الشرطة الفرنسية: مرتكب واقعة مارسيليا يعاني من اضطرابات نفسية

في زيارة مخصصة للبحر الأبيض المتوسط، بدأ البابا فرنسيس ـ بابا الفاتيكان ـ زيارة مرسيليا الفرنسية، على ضفاف البحر المتوسط، في إطار تحركاته لحماية أرواح المهاجرين، بعد أن أصبح البحر المتوسط «مقبرة المهاجرين» بحسب تعبيره.. ومن المفترض أن تستمر الزيارة ليومين إذ سيرأس البابا قداسا مفتوحا للعموم بعد الصلاة تكريما لذكرى المهاجرين الذين قضوا في البحر.

• واختار البابا مدينة مرسيليا، وهي أحد الموانئ الرئيسية على المتوسط، لأنها تشكلت منذ تأسيسها من خلال موجات الهجرة المتتالية وتتعايش فيها جماعات وأديان، وهما موضوعان يشكلان ركيزة هذه الزيارة.

ومدينة مرسيليا التي اختارها البابا فرنسيس، كرمز لقضايا الهاجرين، قد حل فيها اليونانيون والإيطاليون والأرمن من أوروبا الوسطى، ورعايا من المغرب العربي، وجزر القمر، وفي الآونة الأخيرة من أوكرانيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء الناجين من عمليات العبور الخطرة في المتوسط.

زيارة دعم للمهاجرين

وكان البابا يصرّ على تكرار القول في عدة مناسبات «سأذهب إلى مرسيليا، وليس إلى فرنسا» وأن زيارته  لثاني أكبر مدينة فرنسية ليست زيارة دولة، بل زيارة دعم للمهاجرين، وأيضا للمشاركة  في الجلسة الأخيرة من اجتماعات المؤتمر الدولي عن  البحر الأبيض المتوسط، الذي يركز على مصير المهاجرين وتغير المناخ، لكنه سيلتقي على كل حال بالرئيس ماكرون، ويرأس أول قداس له على الأراضي الفرنسية.

ويندد البابا بانتظام بـ«اللامبالاة» في مواجهة غرق السفن المأسوي الذي خلف أكثر من 28 ألف مفقود في البحر المتوسط منذ 2014 بحسب منظمة الهجرة الدولية، وكانت قضية المهاجرين شاغله الأكبر، إذ كانت أول رحلة بابوية له إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي يصلها آلاف المهاجرين منذ سنوات والتي تشهد حاليا تدفقا جديدا.

رسائل البابا السياسية

وترى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن زيارة البابا تأتي في توقيت يشهد تعقيدات أزمة المهاجرين وتحمل رسائل سياسية كثيرة للقادة الأوروبيين وخاصة دول الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أنه على البابا والقادة السياسيين الأخذ بعين الاعتبار الوضع السياسي والاقتصادي وحتى مشاكل المناخ التي تعصف بعدد من الدول، ومن الضروري وضع خطة لاستقبال المهاجرين وإدماجهم في المجتمع.

• وتؤكد صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، أن هذه الزيارة تتميز بلفتة سياسية صريحة في الوقت الذي ينقسم فيه الزعماء الأوروبيون حول قضية المهاجرين، وتقول الصحيفة «إن البابا تجرأ على فتح هذه القضية» من خلال رسائل سياسية واضحة، تطالب بحماية أرواح المهاجرين، والتعامل مع القضية بممارسات وترتيبات إنسانية.

الأوروبيون يطالبون بتحكم أفضل في الهجرة

وعلى هامش رسائل البابا السياسية، نشرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، نتائج استطلاع للرأي كشف أن الغالبية العظمى من المواطنين الأوروبيين يشعرون أن الهجرة أصبحت كبيرة للغاية في بلدانهم المختلفة، وهذا ما يعتقده 74٪ من الألمان، و73٪ من الإيطاليين، و71٪ من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع. ومن المفارقات أنهم يقولون إنهم مؤيدون للهجرة القانونية لغير الأوروبيين.

وأظهر الاستطلاع أنّ البلدان الأكثر انفتاحًا على الهجرة القانونية هي دول جنوب أوروبا إسبانيا وإيطاليا واليونان، أما في ألمانيا فالرأي العام منقسم بحيث أنّ 48٪ يؤيدون 47٪ يعارضون أو يعارضون تمامًا، بينما تبرز دولتان من خلال معارضتهما للهجرة القانونية وهما المجر بنسبة 51٪ وفرنسا بنسبة 50٪ والتي هي أيضًا الدولة الوحيدة التي يعتقد فيها غالبية المعنيين بالاستطلاع أن الهجرة لها تأثير اقتصادي سلبي.

وتشير صحيفة «لاكروا» الفرنسية، إلى أن البحر المتوسط تحت رعاية البابا فرنسيس.. وجاءت افتتاحية الصحيفة تحت عنوان (البابا فرنسيس.. شغف متوسطي).. وأفادت الصحيفة أن وزارة الخارجية الفرنسية تأمل في أن يقنع البابا القادة البولنديين والمجريين بالانضمام إلى ميثاق الهجرة واللجوء الذي تمت مناقشته على المستوى الأوروبي.

أول قداس يحييه البابا على الأراضي الفرنسية

وعصر اليوم السبت، يرأس البابا قداسا في في ملعب فيلودروم الأسطوري الذي يتسع لأكثر من 67 ألف شخص، وقد أعلن الرئيس ماكرون أنه سيحضر هذا الاحتفال الديني بصفته رئيسا للدولة، وهو ما أثار انتقادات ضده، خاصة من اليسار، على اعتبار أنه رئيس دولة علمانية.

وهذا هو أول قداس يحييه البابا الأرجنتيني على الأراضي الفرنسية منذ بداية بابويته قبل 10 سنوات، وسيتم تركيب شاشات عملاقة خارج الملعب من أجل سكان مرسيليا الذين لن يتمكنوا من الوصول إلى الملعب.

أفاد مراسلنا من فرنسا بأن مواجهات اندلعت، مساء اليوم السبت، بين متظاهرين وبين قوات الشرطة في مدينة مرسيليا.

وأضاف أن وزارة الداخلية الفرنسية دعمت قواتها بمدرعتين مصفحتين في الشوارع لمواجهة أعمال الشغب.

وأكد مراسلنا أن الشرطة ألقت القبض على 16 شخصا في مرسيليا، خلال الاحتجاجات.

من جانبه، أعلن وزير الداخلية الفرنسي تعزيز القوات الأمنية بمرسيليا بـ200 شرطي إضافي.

من ناحية أخرى، تم فرض حظر التجول الليلي في 20 منطقة بضواحي العاصمة باريس.

أفاد مراسلنا من فرنسا بأن عمدة مرسيليا طالب بإرسال تعزيزات أمنية بسبب تدهور الأوضاع.

وقالت الشرطة، يوم الجمعة، إن مثيري شغب فرنسيين نهبوا متجرا للسلاح في وسط مرسيليا، ثاني كبرى المدن الفرنسية، واستولوا على بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة.

وأضافت الشرطة أنها اعتقلت أحد الأشخاص وبحوزته بندقية ربما نُهبت من متجر السلاح.

وتتولى الشرطة حاليا حراسة المتجر.