مصر.. دعوات لإحياء ذكري ميادة أشرف «شهيدة الصحافة»
دعت لجنة الحسيني أبوضيف للدفاع عن مهنة الصحافة، في مصر، إلى وقفة بالشموع على سلم نقابة الصحفيين وسط القاهرة، غدًا الثلاثاء لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الصحفية الشابة ميادة أشرف، أثناء تغطيتها لاشتباكات بين الشرطة المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، في منطقة عين شمس.
وقًتلت ميادة صاحبة الـ22 عامًا بعد إصابتها برصاصة في الرأس، قال أصدقاؤها ممن شهدوا الواقعة، إنها كانت من قوات وزارة الداخلية، بينما وجهت النيابة الاتهام إلى 48 شخصا من مؤيدين جماعة الإخوان المسلمين بالقتل.
أشارت النيابة في قرار الاتهام إلى أن المتهمين ارتكبوا جرائم تتعلق بتولي قيادات في جماعة الإخوان الإرهابية وإمدادها بالمعونات المادية والأسلحة، والانضمام إليها، وحيازة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات وتصنيعها، والتجمهر المخل بالأمن والسلم العام، والقتل العمد والشروع فيه، والإتلاف العمد للممتلكات تنفيذًا لغرض إرهابي، ومن بين المتهمين 35 متهمًا محبوسين احتياطيًا، ولاتزال محاكمتهم مستمرة إلي الآن.
وتخرجت ميادة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 2013، ثم عملت كصحافية بجريدة الدستور المصرية منذ تخرجها وحتي استشهادها.
ورغم أن النقابة أعلنت عقب استهادها عن إدراجها في سجل شهداء النقابة وصرف معاش استثنائي لها، إلا أن والدها نفي أن أي من هذه الإجراءات تمت في تصريحات لصحف محلية قبل يومين.
شرارة أزمة الصحفيين غير النقابيين في مصر
لم تكن ميادة أشرف عضوُا في نقابة الصحفيين المصريين، وأشعل مقتلها أزمة لمئات الصحفيين الشبان الذين لم يحصلوا على عضوية النقابة بعد، ويعملون في ظروف تعرض حياتهم للخطر دون الحصول على التدريب والحماية الكافيين.
ويعتبر الحصول على عضوية نقابة الصحفيين في مصر هو السند القانوني والرسمي الأول للاعتراف بعمل الشخص كصحفي، ويواجه الصحفيون صعوبات قانونية عديدة تتعلق بظروف التعاقد مع المؤسسات الصحفية وإخطار النقابة للحصول على العضوية، وهو ما لا يحدث من الكثير من الصحفيين الشباب الذين يعملون لدى الجرائد بدون عقود عمل.
عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشي، قال لـ«الغد»، إنه من بعد حادث مقتل ميادة ومن قبلها والنقابة تحاول توفير الحماية والدفاع عن كل الصحفيين سواء كانوا نقابيين أو غير نقابيين، والدليل عل ذلك هي قوائم لجنة الحريات الخاصة بالصحفيين المعتقلين أو الحريات العامة، تشمل صحفيين غير نقابيين أكثر من الصحفيين النقابييين، وهناك فرق بين إجراءات الحماية التي توفرها النقابة للنقابيين وغيرهم، وبين القيد داخل النقابة الذي يحتاج إلي تغيرات قانونية عديدة ليسمح لكل من يمارسون العمل الصحفي الالتحاق بالنقابة.
وأضاف البلشي، عقب حادث مقتل ميادة، اتخذت النقابة إجراءات عديدة لتوفير الحماية للصحفيين من بينها تشكيل غرف عمل في أيام أحداث العنف والاشتباكات، ومخاطبة المؤسسات بإرسال كشوف للنقابة بأسماء الصحفيين الذي يغطون هذه الأحداث، وهو ما تقاعست فيه المؤسسات الصحفية.
وأكد البلشي أن نقابة الصحفيين لا تدافع عن أعضائها فقط، وإنما مظلة حمايتها تمشل أحيانًا صحفيي المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، وليس فقط الجرائد الورقية.
واختتم البلشي حديثه قائلًا، «ربما تكون النقابة غير قادرة على التعاون مع كل الجهات، لكن النقابة تحاول مد مظلة حمايتها إلي النقابيين وغير النقابيين، خاصة مع حاجتنا الدائمة للتأكد أن هذا الشخص يمارس العمل الصحفي».