عاود نهر النيل تمرده السنوى، مهددًا مدن وقرى عدة من المنبع إلى المصب، وشهدت الهضبة الإثيوبية هطول أمطار غزيرة مستمرة على مدار 3 أيام منذ يوم الجمعة.
ولم تشهد إثيوبيا مثل هذه الأمطار إلا في خريف عام 1919 الشهير والذي خلف خسائر ودمارا على طول مجاري الأنهار، خاصة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن كسلا وعطبرة ووادمدني والحصاحيصا وغيرها من المدن والجزر على نهر النيل. ومن المتوقع أن تصل هذه المناسب المرتفعة للعاصمة الخرطوم في الساعات الأولى من يوم الأربعاء 3 أغسطس 2016. وتحتفل مصر بالعيد السنوي للفيضان لمدة أسبوعين بدءا من 15 أغسطس من كل عام.
وبحسب تقرير عن مركز التنبؤ بالتغيرات المناخية التابع لوزارة الري، فمن المتوقع أن يفوق فيضان هذا العام نظيره العام الماضي والذي بلغ 20 مليار متر مكعب فقط من 55.5 مليار متر حصة مصر سنويا.
وقال المركز، بعد قياس معدلات سقوط الأمطار وقياس السحب بالإضافة إلى التنبؤات هيئات الأرصاد الدولية والإقليمية والعالمية- إن فيضان النيل يمر بدورة زمنية يبلغ مداها 21 عاما تتباين فيها معدلات سقوط الأمطار ما بين المتوسط والعالى والضعيف.
ومن جانبه دعت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء سكان ولايات الخرطوم ونهر النيل والشمالية لاتخاذ التدابير اللازمة، مع ارتفاع مناسيب النيل من محطة المقرن إلى دنقلا.
وقال موقع تلفزيون (الشروق) السودانى ، أن مدير الإدارة العامة لشؤون المياه بالوزارة ، قد صرح بإن الحبس (الدمازين – سنار) سيشهد ارتفاعاً طفيفاً في المناسيب، وكذلك الحبس (الخرطوم – شندي)، بينما ستشهد الأحباس (سنار – الخرطوم)، و(خزان خشم القربة – عطبرة) ارتفاعاً ملحوظاً.
وتابع أنه حسب البيانات الواردة من المحطات الرئيسية وصور الأقمار الصناعية، تلاحظ وجود سحب ممطرة في الهضبة الأثيوبية، متوقعاً أن تواصل المناسيب في معظم الأحباس استقراراً.
من جهة أخرى، كشف وزير الداخلية السوداني رئيس المجلس القومي للدفاع المدني عن مصرع 76شخصا في 13 ولاية جراء الأمطار والسيول التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية.
وأشار الفريق أول عصمت عبد الرحمن، الى أن الأمطار والسيول أحدثت “خسائر وأضرارا كبيرة في الأنفس والممتلكات في 13 من ولايات السودان”.
وأضاف أن “الوضع ما زال مقلقاً بسبب الآثار التي لم يتم احتواءها، مع استمرار التهديد وسط توقعات بهطول مزيدٍ من الأمطار بمعدلات عالية وارتفاع مناسيب النيل”.
وتخشي السودان أن تصل معدلات فيضان العام العالى أحد أعتى الفيضانات التي ضربت البلاد في العام 1988م ، حيث سجلت الأربعاء بالخرطوم 15.68متر مكعب مقارنة بـ 13.66 متراً لذاك العام.
وفي عام 1988 قتل عشرات الأشخاص وفقد نحو مليوني شخص منازلهم بعد فيضان نهر النيل في شمال ووسط البلاد.
وفى عام2003 شرد فيضان نهر القاش ـ المعروف بالنهر المتمرد الذي يصب في الصحراء خلافا لانهار العالم ـ بين 65 الفا و70 الف اسرة وعزلت الأمطار العديد من القرى وتعطلت شبكات المياه والكهرباء وقطعت الطريق السريع بين الخرطوم وموانئ البحر الأحمر.
وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، في بيان صادر، اليوم الأربعاء، هطول أمطار في جميع ولايات السودان، محذرة من أنها ستكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية في ولاية غرب كردفان وتحديداً في منطقتي النهود والضعين..
فيضان النيل يبلغ مستوى غير مسبوق بالخرطوم بعد أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية