نفى مسؤولون مصريون ما تناقلته وسائل إعلام، أمس الخميس، حول تفشى مرض إنفلونزا الخنازير، وأكد أحمد أنور وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسيوط (جنوب العاصمة المصرية) أنه لا صحة لم نشرته صحف مصرية، الخميس، من هروب 5 حالات مشتبه بإصابتهم بفيروس “إنفلونزا الخنازير” بعد احتجازهم بمستشفى الصدر الأميري.
وكانت صحف قاهرية، نقلت عن مصدر طبى بمديرية الصحة بأسيوط، تحفظت على ذكر اسمه، “ارتفاع حالات الوفاة لـ12 شخصا و57 مصابا بإنفلونزا الخنازير فى أسيوط”، وتداولت أن هناك 57 عينة تم إرسالها، للمعامل المركزية بوزارة الصحة، أثبتت إيجابية إصابة أصحابها بالمرض. وهو ما نفاه وكيل وزارة الصحة المصرية بأسيوط لـلموقع الإلكتروني لقناة «الغد»، مؤكدًا أن لا صحة لهذه الأنباء.
وبحسب إليزابيث عبد المسيح، عضو مجلس نواب مصر، عن محافظة أسيوط، فإن إجمالى عدد الحالات المصابة بالفيروس، داخل المحافظة، هم 17 حالة اشتباه، منهم 4 حالات يتلقون العلاج بمستشفيات الصحة. وأوضحت لـلموقع الإلكتروني لقناة «الغد» أن أغلب تلك الحالات رضع فى حدود السنتين.
وأضاف اللواء تادرس قلدس عضو مجلس النواب عن نائب محافظة أسيوط أن الـ13 حالة الأخري موجودة حاليًا بمستشفي أسيوط الجامعى، وأن أغلب الحالات تماثلت للشفاء. قائلاً إن الوضع الصحى بالمحافظة “طبيعى جدًا” وأن معدل الإصابة والاشتباه “عادى”.
ومن أسيوط جنوبًا إلى محافظة البحيرة شمال مصر، حيث ذكرت وسائل إعلامية، أن المرض مستمر فى “حصد أرواح المصريين”،
ونقل الموقع عن وكيل وزارة الصحة “علاء عثمان” أن “المحافظة أعلنت حالة الطوارئ في جميع المستشفيات وتم التأكد من توافر عقار “تامفلو” لمواجهة حالات إنفلونزا الخنازير والطيور” وهو ما تسبب فى حالة ذعر.
لكن اللواء أحمد سليمان عضو النواب المصري عن البحيرة أكد لـ«الغد» بناء على معلومات من “مصطفى هدهود” محافظ البحيرة ، أن هناك حالة طوارئ على مستوي وزارة الصحة بجميع أنحاء الجمهورية، وليست البحيرة وحدها، وذلك بسبب موسم الذروة للإنفلونزا الموسمية والتي تزداد حدتها فى هذا الوقت كل عام.
وأضاف أن “المحافظة شكلت لجنة من الطب الوقائي والبيطري لعمل مسح شامل بأنحاء البحيرة، كإجراء احترازي لمنع انتقال العدوى بين المواطنين”.
وكان مدير عام الطب الوقائي بالبحيرة، عبدالناصر حميدة، صرح بأن عدد المشتبه بإصابتهم بالمرض بلغ 347 حالة، منهم 131 حالة تم التأكد من خلال التحاليل بإصابتهم، توفي منهم 5 حالات حتى الآن ويوجد 4 حالات في العناية المركزة، بينما تماثل 122 حالة للشفاء.
وقال نائب حزب النور عن البحيرة أحمد عبده، أنه إذا صحت الأرقام، وفى هذا شك، بحسب قوله، فإن هناك احتمالا لتقديم طلب إحاطة لوزير الصحة المصري بمجلس النواب.
وبسؤال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور “خالد مجاهد”، عن معنى “رفع حالة الطوارئ بمديريات الصحة على مستوي الجمهورية، “أفاد أن الوزارة لديها نظام رصد وبائي منذ نهاية التسعينيات لأى مرض معدي، ما حدث هو تفعيله. حيث يتم حجز حالات الاشتباه، وأخذ عينة منها لتحليلها بالمعامل المركزية بالوزارة، واعطائها المصل فى حال كانت النتيجة إيجابية. بالإضافة لمسح الأماكن المصابة وعزلها. وهو إجراء وقائي، لا يعنى وجود وباء. خاصة مع توفر أمصال العلاج بالمديريات ومستشفيات الحميات والمستشفيات العامة والمركزية.
وقال مجاهد إن الحالات المكتشفة حتى الآن ضمن المعدلات المتوقعة بالوزارة، وأضاف أن الوقت الحالى هو ذروة الإصابة بفيروسات الإنفلونزا الموسمية.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية أعلنت فى 2010 أن فيروس A/H1N1 المعروف إعلاميا باسم “انفلونزا الخنازير” هو ضمن فيروسات الإنفلونزا الموسمية. خاصة أن أغلبها تستجيب للأمصال المتوفرة، مثل التامفلو أو التاميلي، بحسب مجاهد.
وعد مجاهد أن أغلب الحالات المكتشفة حتى اللحظة لا تؤدى إلى الذعر. معللا حالة الذعر، بسبب التناول الإعلامي، والإصرار على وصف الفيروس، بمصطلح إنفلونزا الخنازير، سيئ الذكر، بكل ما يحمله من مضمون سيئ يعيد لأذهان المصريين، حالة الارتباك التى سادت أجهزة الدولة المصرية، عند أكتشاف المرض فى موسم 2009 / 2010.
وأكد مجاهد أن التكوين البروتيني للفيروس صار ضعيفا منذ 2010، بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس اﻹنفلونزا A/H1N1 صار يصنف على إنه موسمي، وهو ما يعنى إنه أصبح غير فتاك.
وشدد مجاهد على أن غالبية حالات الوفاة التى يتم نسبها لفيروس A/H1N1 يكون لديها تاريخ مرضي مزمن، وهو ما يعنى أن جهاز المناعة ضعيف ، وأن الوفاة حدثت نتيجة مضاعفات ، وليست لقدرة الفيروس على الفتك.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أصدرت فى يونيو/ حزيران 2009 إنذار اكتشاف فيروس جديد هو A/H1N1، ولا يوجد أيّ علاقة بينه وبين فيروسات الأنفلونزا الموسمية السابقة أو الراهنة التي تصيب البشر.
وبسبب سهولة انتشار الفيروس، وعدم امتلاك الجسم البشري مناعة ضد الفيروس، سادت العالم حالة ذعر، كان منها، قرار وزارة الصحة المصرية بعهد الوزير السابق حاتم الجبلى، إعدام كافة الخنازير الموجودة فى مصر، رغم تأكيد الأبحاث، أن المرض لا ينتقل من اختلاط الإنسان والخنزير.