تخوض مصر غدا ، الإثنين، «معركة اليونسكو» لاختيار المدير العام الجديد، ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الأولى للتصويت داخل المجلس التنفيذى للمنظمة، على المرشحين ــ سبعة مرشحين ــ بعد انسحاب مرشح العراق لصالح المرشحة المصرية، د. مشيرة خطاب .. وإذا لم يفز أى من المرشحين بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس البالغ عددهم 58 دولة تتم إعادة التصويت.
وتمثل تلك الانتخابات أهمية كبيرة للدولة المصرية التى تتطلع لمزيد من النجاحات على المستوى الدولى والإقليمى بعد خطوات عدة تمكنت فيها من استعادة دورها، وتسعى للفوز بالمنصب الأممى خلفاً للبلغارية إيرينا بوكوفا، التى تمكنت من الفوز فى الانتخابات التى أجريت 2009 بعد حصولها على 31 صوتاً متقدمة على المرشح المصرى آنذاك فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، الذى حل بالترتيب الثانى بفارق 3 أصوات فقط .. ويرافق المرشحة المصرية وفد دبلوماسى رسمى رفيع المستوى برئاسة سامح شكرى وزير الخارجية، قبل ساعات من تصويت المكتب التنفيذى للمنظمة.
يبدأ التصويت على المرشح بالاقتراع السرى، ومن المتوقع الإعلان عن الفائز فى موعد أقصاه الجمعة 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري .. والمرشحون السبعة هم، (السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر والقارة الأفريقية، وفولاد بلبل أوجلو من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، وحمد بن عبدالعزيز الكوارى من قطر، وكيان تانج من الصين،، وفيرا خورى لاكويه من لبنان، وأودريه أزولاى من فرنسا).
وتخوض «خطاب» المعركة الانتخابية مستندة إلى المكانة التى باتت تحظى بها مصر فى المحافل الدولية، ووسط دعم رسمى من جميع أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية، أبرزها وزارة الخارجية التى أجرت اتصالات ولقاءات عديدة خلال الأشهر الماضية مع مسئولين عرب وأفارقة وأوروبيين لدعم المرشحة المصرية، ما أسفر عن إجماع أفريقى على اختيار «خطاب» مرشحة عن القارة، فضلاً عما تتميز به السفيرة من تاريخ فى العمل بالأمم المتحدة والمحافل الدولية.
وبينما يؤكد مفكرون ومثقفون عرب، أن دورهم قد حان بالفعل لقيادة اليونسكو، حيث إنه منذ العام 1945 تعاقب على المنظمة مديرون من الأوروبيين والأميركيين والآسيويين والأفارقة، فيما لم يحظ بالمنصب أى عربى من قبل.. فإن صحيفة لوموند الفرنسية كشفت أن إمارة قطر تمارس ضغوطاً مالية شديدة، وتلعب على الوجوه كافة، وفيما يبدى مرشحها نوعاً من الغرور والثقة الزائدة، بدأت بالتزامن فى تحريك جماعات الضغط على شبكات التواصل الاجتماعى، بينما تمارس هى ضغوطاً مالية من نوع آخر .. وفى الوقت نفسه، وجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، رسالة حازمة لقطر، تحذر بأن اليونسكو ليست للبيع ولن تكون «الفيفا»، وأن التلويح بسلاح المال فى الانتخابات استخفاف بالمنظمة الدولية، وكما أن مرشح قطر لا يملك أى مقومات.
خريطة الأصوات
وتتشكل خريطة المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يضم 58 عضواً، من 4 مجموعات جغرافية لتمثيل مختلف قارات العالم، أكبرها المجموعة الإفريقية التي تضم 17 دولة، والداعمة للمرشحة المصرية بالإجماع وفق قرار القمة الإفريقية في أديس أبابا، في شهر يوليو/ تموز الماضي، وتضم هذه المجموعة : (مصر، الجزائر، الكاميرون، تشاد، كوت ديفوار، غانا، غينيا، كينيا، موريشيوس، المغرب، موزمبيق، نيجيريا، السنغال، جنوب إفريقيا، السودان، توجو، أوغندا)
وتأتي المجموعة الآسيوية في المرتبة الثانية داخل المجلس التنفيذي لليونسكو من حيث العدد، حيث تضم 16 دولة، هي: (بنجلادش، الصين، الهند، إيران، اليابان، ماليزيا، نيبال، نيكاراغوا، باكستان، جمهورية كوريا، سرى لانكا، تركمانستان، فيتنام”، إضافة لثلاث دول عربية، هي: “لبنان، عمان، قطر).
وفي المرتبة الثالثة تحل مجموعة الدول الأوروبية، بواقع 15 دولة، هي: (ألبانيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، روسيا، إسبانيا، أوكرانيا، المملكة البريطانية، وأيرلندا الشمالية، السويد، إيطاليا، إستونيا، ليتوانيا، هولندا، سلوفينيا).
وفي المرتبة الرابعة الأخيرة، مجموعة دول الأمريكتين، بواقع 10 دول، وهي: (الولايات المتحدة الأمريكية، الأرجنتين، البرازيل، باراجواى، المكسيك، جمهورية الدومينيكان، السلفادور، هايتي، صربيا، ترينيداد وتوباجو).
والمرشح الفائز يجب أن يتجاوز نسبة “50%” من إجمالي الأصوات، حيث يحصل على 30 صوتا بحد أدنى من بين 58 صوتا، ليستطيع حسم الانتخابات من الجولة الأولى.
وبقراءة خريطة المجموعات، تبدو فرصة «خطاب» أكبر، وحيث تنحصر المنافسة الحقيقية مع فرنسا والصين .. وتعد السفيرة مشيرة خطاب هى ثانى سيدة مصرية تتولى منصب وزير الدولة للشئون الخارجية، وعملت كسفيرة لمصر فى عدة دول وعملت على توثيق علاقة مصر بتلك الدول، وشغلت منصب سفير مصر فى تشيكوسلوفاكيا وجنوب افريقيا ما بين 1995 و1999، (وكانت سبب فى تقوية علاقة مصر بدول جنوب أفريقيا وخاصة دولة جنوب افريقيا من خلال الحوار ومحاولة تحقيق مصالح ناجحة لطرفين والتركيز على منافع علاقة كلاً بالاخر)، و تولت منصب الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة والمختص بتنظيم واعداد وتخطيط العمل الوطنى من أجل الأطفال والأمهات بصفة رسمية (1999-2009)، وتولت منصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتم انتخابها من الجمعية العامة للأمم المتحدة كخبيرة فى لجنة حقوق الطفل بجنيف (2002-2010).
كما ساهمت السفيرة مشيرة خطاب بطريقة فعالة فى سحب تحفظات مصر على اتفاقية حقوق الطفل عام 2003 رغم حساسية القضية بسبب التعلل بمخالفة المواد موضع التحفظ للشريعة الإسلامية خلال عملها كنائبة رئيس إحدى لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، واختيرت كثالث أعظم ناشطة حقوق إنسان فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن 5 آخريات فى ديسمبر 2013، و حاربت زواج القاصرات من أجانب مقابل مبلغ من المال وظهور سماسرة زواج الإنترنت، وهى من أبرز المدافعين عن قضايا الطفل والمرأة وتحديد النسل وختان الإناث والزواج العرفى.
