وصف المراقبون مشهد حشود الناخبين المشاركين في الانتخابات الرئاسية ـ في اليوم الأول أمس ـ بأنه رسالة مصرية قوية ضد «قوى الشر»، و«رصاصة شعبية» في قلب الإرهاب.. وأشاد عضو وفد المراقبين الدوليين، الفرنسي مانويل أرنس، بما لمسه من نزاهة الانتخابات في اليوم الأول ـ أمس ـ مؤكد أن مشاركة المصريين تشير إلى توجه شعبي لرسم ملامح المستقبل، وأن مصر كسبت رهان المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بحشود الناخبين.
ويرى دبلوماسي مغربي، تابع سير الانتخابات في اليوم الأول، أن مؤشرات المشاركة كانت ايجابية جدا، و«طوابير» التصويت أبهرت المتابعين والمراقبين .. وقال محمد عيزي، للغد، إننا بصورة محايدة بالطبع، نؤكد أن يوم أمس، كان «كرنفالا احتفاليا مصريا» أشبه بـ «ملحمة شعبية» في حب مصر، ولم نشعر اننا أمام انتخابات تنافسية بين مرشحين، ولكن انتخابات أقرب لإستفتاء شعبي وبالقبول للنظام الحاكم، وكان واضحا أن المصريين يتحدون أطرافا وقوى تتربص بمصر ومستقبلها وكانت تراودهم الأحلام بضعف المشاركة الشعبية في انتخابات الرئاسة، وهو ما لم يتحقق ، بل تحقق العكس تماما.
ووصفت تقارير صحف الخليج، حشود المصريين أمام اللجان الانتخابية فى مختلف محافظات الجمهورية، بأنها حملت رسالة للعالم كله بأن مصر تقف يدا واحدة ضد الإرهاب الغاشم، وكشفت عن الرغبة القوية للشعب المصرى للوقوف صفا واحدا خلف دولتهم مصر..وأكدت صحف الإمارات والبحرين، أن جميع محاولات مقاطعة الانتخابات فشلت، وكانت الصورة أكثر تعبيرا ووضوحا، في سيناء التي تشهد حربا شاملة ضد التنظيمات الإرهابية، وكانت المشاركة من منطقة «بئر العبد»إلى «الشيخ زويد» والعريش، قد فاقت كل التوقعات، وفي حشود ملأت الشوارع والميادين الرئيسية، مصطفين في طوابير طويلة، اعتبروها سلاحهم الوحيد في وجه الإرهاب الذي تواجهه محافظتهم الفترة الحالية.
وسجلت تقارير صحف الخليج، تصدر كبار السن والسيدات المشهد الانتخابي، بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.. ونقلت الصحف العربية، عن محللين سياسيين وخبراء علم الاجتماع السياسي، أن المشاركة القوية للمصريين فى أولى أيام الانتخابات، تؤكد درجة الوعى الكبيرة لديهم بحجم التحديات التى تواجه البلاد وأن هناك قوى كارهة تريد أن تظهر الانتخابات بشكل غير حضارى، وأن الشعب المصرى خرج بكثافة فى الانتخابات ليحول الانتخابات إلى احتفالية بالديمقراطية، ونصره وطنهم، وما حدث كان «قصفا شعبيا» للإرهابيين.
ووفقا لتوقعات منظمات المجتمع المدني في مصر، فإن نسبة المشاركة قي اليوم الأول أمس تراوحت بين 25 و30 % ومع مراعاة التوقعات القائمة للمشاركة في اليومين الباقيين، اليوم وغدا الأربعاء، فإن نسبة المشاركة الشعبية تتراوح بين 60 و65 % وهي نسبة مرتفعة جدا وفقا للمعايير الدولية للمشاركة في الانتخابات، وقد بلغت هذه النسبة 47،45 % في انتخابات 2014 في ثاني انتخابات رئاسية في مصر بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.. ونسبة المشاركة في أول انتخابات تعددية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك 2005 بلغت نحو 23 %، وانتخابات الرئاسة في 2012 التي فاز بها المرشح الإخواني محمد مرسي، بلغت ىنحو 51،8 %
