مصر.. حالة من الحزن حدادا على «شهداء لقمة العيش»
“عيالنا ماتوا عشان لقمة العيش وضيقة الحال”.. بتلك الكلمات المكلومة صرخ أهالي قرية طليا بمركز أشمون، في محافظة المنوفية المصرية، بعد حادثة سقوط سيارة تقل عددا من أبنائهم في النيل.
وسقطت سيارة، الإثنين الماضي، وعلى متنها 22 شخصا في النيل، في حادثة تتكرر باستمرار في العديد من المناطق، أعقبها احتشاد المئات من أهالي القرية على ضفة النيل انتظار لنجدة البعض، أو استخراج جثث البعض الآخر.
وخيمت حالة من الحزن والأسى على أهالي القرية، ورغم مضي عدة أيام على الواقعة، إلا أن الحزن هو السائد حتى الآن، خاصة أن من كانوا على متن السيارة هم عمال يومية بسطاء ومن صغار السن أيضا.
وبين ألم الفقدان والأمل المنعدم، انتظر عدد من الأسر خبر استخراج جثث ذويهم، حيث أسفر الحادث عن غرق 8 أشخاص، غالبيتهم من صغار السن وتتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، ونجاة 14 آخرين.
ووصفت وسائل الإعلام المحيلة ونشطاء التواصل الاجتماعي الضحايا بـ”شهداء لقمة العيش”.
وكانت السيارة، التي تقل على متنها عمال صبية عائدين من مزرعة دواجن، قد سقطت من أعلى المعدية لم يتحكم قائدها في الفرامل، وسقطت من الجهة الأخرى بالمياه.
وأكدت مصادر رفيعة المستوى، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يتابع عن كثب تطورات الحادث المأساوي، وعقب الحادث مباشرة وجه السيسي رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بدراسة أنسب الحلول، التي خلصت إلى تنفيذ كوبري خاص لأهل المنطقة للتسهيل على المواطنين والحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.
كذلك، زار وفد من مبادرة “حياة كريمة” القرية، التي فقدت أبناءها، وقدموا التعازي لأهالي الضحايا وسلموا مساعدات مالية بقيمة 20 ألف جنيه لكل أسرة.
وصباح اليوم، قرر محافظ المنوفية، اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، صرف 120 ألف جنيه من ديوان عام المحافظة لأسرة كل متوفٍ بالحادث كمساعدة مالية عاجلة.
وكلف المحافظ مديرية التضامن الاجتماعى بالمحافظة بصرف المساعدات والتعويضات اللازمة وتقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية لتلك الأسر، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بالتواصل المباشر مع أسر الضحايا وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لهم.
