المشيعون يلقون نظرة الوداع على آبي.. وحزبه يحقق فوزا كئيبا
توافد مشيعون على معبد في طوكيو لإلقاء نظرة الوداع على رئيس الوزراء الياباني السابق الراحل شينزو آبي، اليوم الإثنين، إذ طغى اغتياله على فوز الحزب الحاكم، الذي كان يهيمن عليه، في الانتخابات.
وكان رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا، الذي أتيحت له فرصة لتعزيز سلطته بعد المكاسب الانتخابية يوم الأحد، ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين من بين مئات ألقوا نظرة الوداع على آبي بعد ثلاثة أيام من اغتياله بالرصاص في تجمع انتخابي.
ومن المقرر أن تُقام يوم الثلاثاء جنازة خاصة لآبي، الذي استقال عام 2020 وكان أطول رؤساء وزراء اليابان بقاء في السلطة.
وقالت يلين للصحفيين خارج المعبد حيث وضعت البخور تكريما لآبي وقدمت العزاء لأسرته “هناك شعور عميق بالأسى لفقده”.
وأضافت “رئيس الوزراء آبي كان قائدا ذا رؤية وقد عمل على تقوية اليابان… أعلم أن إرثه سيستمر”.
وصدم إطلاق النار على آبي اليابان التي يندر فيها العنف السياسي والجرائم التي يُستخدم فيها سلاح.
وقالت وكالة كيودو للأنباء نقلا عن محققين إن القاتل المشتبه به، الذي أُلقي القبض عليه في مكان الحادث وعرفته الشرطة باسم تيتسويا ياماجامي (41 عاما) يعتقد أن آبي روج لمجموعة دينية قدمت لها والدته “تبرعا كبيرا”.
وقالت كنيسة التوحيد، وهي جماعة مثيرة للجدل تشتهر بحفلات الزفاف الجماعية وإخلاص أتباعها لها، يوم الإثنين إن والدة المشتبه به من أعضائها.
وقال توميهيرو تاناكا، رئيس الكنيسة في اليابان، إن آبي وياماجامي لم يكونا من أعضاء الكنيسة، مضيفا أنها ستتعاون مع الشرطة إذا طُلب منها ذلك.
من جهة أخرى مدد الحزب الديمقراطي الحر وشريكه في الائتلاف الحاكم أغلبيتهما في مجلس الشيوخ بالبرلمان في الانتخابات التي أُجريت يوم الأحد. ومع كون الأغلبية للحزب بالفعل في مجلس النواب، فإن الكآبة سادت بدلا من الأجواء الاحتفالية في مقر الحزب الديمقراطي الحر.
وصمت الجميع دقيقة إحياء لذكرى آبي، وظل وجه كيشيدا عابسا وهو يعلق زهيرات بجوار أسماء المرشحين الفائزين على لوحة في رمز لفوزهم.
وقدم الزعماء في أنحاء العالم، من الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، التعازي في وفاة آبي.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع كيشيدا خلال توقف قصير يوم الإثنين لتقديم رسائل دعم نيابة عن الرئيس جو بايدن.
وأصبح نائب رئيس تايوان، وليام لاي، أكبر مسؤول تايواني يزور اليابان خلال 5 عقود إذ قام بزيارة خاصة إلى طوكيو لتقديم العزاء في آبي.
وخلال مراسم إلقاء نظرة الوداع على جثمان آبي، نقلت مجموعة سيارات سيدان سوداء اللون، تحمل العديد منها لوحات دبلوماسية، شخصيات بارزة وأُسرته إلى معبد زوجوجي في طوكيو، حيث يسجى جثمان رئيس الوزراء السابق.
وفُتح جزء من المعبد لأفراد الجمهور الذين احتشدوا لوضع الزهور. وقالت ناويا أوكاموتو (28 عاما)، التي تعمل في مجال البناء، “أشعر بالحزن الشديد لأن رئيس الوزراء الذي كرس نفسه لليابان مات بهذه الطريقة. كان رئيس الوزراء الذي أظهر للعالم قوة اليابان مجددا”.
وظل آبي مؤثرا في الحزب الديمقراطي الحر حتى بعد تنحيه عام 2020 بسبب اعتلال صحته.
وفاز الحزب وشريكه الأصغر حزب كوميتو بعدد 76 مقعدا من 125 مقعدا جرى التنافس عليها في المجلس، ارتفاعا من 69 مقعدا سابقا. وفاز الحزب الديمقراطي الحر وحده بعدد 63 مقعدا، ارتفاعا من 55، ليفوز بأغلبية المقاعد المتنافس عليها، رغم أنه لم يصل إلى أغلبية بسيطة بمفرده.
ومع عدم تحديد موعد لإجراء انتخابات لثلاث سنوات أخرى، أصبح لدى كيشيدا، الذي كان مقربا من آبي، مساحة تنفس طويلة بشكل غير عادي لمحاولة تنفيذ جدول أعماله الخاص. ويشمل ذلك توسيع الإنفاق الدفاعي ومراجعة دستور اليابان السلمي، وهو حلم طالما راود آبي.
وقاد آبي أكبر فصيل داخل الحزب الديمقراطي الحر، وقال محللون إن وفاته قد تؤدي إلى اضطرابات محتملة داخل الحزب ويمكن أن تتحدى سيطرة كيشيدا.
وقال كيشيدا في مؤتمر صحفي إنه سيتناول المشكلات الصعبة التي لم يتمكن آبي من حلها، مثل مراجعة الدستور، مضيفا أنه يأمل في إمكانية إجراء مناقشات حول الموضوع خلال الجلسة المقبلة للبرلمان.
وأضاف في المؤتمر الصحفي “اكتسبنا القوة من الناخبين من أجل حكومة مستقرة لهذه الأمة”.
