مصر: إحياء الجذور..تعيد الروح للجسد مرة أخرى

فى بادرة هى الأولى فى العالم؛ تحتفى مصر اليوم الإثنين، بالجاليات الأجنبية التى عاشت فيها، لخلق ربط حقيقى ومتواصل بين شعوب هذه الدول والشعب المصري، تحت عنوان «إحياء الجذور»، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس القبرصي نيكوس انستسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس..حيث تفتح مصر أحضانها لتضم الجالية القبرصية واليونانية وتعيدهم إلى موطنهم الثاني، في احتفالية العودة للجذور.. وتؤكد السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، على أهمية الحدث وجوانبه، فى بادرة هى الأولى من نوعها في العالم، وإذا كان اليونانيون والقبارصة غادروا مصر في القرن الماضي، فإنهم تركوا أرواحهم بحواريها، والآن مصر تعيد الروح للجسد مرة أخرى ـ بحسب تعبير وزيرة الهجرة ـ

 

 

 

 

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، صاحب فكرة  مشروع «إحياء الجذور»، حين  أعلن من قبرص ( أنه ‎في ضوء العلاقات التاريخية بين الشعوب الثلاثة منذ كانت مصر وطناً ثانياً للعديد من القبارصة واليونانيين المقيمين فيها، فإننا نتفق على عقد أسبوع بعنوان «الجاليات المصرية اليونانية والقبرصية لإحياء الجذور»، يقوم خلاله أصدقاؤنا اليونانيون والقبارصة الذين سبق أن أقاموا في مصر بالعودة إليها لمدة أسبوع، وزيارة الأماكن التي كانوا يقيمون بها)، وتركوا أثرا وإرثا إنسانيا يمتد حتى وقتنا هذا .

 

 

 

 

 

وتسعى الدول الثلاث خلال الفترة الأخيرة لتوسيع أفق التعاون الثلاثي، فيما يتعلق بملف المغتربين مما يوفر وسيلة لتعزيز المصالح الوطنية بشكل أفضل فى مراكز صنع القرار والمجتمعات الدولية.. والدول الثلاث تربطهم  قيم وثقافات وعلاقات شعبية وطيدة، مما يساهم في نشر مفاهيم «السلام والتعايش والتنمية» في منطقة شرق البحر المتوسط.

 

 

 

 

 

 

وتهدف مصر من خلال مشروع «إحياء الجذور» إلى تكريم القبارصة واليونانيين وأحفادهم باستضافتهم عبر زيارة تمثل عودة إلى مصر المكان الذي كانوا يعيشون فيه، حتى ثورة 23 يوليو 1952 ثم بعد التأميم، إلا  أن أعداد قليلة ظلت موجودة بعد هجرة الكثيرين مرة أخرى وعودتهم لبلدانهم وبلدان أخرى..وكان للجاليات اليونانية والقبرصية، حضورا بارزا في مدينة الإسكندريةن فقد بدأ نشاطهم التجاري والفني والاقتصادي عام 1843 عندما أسسوا أول جمعية واتحاد خارج اليونان بعد انتشار الكثير من أسرهم في الكثير من المدن المصرية، وبعد أن نجحوا في تكوين وتأسيس البنوك والشركات المختلفة كمصانع القطن والسجائر والزجاج والمشروبات وصناعة الورق والإسفنج والحلويات ومحلات التجميل والنشا والجلوكوز، وصناعة السينما ثم إنشاء النوادي والمدارس والأسواق التي أسست بطابع يوناني كسوق الإبراهيمية بالإسكندرية، وسوق سوارس بالمنصرة بالقاهرة.

