قال الرئيس، عبد الفتاح السيسي، إن مصر بحثت مع السودان سبل إعادة إطلاق مسار مفاوضات “سد النهضة” من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بجانب الأمم المتحدة للتوسط في العملية التفاوضية، وهي الآلية التي اقترحها السودان وأيدتها مصر.
وأكد السيسي أن تلك الآلية تهدف إلى دعم جهود رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، والتعظيم من فرص نجاح مسار المفاوضات، متابعاً ” أكدنا على ثقتنا الكاملة في قدرة فخامته على إدارة هذه المفاوضات وتحقيق اختراق فيها من أجل التوصل إلى الاتفاق المنشود”.
وأكد الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان عقد في العاصمة السودانية، على حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل، إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين البلدان الثلاثة.
وأوضح أن الرؤى المصرية والسودانية تتطابق على رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب، وهو ما تجسد في إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ينظم ملء وتشغيل السد، مشددا: “وهو الإجراء الذي قد يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان”.
وأضاف الرئيس المصري أن مفاوضات سد النهضة، هو الملف الذي يمس صميم المصالح الحيوية لمصر والسودان بوصفهما دولتي المصب في حوض النيل اللذين سيتأثران بشكل مباشر بهذا المشروع الضخم، كما تم الاتفاق بين القاهرة والخرطوم على أهمية الاستمرار في التنسيق الوثيق والتشاور فيما بينهما في هذا الشأن.
وأضاف الرئيس المصري: “أود أن أنقل للسودان الشقيق، قيادة وحكومة وشعباً، رسالة أخوة ومساندة من الشعب المصري وحكومته وقيادته، في كل المجالات بلا استثناء، تعبيراً عن خالص دعمنا للجهود الكبيرة التي يقوم بها الأخوة في السودان لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية، ومواجهة تحدياتها بشجاعة ورؤية وعزم على المضي قدماً نحو مستقبل أفضل”.
وهنأ الرئيس سيسي السودانيين بالإنجاز التاريخي المتمثل في توقيع اتفاق السلام الشامل، والذي تحقق بعد جهود كبيرة تكللت بالنجاح نتيجة لإخلاص كافة الأطراف السودانية وحرصها على أن تدخل بالوطن السوداني عصراً جديداً من السلام والتنمية والازدهار يشمل كافة أبناء السودان.
ولفت السيسي إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان شهدت زخماً يستحق الإشادة على مدار الفترة الماضية، والمتمثل في ارتقاء مستوى التنسيق بين حكومتي البلدين عبر الزيارات المتبادلة والتشاور المكثف والمستمر. وهو الجهد الذي يهدف في مجمله إلى تكثيف التنسيق السياسي بين البلدين، وتنفيذ مشروعات في عدد من المجالات الحيوية من بينها الربط الكهربائي والسكك الحديدية والتبادل التجاري والثقافي والعلمي والتعاون في مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين وغيرها من المجالات.
وأعرب الرئيس المصري عن ثقته في أن المرحلة القادمة من العمل المشترك والتعاون بين البلدين ستتواصل في شتى المجالات، استرشاداً بالرؤية المشتركة والعزم الواضح والإرادة السياسية الصلبة والجهود الصادقة من جانب القاهرة والخرطوم.
