مصر تسترد 4 قطع أثرية من إنجلترا

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن السياحة المصرية مازالت تترنح جراء الاضطرابات السياسية، وحوادث الطائرات والمخاوف الأمنية من حوادث في المناطق الأثرية، لكن آمالًا بدأت تلوح في الأفق بعد عودة الرحلات الجوية البريطانية إلي الأقصر، ما اعتبرته الصحيفة خطوة على مسار التعافي.

وذكر تقرير مطول أعده الصحفي روث مايكسلون من الأقصر، أن «مدينة الملوك التي كانت تزدحم بالزوار في مثل هذا الوقت من العام، تجد فيها الآن آثار معدودة للأقدام باتجاه كل مقبرة، حيث يجلس ما يقرب من 50 سائحًا داخل وخارج المقابر للترويح عن أنفسهم».

وقال عامر إبراهيم الذي يعيش في الأقصر ويعمل بالسياحة طوال حياته: «هذا أقصي وقت كانت تزدحم فيه المدينة، كان الناس يتراصون في طوابير تصل إلي 200 متر للدخول إلي مقبرة الملك رمسيس الرابع».

وأضاف كاتب المقال، «أشعر بالذنب تجاه استمتاعي بأن أقف وحيدًا في مقبرة توت عنخ آمون، أو تأمل النجوم والطلاسم على مقبرة الملك رمسيسي الرابع، فهذا كارثي بالنسية، فالسياحة المصرية مرتبطة بشدة بالاضطرابات والأحداث السياسية.

فثورة يناير في 2011، واستمرار الاضطرابات إلي ما بعد عام 2013، وسلسلة خطيرة من حوادث الطيران بدأت بإسقاط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015 حطمت هذه الصناعة التي تساهم بأكثر من 11.4 من الدخل القومي المصري، و جعلت كل المحاولات التي تمت لإنعاش السياحة بعد عام 2011 كأن لم تكن، حيث أظهرت إحصائيات مصرية رسمية أن أعداد السياح في يوليو/تموز 2016 انخفضت بنسبة 41% عن نفس الفترة في عام 2015.

وذكرت الصحيفة، أن خبراء يقولون «لن يستطيع السياح العودة بثقة حتي تعلن مصر عن أسباب تحطم الطائرة الروسية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وأسباب تحطم الطائرة المصرية التي أقلعت من مطار شارل ديجول في مايو/آيار الماضي، وتحطمت فوق البحر المتوسط».

ومع ذلك فهناك آمال تتزايد بأن ترفع روسيا قرارها بحظر السفر إلي مصر قبل نهاية العام الحالي، خاصة وأن ألمانيا أعادت تسيير رحلات مباشرة إلي منتجع شرم الشيخ في سيناء، المدينة التي كانت في السابق مقصدًا سياحيًا للشركات البريطانية.

ورغم حظر الرحلات المباشرة بين المملكة المتحدة وشرم الشيخ، إلا أنه لا يوجد حظر على زيارة المدينة نفسها، ويستطيع السياح البريطانيون الوصول إليها من خلال القاهرة، ومؤخرًا عادت الرحلات المباشرة بين بريطانيا ومدينة الأقصر، وهذا أرسل رسالة جيدة إلي المسافرين المحتملين، مفادها أن الوضع مستقر ويتطور.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الكثير من العاملين في مجال السياحة يشعرون أن الحكومة تتجاهلهم، ولا تبذل مجهودًا كافيًا لإعادة 15 مليون سائح كانوا يزورون مصر سنويًا قبل الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، وقال أحمد رمضان البغدادي الذي يعمل في بازار للهدايا «الحكومة يجب أن تهتم بالناس الذين يعتمد عملهم على السياحة، فالحكومة لا تولينا اهتمام إلا حين يكون معنا أموال».

ويقول البغدادي، إنه في مثل هذه الأيام في الأعوام الماضية، اعتاد على أن يبيع بقيمة تصل إلي 600 جنيه يوميًا، أما الآن فهو بالكاد يصل إلى 200 جنيه، وفي بعض الأحيان لا يكسب شيئا على الإطلاق.

التقي الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني المصري، سفيري ألمانيا وإنجلترا لمناقشة الإجراءات الأمنية الاحترازية في المطارات المصرية، وبحث التعاون المشترك في مجال تأمين المطارات.

وخلال اللقاء مع جوريس جورج لوي سفير ألمانيا بالقاهرة، أكد الوزير المصري أن هناك توافقا تاما في وجهات النظر بين الجانب المصري والألماني حول ضرورة التعاون التام وتبادل الخبرات في مجال سلامة وتأمين المطارات للوصول الى أعلى معايير السلامة الجوية .

كما استقبل وزير الطيران مساء أمس الخميس، جون كاسن السفير البريطاني بالقاهرة ووفد هيئة سلامة النقل البريطاني الذى يزور مصر حاليا لمناقشة الاجراءات الامنية الاضافية التي طلبتها شركات الطيران الإنجليزية كخطوة لاستئناف رحلاتها مره أخرى إلى مدينة شرم الشيخ.

وأعرب كاسن أن بلاده تتطلع بشكل جاد الى استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ خاصة أن المباحثات التي تمت خلال الفترة الماضية بين الجانبين المصري والبريطاني أظهرت الكثير من التعاون ورغبة من الحكومة البريطانية على عودة الرحلات إلى طبيعتها وخاصة أنه توجد الآن أسس قويه وموافقة على خطة أمنية مشتركة سيتم تطبيقها خلال الأيام القادمة.

وأكد السفير البريطاني حرص بلاده على حماية مواطنيها دون الإضرار بالاقتصاد المصري خاصة أن مدينة شرم الشيح تعد من المقاصد السياحية الأولى للسائح الانجليزي.

ومن جانبه أكد وزير الطيران أن “الجهات المعنية تقوم بمرجعة كافة الإجراءات الأمنيه المطبقة بمطار القاهرة والمطارات المصرية في حضور عدد من لجان التفتيش من بعض شركات الطيران والحكومات المختلفة وذلك بهدف بث رسالة طمأنة بان المطارات المصرية تلتزم بتطبيق كافة المعايير الدولية في مجال أمن وسلامة الطيران”.