نفسه من الغازات السامة، كان لها تأثير قوي على الموقف الدولي.

ويختم عطا الله كل هذه الصور والمشاهد، هي التي دفعت بالاحتلال إلى استهداف الصحفيين الذين ينقلون جرائم الاحتلال على الهواء مباشرة بعد أن بات يدرك أن معركته في مواجهة الصورة وسلمية مسيرات العودة باتت خاسرة ولن ينجح في كسبها هذه المرة، فكان استهداف الصحفيين حيث استشهاد احمد أبو حسين ومن قبله الشهيد الصحفي ياسر مرتجى، وذلك بالرغم من اشارات الصحافة التي يرتدونها والكاميرات التي يحملونها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]