كشف مصدر دبلوماسي لـ«الغد» أن “ملف الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي” عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أصبح في دائرة الاهتمام المصري، للإفراج عنه بعد 15 عاما داخل السجون الإسرائيلية، وأوضح أن السيدة فدوى البرغوثي، طلبت لقاء وزير الخارجية سامح شكري، لتسليمه رسائل بعث بها “مروان” إلى حكومة وشعب مصر، والتي تؤكد على ثقته الكاملة في محورية دور مصر في إعادة القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام الدولي والإقليمي، وهو على علم بالمساعي المصرية المتواصلة منذ عامين تقريبا للإفراج عنه.
وقال المصدر في تصريحاته للغد أن التحرك المصري للإفراج عن البرغوثي، يستند إلى خمسة محاور؛ الاتصالات والمفاوضات الجارية مع الجانب الإسرائيلي، والتحرك في إطار منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، بينها منظمات اسرائيلية وحركة السلام الآن، والإعداد القانوني الداعم للمساعي المصرية ، من قبل إدارة الشؤن القانونية بالوزارة وخبراء قانون دولي وجنائي مصريين، والتنسيق مع السلطة الفلسطينية في إطار خطوات التحرك المصري، ودعم مصر لترشح البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، وفي ظل إطلاق حملة دعم وترشيح البرغوثي لجائزة نوبل، والتي بادر إليها الأرجنتيني، أدلفو بيرير أسكيفيل، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1980. وكذلك إعلان اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2015 عن دعمها وترشيحها لمروان البرغوثي للجائزة، وفوزه بالجائزة عامل أساسي لدفع إسرائيل للإفراج عنه.
وأوضح السفير الدكتور نعمان جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن وزارة الخارجية المصرية، تعتزم استمرار بذل الجهد من أجل الإفراج عنه ، وهو من المؤمنين بالحل السلمي للقضية الفلسطينية باعتباره الضمانة لتحقيق حل الدولتين، وبذلك تنفي أسباب اعتقاله، حيث كان الهدف السياسي المعلن من قيل السلطات الإسرائيلية ، اقترابه من فكر ومنهج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، واأه وراء الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عقب فشل مباحثات كامب ديفيد، واتهام أبي عمار وقيادة حركة فتح بإعطاء الضوء الأخضر لها.
ويرى السفير جلال، أن المساعي المصرية، قطعت شوطا كبيرا، وهناك مؤشرات لموافقة الجانب الإسرائيلي على التفاوض بشأن الإفراج عن البرغوثي، وتريد إسرائيل ضمانات تؤكد أن البرغوثي “تخلى عن العنف”، بمعنى التخلي عن منهج “المقاومة والنضال الشعبي أو دعم فكر الانتفاضة الشعبية” ، كما أنها تخشى من “شعبيته” وترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية.
وتابع في تصريحاته : التحرك الدبلوماسي والسياسي المصري ، قائم على أساس تغير الأجواء والظروف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ اختطافه يوم 15 أبريل/نيسان 2002 والحكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عاما، وفي آخر رسالة من البرغوثي موجهة إلى حركة السلام الآن الإسرائيلية، دعا إلى مصالحة تاريخية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وبما يكفل وجود دولتين لشعبين تنهي وجود الصدام بكافة مظاهره.
وكانت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعتبر مروان البرغوثي الذراع المساند لياسر عرفات ومفجر الانتفاضة وصوتها العالي وتحاول أن تجد أي إدانة لياسر عرفات كمبرر لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتدمير السلطة وإعادة الاجتياحات العسكرية وتدمير اتفاقيات أوسلو وتنفيذ مخطط الفصل العنصري.
