مصر المضيفة لمؤتمر كوب27 تهدف إلى تقديم نموذج تمويل متعلق بالمناخ
قالت وزيرة التعاون الدولي إن مصر، التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27)، حصلت على تمويل قدره عشرة مليارات دولار تقريبا بطرق تأمل أن تقدم نموذجا للدول النامية الأخرى للحصول على التمويل المتعلق بالمناخ.
ويعتبر التمويل من أكثر القضايا الخلافية في مفاوضات المناخ إذ تطالب الدول الفقيرة الدول الغنية بدفع حصة أكبر من تكلفة التعامل مع كوكب أكثر ارتفاعا في درجة الحرارة.
وذكرت الوزيرة رانيا المشاط أن مصر، التي ستظل تترأس محادثات الأمم المتحدة للمناخ حتى انعقاد الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر في الإمارات العام المقبل، حريصة على مشاركة ما اكتسبته من خبرات.
وتابعت “سنكون مستعدين لتبادل الخبرات ومناقشة ما يمكننا القيام به لتكرار ذلك في بلدان أخرى”، في إشارة إلى التمويل المتعلق بالمناخ.
ويشمل التمويل منحا وتمويلات ميسرة ومبادلة ديون بقيمة 100 مليون يورو (103.82 مليون دولار) من ألمانيا، كما يغطي مشروعات التنمية في مجالات مثل الطاقة والأمن الغذائي والمياه والنقل والبيئة.
ويهدف التمويل إلى البناء على اتفاقات الشراكة في مجال الانتقال العادل في الطاقة، التي جمعت أموالا من القطاعين العام والخاص، للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق خفض الطاقة المولدة من الفحم في جنوب أفريقيا وإندونيسيا.
وأضافت المشاط أنه بالنسبة للدول التي لا تنتج الفحم بشكل رئيسي فإنه يوفر وسيلة للحصول إلى تمويل أكبر.
وذكرت في مقابلة على هامش مؤتمر كوب27 المنعقد في شرم الشيخ “في حالة مصر ودول أفريقية أخرى، نريد أن نظهر الصلة بين التخفيف والتكيف… نريد أن نظهر كيف يمكن لأي بلد أن يتحرك ويستفيد من التعهدات بالشروع في مشروعات قابلة للتنفيذ”.
وتقيم مصر تسعة مشروعات في إطار منصة (نُوَفِّي) التابعة لها، والتي تغطي مجالات الطاقة والمياه والأمن الغذائي. كما أن لديها منصة أخرى، وهي (إي.باكت) الإلكترونية، التي تغطي مجالي النقل والبيئة. وأضافت المشاط أن العديد من الدول تحدثت إلى بنوك التنمية متعددة الأطراف بشأن اتخاذ إجراءات على غرار نُوَفِّي.
وتشمل نُوَفِّي مشروعات لتحسين الري وإنتاجية المحاصيل للمزارعين والتوسع في تحلية المياه للإضافة إلى موارد المياه الشحيحة.
وسيتم توجيه معظم التمويل إلى مجال الطاقة المتجددة مع إقامة مشروع يهدف إلى الاستغناء عن خمسة جيجاوات من محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالغاز اعتبارا من العام المقبل وتوليد عشرة جيجاوات من الطاقة المتجددة وبشكل أساسي من الرياح.
وتعهدت الدول الغربية والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير هذا الأسبوع بتقديم أكثر من 500 مليون دولار من التمويل العام لمشروع الطاقة متضمنا مبادلة الديون مع ألمانيا.
وقال هاري بويد كاربنتر، العضو المنتدب للبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير بشأن استراتيجية المناخ، إن هذه الأموال ستخصص للاستثمارات في شبكة النقل ومساعدة العاملين المتضررين من إيقاف تشغيل محطات الطاقة مما يمهد الطريق لدخول استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة.
وتابع “منطق البرنامج هو أن الطاقة المتجددة رخيصة للغاية ولا تحتاجون إلى دعم في هذا (المجال). ما تحتاجونه حقا هو تقديم الدعم للقطاع العام الذي يضخ استثمارات تُفعل الطاقة المتجددة”.