أعلنت الأجهزة الأمنية المغربية، حالة استنفار، من الترقب والرصد والمتابعة، لمصير عشرات «الجهاديين المغاربة» العائدين من سوريا، والذين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم الإرهابي «داعش» خلال السنوات الثلاث الماضية، ويشكلون الآن هاجسا أمنيا يواجه المخابرات المغربية والإسبانية، بعد سقوط آخر معاقل داعش في سوريا، خاصة وأن مصير هؤلاء الجهاديين يبقى مجهولا في الوقت الراهن.
وكشفت تقارير أمنية واستخباراتية سرية حديثة سربت صحيفة «دياريو سور» الإسبانية بعض تفاصليها، أن الأجهزة الأمنية الإسبانية، ترى أن القضية الأمنية الخطيرة تتجسد في عشرات الجهاديين المغاربة والإسبان الذين لا يزالون على قيد الحياة بعد سقوط داعش، خاصة وأن بعضهم لديهم علاقات بالمدينتين المحتلتين «سبتة ومليلية».. وذكرت التقارير، أن هؤلاء الجهاديين المغاربة والإسبان الذين «يختبئون في أماكن غير معروفة»، وكانوا يقاتلون خلال السنوات الأخيرة بسوريا، هم «متطرفون جدا وتلقوا تدريبات عالية جدا».
وكشفت مصادر مغربية وغربية مطلعة، لصحيفة أخبار اليوم المغربية، أن منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الأنتربول)، سلمت مختلف الأجهزة الأمنية الأوروبية مذكرة تحذر من 800 جهادي من مختلف الجنسيات، من بينهم مغاربة من مزدوجي الجنسيات، تمكنوا في الشهور الأخيرة من الهروب من سوريا إلى تركيا ومنها إلى بلدانهم الأصلية وأوروبا.
وأوضح الخبير المغربي في قضايا الإرهاب، المساوي العجلاوي، أن خطورة الجهاديين المغاربة الذين قد يعودوا من سوريا إلى ليبيا أو أوروبا أو المغرب تبقى قائمة، إذ أن البعض منهم قد يبقى محافظا على أفكاره المتطرفة، وقد ينتقل إلى تنفيذها على أرض الواقع في أي لحظة.
وكان تقرير قدمه وزير الداخلية المغربي، للبرلمان، بداية الشهر الجاري، أوضح أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية في مناطق النزاع بلغ 1699 مغربيا، من بينهم 293 امرأة و391 طفلا، وأن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف داعش وصل إلى 929 مغربيا، غير أن 596 مغربيا لقوا حتفهم في مختلف مناطق النزاع، في المقابل عاد 213 منهم إلى المملكة.
وأكد تقرير الصحيفة المغربية، أن مصير الجهاديين المغاربة لازال يقلق الاستخبارات العالمية، لاسيما وأن صحيفة «الكوفدينثيال» الإسبانية نشرت في شهر أغسطس / آب الماضي، معلومات تفيد بأن 1221 مغربيا انتقلوا من المملكة صوب سوريا والعراق للقتال في مختلف الجماعات الجهادية هناك، علاوة على 2000 مقاتل من أصول مغربية يحملون جنسيات أوربية مختلفة. وأن عدد الجهاديين المغاربة الذين سافروا من المغرب أو أوربا صوب مناطق النزاع من الذين لا يعرف مصيرهم، يصل إلى 2890 جهاديا من أصول مغربية، مما أثار القلق من مخاطر «الذئاب المنفردة» المغربية .
