في حديثه قبل يومين، علق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ساخرًا من فساد المحليات، قائلا «هنعمل إيه طيب»، ودعا الشباب إلى المشاركة في الانتخابات، المزمع عقدها قريبا، حيث قال «إنه إذا استطاع الشعب انتخاب شباب وفتيات أكفاء حريصين على القيام بدورهم على أكمل وجه في انتخابات المحليات القادمة تُعد مساهمة حقيقة للدولة».
وفي وقت تعمل فيه الأحزاب والحركات السياسية المصرية على تجهيز نفسها وإعداد كوادرها لخوض الانتخابات، يشتكي البعض من تأخر الحكومة في تقديم القانون، الذي ستجرى به انتخابات المحليات لمناقشته وإقراره تحت قبة البرلمان لبدء العمل به.
في تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إن انتخابات المحليات قد تجرى نهاية العام الجاري، إلا أن النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الحكم المحلي بمجلس النواب، يرى أن هذا الأمر قد يكون صعبا بسبب تأخر الحكومة في إرسال قانون الإدارة المحلية لمناقشته في البرلمان.
وقال السجيني، في تصريحات خاصة لـ«الغد» ظهر اليوم الأربعاء، «إن قانون الإدارة المحلية لم يتم إرساله إلى البرلمان من الحكومة بعد، لكن لجنة الإدارة المحلية انتهت من مناقشة 3 مقترحات بقوانين تم تقديمها إلى اللجنة من أحزاب ونواب داخل المجلس»، ولفت إلى أن «اللجنة مازالت في انتظار المقترح الحكومي لمشروع القانون لتتمكن من استعراض المقارنات بين المشاريع الأربعة، وطرح أفضل المواد للتصويت، لكن الحكومة لم ترسل مشروعها بعد».
وأشار السجيني إلى أن البرلمان يعتزم التصدي لإصدار قانون الإدارة المحلية، إذا لم تتقدم الحكومة بمقترحها خلال الأسبوعين المقبلين، وقال «لا نعرف عذرا للتأخير، وكلما سألنا عن القانون يقال لنا سيتم إرساله قريبا».
على جانب آخر، بدأت أغلب الأحزاب السياسية المصرية استعدادتها لخوض انتخابات المحليات، من خلال اختيار مرشحيها وتدريبهم والتفاوض التشريعي على القانون، إلا أنهم بعضهم يعلنون عن هذه الخطوات بتحفظ، حسب ما قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار لـ«الغد».
وأوضح وجيه، أن «الحزب اتخذ قرارا بعدم الحديث أو الإعلان عن أي خطوات فيما يخص انتخابات المحليات، لأنه من المبكر جدا الحديث عنها»، لافتا إلي أن هناك خطوات تتخذ بالفعل داخل الحزب، لكن هناك قرارا بعد الإعلان عنها حتى الانتهاء من القانون وإعلان موعد الانتخابات.
أما حزب مستقبل وطن، فيعمل حاليا على قدم ساق للمشاركة في الانتخابات المحلية، حسب ما قال لـ«الغد» أحمد حسن، المتحدث الرسمي للحزب، موضحا أن الحزب يعمل من خلال 3 محاور تنظيمية وسياسية وتشريعية.
وقال حسن، إن المحور التنظيمي يشمل اختيار المرشحين من المحافظات من خلال استمارة للراغبين تم طرحها قبل شهرين، وترسل للجنة العليا للحزب لاختيار أفضل العناصر التي ستخوض الانتخابات، وبعد ذلك سيتم إخضاعهم إلي دورات تدريبية لتعريفهم دور عضو المجلس المحلي وواجباته وكيفية التعامل وتقديم الخدمة لأبناء دائرته.
أما المحور السياسي، فأوضح حسن أنه يشمل تفاوضا مع ائتلاف دعم مصر على خوض الانتخابات من خلالهم، لكن لم يتم الاتفاق بعد على شكل القائمة أو عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب، وأخيرا المحور التشريعي من خلال منافشة النواب للشكل النهائي للقانون داخل مجلس النواب، كما لفت إلي أن أكثر نظام متوافق عليه داخل الحزب هو نظام انتخاب الثلثين بنظام القائمة والثلث بنظام الفردي.
في السياق ذاته، بدأ ائتلاف دعم مصر الذي يضم أغلبية داخل مجلس النواب تزيد عن 300 مقعد، من بينها حزب مستقبل وطن، عمله على انتخابات المحليات من خلال طبع استمارات الترشح وطرحها للراغبين في خوض الانتخابات في المحافظات المختلفة، كما يجري الحزب مفاوضات عدة مع أحزاب سياسية للاستقرار على الأسماء النهائية التي سيخوض بها الانتخابات.
أما حزب الوفد أطلق الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، مبادرة جديدة لتشكيل قائمة قومية وطنية لخوض انتخابات المحليات على أن تجمع فى طياتها جميع القوى والتيارات السياسية في مصر بما فيها قوى المعارضة والقوى الاحتجاجية، ويمثل فيها الشباب بشكل قوى للغاية.
وقال البدوي، في تصريحات صحفية، «إن هناك توقعات بأن يزيد عدد المتقدمين للانتخابات المحلية عن 70 ألف مترشح، وهذا العدد يجب استثماره واختياره بشكل جيد».
