مصر تفتتح مقبرة عمرها 4000 عام في البر الغربي بالأقصر

 أعادت مصر افتتاح منزل البريطاني هوارد كارتر في الأقصر بعد ترميمه والذي أقام فيه عالم المصريات أثناء رحلة بحثه عن مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون في وادي الملوك بالبر الغربي قبل 100 عام.

المنزل شُيد عام 1911 وتمت توسعته لاحقا، وهو مكون من طابق واحد بالطوب اللبن تحيطه حديقة واسعة ويتكون من عدة غرف منها غرفة نوم رئيسية ومطبخ ومعمل لتحميض الصور ويحتوي على بعض مقتنيات كارتر مثل مكتبه الخشبي وآلة كاتبة وخزينة للمستندات والخرائط إضافة إلى بعض الصور الشخصية.

وكان المنزل الذي انتقلت ملكيته إلى وزارة الآثار بعد موت كارتر قد استخدم كاستراحة لمفتشي الآثار حتى عام 2009 حين تم تحويله إلى متحف، لكنه تعرض لبعض الأضرار فبدأ مشروع لترميمه وإعادة تأهيله في فبراير/شباط 2022.

وحضر احتفال إعادة افتتاح المنزل بالتزامن مع مئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، اليوم الجمعة، وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، وعالم الآثار المصري زاهي حواس، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، وعدد من سفراء وممثلي الدول الأجنبية والعربية بمصر.

وقال القائم بأعمال السفير الأمريكي في القاهرة دانيال روبنستين في كلمة من أمام المنزل الذي ساهمت الولايات المتحدة في ترميمه “خلال الأسبوعين القادمين ستتجه أنظار العالم إلى مصر لاستضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في شرم الشيخ، لكن قبل مئة عام اتجهت أنظار العالم لمصر للسبب الذي نجتمع من أجله اليوم.. اكتشاف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون هنا في وادي الملوك”.

وأضاف “هذا الاكتشاف الذي ألهم خيال الأجيال الماضية والحالية من الأوروبيين والأمريكيين بشأن الحياة في مصر القديمة، والفراعنة، وبالطبع الملك توت عنخ آمون، وانطوى على دراما لم يكن ليحلم بها أفضل كتاب السيناريو في هوليوود”.

وتابع قائلا “قصة صبي أصبح في التاسعة من عمره ملكا لواحدة من أعظم الحضارات في العالم وبعدها بعشرة أعوام انطلق في رحلة للحياة الأبدية، وبعد ذلك بأكثر من ثلاثة آلاف عام يأتي باحث من بلدة صغيرة في إنجلترا ليكتشف مقبرته”.

وأشار إلى أن كنوز المقبرة جابت على مدى العقود الماضية العديد من المدن الأمريكية من خلال معارض اصطف خلالها ملايين الأمريكيين بالساعات لمشاهدة المقتنيات المبهرة من بينهم باحثون وهواة الآثار وعشاق للفن وألهمت ملايين آخرين بزيارة مصر.

وعقب افتتاح منزل كارتر نظمت وزارة السياحة والآثار زيارة للسفراء وعلماء الآثار إلى مقبرة توت عنخ آمون بينما بدأ في القاهرة معرض مؤقت في المتحف المصري بالتحرير لمجموعة من القطع الأثرية التي لم تعرض من قبل للملك الذهبي بالمتحف، ولم يتم العثور عليها في مقبرته ولكن تنتمي إليه.

وتعكف مصر حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح المتحف المصري الكبير بجوار أهرامات الجيزة الذي سيكون أكبر صرح بالعالم يضم آثار الحضارة المصرية القديمة ومن بينها المجموعة الكاملة لمقبرة توت عنخ آمون التي تضم حوالي 5000 قطعة.

اختارت دار الأزياء العالمية “ستيفانو ريتشي” مدينة الأقصر لتحتضن احتفالها الكبير باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وتوجهت أنظار العالم نحو معبد حتشبسوت لمتابعة هذه الفعالية المهمة للعديد حول العالم.

وتصدرت أخبار العرض محركات البحث على الإنترنت، خاصة بسبب اختيار معبد فرعوني ليكون مسرحاً لعرض الأزياء.

السابق 1 من 8 التالي

وخلال كلمته أثناء الحفل، أكد مؤسس دار ستيفانو ريتشي، أن سبب اختيار معبد حتشبسوت كان لاهتمام المصريين القدماء بالملابس، خاصة أن الجداريات والمنحوتات خلّدت لتفاصيل ملابس الملوك والكهنة وسائر المصريين، قائلا: “حياة الإنسان مليئة بالأحلام، وفي هذه الساعات أنا متأكد من أننا سنعيش تجربة فريدة معاً”.

وأضاف: “اخترت الاحتفال بالذكرى الـ 50 لعلامتي التجارية في مدينة رائعة مليئة بالسحر والفن والتقاليد.. الأقصر.. طيبة القديمة.. أرض الفراعنة، فلأول مرة في التاريخ سيكون معبد حتشبسوت المسرح الرائع الذي سيؤدى عليه عرض الأزياء الخاص بي”.

وعلى متن 50 طائرة، توجه 500 ضيف من نجوم ومشاهير العالم للمشاركة في الاحتفالية، وحاز العرض على اهتمام كبير على مواقع التواصل.

السابق 1 من 8 التالي

وكانت تلك الاحتفالية قد تأجلت من مارس/أذار إلى أكتوبر/تشرين الأول بسبب تداعيات حرب أوكرانيا، حرصا من دار الأزياء الإيطالية على مشاعر محبيها في أوروبا.

وقال عضو البرلمان المصري، محمد أبو العينين، في تعليق على حضوره الاحتفالية “هذه هي مصر الحديثة التي تستمر مع الحضارة القديمة مع الموضة الحديثة، وهذه هي الرسالة الحقيقة، ورسالة اليوم أن الموضة الحديثة التي يقدمها ستيفانو ريتشي”.

ووجه ستيفانو ريتشي الشكر للحكومة المصرية على الدعم الكبير الذي تلقاه والذي وصفهُ “بأنه مصدر فخر له”.

ونشر مصمم الأزياء العالمي ستيفانو ريتشي صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثناء مغادرته مدينة الأقصر علي متن طائرة مصر للطيران عبر فيها عن امتنانه بمستوى الخدمة المقدمة له ويلتقط صورة تذكارية مع طاقم الطائرة.

لم يكن غريبا أن تختار دار الأزياء العالمية الشهيرة ستيفانو ريتشي، مدينة الأقصر، في الجنوب المصري، لتكون مسرحا لعرض الأزياء الذي نظمته الدار، بمناسبة احتفالها بمرور نصف قرن على تأسيسها. ومرجع ذلك إلى أن قدماء المصريين اشتهروا باهتمامهم بالملابس، وقد خلّدت العديد من الجداريات والمنحوتات ذلك، حيث تظهر تفاصيل ملبس الملوك والكهنة وغيرهم.

يومان خياليان في الأقصر

واحتضنت الأقصر الحفل، يومي 8 و 9 أكتوبر، حيث استضاف معبد الملكة حتشبسوت بالبر الغربي في اليوم الأول، حفل عشاء، حضره عدد من المدعوين، وأحياه الفنان العالمي أندريا بوتشيلي ونقلته أكثر من 145 قناة تلفزيونية إيطالية. أما اليوم الثاني فشهد عرضا للأزياء مكون من 90 إطلالة من أزياء الدار.

ونقلت 50 طائرة خاصة، ما مجموعه 500 من أثرياء ومشاهير العالم، وعملاء الدار الشهيرة، وأصدقاء العائلة المؤسسة، ليتمكنوا من حضور الحفل الذي كان مقررا له مارس الماضي، إلا أنه جرى إرجاؤه بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ريتشي: نحتفل في مدينة السحر

وقال ستيفانو ريتشي، إنه اختار مدينة الأقصر لتحتضن الاحتفال باليوبيل الذهبي لعلامته التجارية الشهيرة، لأن الأقصر مدينة ساحرة مليئة بالفن والتقاليد.

وشكر ريتشي الجهات المصرية التي سمحت له بإقامة هذا الحفل في الأقصر ومنحته تفويضا بذلك، مؤكدا أن هذا التفويض ألقى بالمسؤولية على كتفيه لإخراج الحفل بالشكل الأبهى.

مسؤول مصري: شهران من التحضير.. وفيلم وثائقي

قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، إن التحضير للحفل استغرق قرابة شهرين.

وأكد عثمان أن الحكومة المصرية لم تنفق أي أموال تجهيزا للحفل، وإنما اقتصر دورها على الاستضافة والإشراف على التحضيرات التي تولى تنظيمها فيليبو ريتشي المدير الإبداعي للعلامة التجارية التي أُنشئت في 1972 وكان عرضها الأول في مدينة فلورنسا.