 

 

 

وترجع هجرة اليونانيين إلى مصر، إلى تاريخ قديم بدأ مع تلاقي الحضارة اليونانية مع الحضارة المصرية وهي علاقة امتدت إلى قرون طويلة تجددت مرة أخرى في عهد محمد علي باشا وأسرته في بدايات القرن التاسع عشر عندما عاشت الكثير من الأسر اليونانية في القاهرة والمدن المصرية كان أوجه ازدهارها في مدينة الإسكندرية تلك المدينة التي سحرت الكثير من الجاليات الأجنبية وجعلتها ترتبط بالمدينة وتعيش فيها لدرجة الذوبان في نسيج المجتمع المصري ومنها الجاليات اليونانية والإيطالية والقبرصية والأرمينية والمالطية وبلاد الشام.. وكانت الإسكندرية مدينة منفتحة على الثقافات والجنسيات المختلفة حتى أضفت عليها تلك الثقافات طابعا متميزا عاشت خلاله مصر تجربة التعايش بنجاح ووئام،  حتى إن عددهم بلغ نصف عدد سكان الإسكندرية في عهد الخديوي إسماعيل، وكان عددهم قد بلغ 37 ألف نسمة عام 1882، و56 ألف نسمة عام 1917.

 

 

 

 

 

وكانت الجاليات اليونانية من أكثر الجاليات تواجدا في مدينة الإسكندرية، وقد استحوذت على أعلى نسبة تواجد بين الجاليات حتى ارتفعت في منتصف القرن التاسع عشر إلى أكثر من 300 ألف يوناني، عندما ذاب اليونانيون في المجتمع المصري وأخلصوا له واعتبروا وكأنهم مصريين لأنه لم ينظر لهم على أنهم أجانب في مصر ولكن باعتبار أنهم جزء أصيل لا يتجزأ من النسيج والوجدان المصري بسبب عشقهم لمصر والمصريين ، ومازالت أسماء اليونانيين محفورة على محلاتهم بالشوارع والمحلات والمقاهي والشركات القديمة في مدينة الإسكندرية وغيرها من المدن المصرية، ومن أشهر الأحياء اليونانية بالإسكندرية: حي الإبراهيمية الذي كانوا يسمونه «كوكينيا» أي الحي الأحمر الذي يماثل نظيره باليونان.

 

أشهر الشخصيات  اليونانية  في مصر 

  • الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس، ولد عام ١٨٦٣ بمدينة الإسكندرية، وهو مصري يوناني،  وواحد من أعظم شعراء اليونان المعاصرين، وعبر في شعره عن التلاقي المشترك لعالمين: اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم، وتأسيس العالم الهلنستي، والأدب السكندري ..مات كفافيس عام ١٩٣٣ ودفن بمقابر الجالية اليونانية بالأسكندرية.

 

 

  • و«كورسي كاهو» الذي بنى «المستشفى اليوناني» قبل أن يتحول إلى مستشفى جمال عبد الناصر، ودفن بمقابر الجالية اليونانية بالأسكندرية.. و«أنطونياديس» وهو الذي أسس حديقة أنطونياديس وكانت مملوكة له وسميت باسمه وتعتبر حاليا أبرز المتنزهات بالإسكندرية،

 

 

 

ومن المقرر أن يقام، على هامش فاعليات «إحياء الجذور»، منتدى الأعمال الاقتصادى، وينظمه اتحاد الغرف التجارية المصرية، لبحث زيادة التعاون والتبادل التجارى بين هذه الدول وتعظيم العائد الاقتصادى.. وتتضمن الفعاليات، زيارة أعضاء الجاليتين اليونانية والقبرصية إلى مكتبة الإسكندرية، وقاعدة رأس التين البحرية، وبطريركية اليونان الأرثوذكس، والمربع اليوناني، والمقابر اليونانية بمنطقة الشاطبي، ومتحف الإسكندرية القومي، وحدائق الشلالات، ومتحف كفافيس، ودير سانت سافا، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، هذا فضلاً عن زيارة أعضاء هذه الجاليات إلى أماكن منازلهم ومدارسهم القديمة بالإسكندرية، ثم يتوجه أعضاء الجاليتين بعد ذلك إلى القاهرة لزيارة منطقة الأهرامات، ومدينة شرم الشيخ لزيارة دير سانت كاترين.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]