ربما كانت أول انتخابات رئاسية تجرى في مصر تثير هذا القدر من المتابعة والرصد والتحليل، من دوائر سياسية وإعلامية في الغرب، ويرجع ذلك بحسب تقديرات مراكز دارسات وأبحاث غربية ( في واشنطن ولندن وباريس) إلى الحملات التي تشنها أطراف إقليمية وتنظيمات وجماعات إرهابية، ضد مصر، وفي مواجهة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الذي أطاح بحكم الإسلاميين من جماعة الإخوان، وهم يملكون أدوات إعلامية تم شحنها قبل بدء الانتخابات الرئاسية بأكثر من 6 شهور، بينما كانت «إزاحة الإخوان» بثورة شعبية ثانية سبقها تفويض لقائد الجيش المصري، وقتئذ، المشير السيسي ـ وفقا لتقرير مركز التنمية والسلام في استكهولم الإثنين الماضي ـ ويقول التقرير إن نسبة المشاركة في الانتخابات لا يزال قائما، ترقب أقرب للتحفز ، يشغل «قوى الشر» التي تتربص بمصر ومستقبلها، وتأمل في تدني النسبة للنيل من شرعية النظام المصري، وأن يكون «السيسي» في موقف ضعيف أمام العالم!!
ووفقا لتوقعات منظمات المجتمع المدني في مصر، مع نهاية التصويت في اليوم الثاني، أمس الثلاثاء، ومع مراعاة التوقعات القائمة للمشاركة اليوم الأربعاء ، فإن نسبة المشاركة الشعبية تتراوح بين 60 و65 % وهي نسبة مرتفعة جدا وفقا للمعايير الدولية للمشاركة في الانتخابات، وقد بلغت هذه النسبة 47،45 % في انتخابات الرئاسة عام 2014 في ثاني انتخابات رئاسية في مصر بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.. ونسبة المشاركة في أول انتخابات تعددية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك 2005 بلغت نحو 23 %، وانتخابات الرئاسة في 2012 التي فاز بها المرشح الإخواني محمد مرسي، بلغت ىنحو 51،8 %
واتفقت التقارير الأولية للمراقبين الدوليين للانتخابات الرئاسة، على أن متابعات اليوم الثاني للانتخابات ، أمس الثلاثاء، أكدت «فوز مصر في معركة الديمقراطية»، وبإقبال كثيف من المواطنين فى التصويت فى اليوم الثانى من الانتخابات الرئاسية التى يتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى.
وأكد وفد المتابعة (المراقبة) الأمريكي، أن «المصريين سجلوا درجة عالية من الوطنية بحضورهم، ولم نرصد أى انتهاكات حتى اللحظة».. وبينما أكد رئيس وفد الاتحاد الأفريقى،عبدالله ديوب، أن العملية الانتخابية «تسير فى نظام، والمشاركة جيدة، ولدينا 40 مراقباً بـ 12 محافظة ولم نسجل تجاوزات.. واستقرار مصر مهم للقارة السمراء» .. وتضمن تقرير اليوم الثاني لمتابعات وفد الاتحاد الأوروبي للمراقبة، أن «وعي الشعب المصري وراء الإقبال الكثيف في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية».
الملاحظة التي لفتت انتباه وفود المراقبة الدولية، بحسب تعبير الكاتب والإعلامي الفرنسي، مانويل أرنس، أن الشباب نجوم المشهد الانتخابي في اليوم الثانى، وأن الحضور النسائى مازال طاغيا، وأن المصريين «حولوا اللجان الانتخابية إلى ساحات احتفالات وطنية صاخبة» في رسالة مقصودة موجهه للتنظيمات الإرهابية ولأعداء مصر في الإقليم .
الملاحظة الأهم، والتي تعد فارقة طريفة، أن المناخ المصاحب للانتخابات الرئاسية، نجح فى توحيد صفوف العائلات بالصعيد، وفي محافظة أسيوط على وجه الخصوص، رغم عداءات الثأر والصراعات بين العائلات الكبرى في الصعيد، وقد تسابق الجميع فى حشد جميع أفراد القرية ونقلهم عبر السيارات التى تم توفيرها على نفقة العائلات.
وسجلت لجان الإقتراع ظاهرة فريدة، حين نحى الصعايدة مشاحناتهم جانبا وبدأوا يتسابقون فى حشد أبناء القرى للتصويت ..وتؤكد مديرية أمن أسيوط، أن المفاجأة في هذه الانتخابات تحديدا، وبصورة غير مسبوقة، أننا رصدنا تحول «قرى الدم والنار» إلى شعلة نشاط تحركت خلالها العائلات بشكل منسق لحشد المواطنين للمشاركة في التصويت، ولذلك جاءت نسبة المشاركة مرتفعة جدا.
