مشعل: الفلسطينيون سيدوسون وعد بلفور بأقدامهم ولن ننتظر اعتذار بريطانيا
أكد خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، أن الشعب الفلسطيني لن ينتظر الحكومة البريطانية تقديم اعتذارها عن الظلم الذي لحق به جراء وعد بلفور المشؤوم، وتداعياته الكارثية، وأن أبناء وبنات ومناضلي الشعب الفلسطيني سيدسون وعد بلفور باقدامهم.
وقال مشعل، “إن البريطانيين يتفاخرون بجريمة وعد بلفور بدلا من الاعتذار عن هذا الخطأ وتصويب المسار التاريخي الذي ارتكبوه، لكننا نحن لا ننتظر أن يصوبوا التاريخ مع إدانتهم، نحن سننتزع المبادرة ونصوب هذا التاريخ” .
وأضاف: أن أبناءنا وبناتنا ومناضلينا سيدوسون وعد بلفور، ولا نحتاج إلى اعتذار هنا أو هناك، وستبقى الجريمة وصمة عار في جبين من أعطى الوعد ومن عززه ومن يحتفل به اليوم ومن يسانده ومن يخذل شعبنا الفلسطيني.
وحذر مشعل، خلال كلمة له في مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الخامس الذي نظمته أكاديمية الدراسات السياسية في مدينة غزة اليوم الخميس بعنوان “بلفور 100 سنة: القضية الفلسطينية تحديات وآمال”، من خطورة حالة الترهل والعجز التي أصابت منظمة التحرير الفلسطينية على القضية الفلسطينية، وتراجع أولوية القضية الفلسطينية في الإقليم والساحة الدولية، مؤكدة أن القيادة الفلسطينية تتحمل مسؤولية ذلك.
وقال مشعل، “إن المشروع الوطني الفلسطيني طرأ عليه في السنوات الأخيرة جملة من العلل والخلل، أهمها الخلاف السياسي الشديد بعد أوسلو على المفاهيم الوطنية، وطغيان الحزبية على المشروع الوطني، وتراجع فكر المقاومة في عقل القيادة السياسية، وتراجع دور فلسطينيي الشتات”.
وأشار مشعل إلى أن بعض الأطراف العربية تتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها كيس يسددون منه فواتيرهم والتزاماتهم، ويغطون بها على مشاكلهم الداخلية ومعاركهم الإقليمية ومشاكلهم المذهبية والعرقية، مستنكراً هرولة بعض هذه الأطراف لطلب ود إسرائيل وتتعامل معها على أنها جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة، مؤكدا أنها “مصيبة المصائب”.
وأشار إلى وجود ضغوطات من بعض الأطراف من أجل تغيير المبادرة العربية للسلام التي أجهضتها إسرائيل في مهدها، لتبدأ بالتطبيع العربي الشامل قبل تسوية القضية الفلسطينية.
ونوه مشعل إلى أن هذه الأطراف تسعى إلى عقد مؤتمر دولي لشرعنة العلاقات السرية مع إسرائيل، موضحا أن صفقة القرن هي عبارة عن مشاريع وهمية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
ودعا إلى الإسراع في خطوات المصالحة الفلسطينية والعمل على علاج أسبابها وعدم تضييع الفرصة، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة ورفع العقوبات عنه، مؤكداً أن المصالحة كانت قرار حركة حماس منذ اليوم الأول للانقسام، وتعمل على تحقيق كل متطلبات المصالحة الفلسطينية رغم جميع التباينات.
و من ناحية ثانية قدم مشعل تصورا للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني يقوم على التوافق على رؤية مشتركة لهذا المشروع، وتوحيد الصف الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، والاتفاق على إدارة موحدة للمعركة مع الاحتلال، وإشراك الكل في القرار السياسي دون إقصاء، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أشكالها بما فيها المقاومة المسلحة، لكنه أبدى استعداد حماس لممارسة المقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة لكنس الاحتلال، “ولنتحمل تبعاتها كاملة”.
وأضاف مشعل، أننا نحتاج إلى برنامج إنعاش مكثف وعاجل نتحرك به كقيادة فلسطينية لنعالج أزماتنا المزمنة ونحقق نجاحات ملموسة لنستعيد الثقة عند شعبنا ونخرج من الأوضاع الصعبة التي نعيشها.