قام ممثلو دول الاتحاد الأوروبي بالأراضي الفلسطينية ودبلوماسيون من 20 دولة ومؤسسات حقوقية عدة، بزيارة لبلدة حُوّارة وزعترة جنوبي مدينة نابلس، للاطلاع عن قرب على تداعيات اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، والتي أدت إلى استشهاد فلسطيني وإحراق عشرات المنازل والمركبات.
واستمع الوفد الأوروبي إلى شهادات فلسطينيين وشرح من السكان لما تعرضوا له خلال الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين تحت غطاء من جيش الاحتلال.
وأدان هذا الوفد الدولي أعمال العنف التي شهدتها حوارة بمحافظة نابلس في الضفة الغربية، ودعا إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق الفلسطينيين في البلدة.
ومع اختتام وفد الاتحاد الأوروبي زيارته لحوارة اقتحم عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت البلدة في حراسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي محاولا التشويش على زيارة الوفد الأوروبي.
كما هاجم جنود الاحتلال بقنابل الصوت والغاز مظاهرة انطلقت بمشاركة نشطاء سلام إسرائيليين وأجانب يحملون علم فلسطين، واعتدوا على المشاركين فيها جسديًا، وضايقوا الصحفيين.
فماذا تعني زيارة الوفد الأوروبي لموقع الجريمة؟ وماذا بوسعهم أن يفعلوا لوقف الإجرام الإسرائيلي؟ وهل تسمح دول الاتحاد باستمرار حكومة يقودها متطرفون؟
مقاطعة المنتجات الإسرائيلية
وفي هذا السياق، قال رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن زيارة الوفد الأوروبي إلى بلدة حوارة بنابلس للوقوف على الاستفزازات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين غير كافية، موضحا أن القضية ليست إنسانية فقط وإنما هي قضية سياسية تتصل بالاحتلال والاستيطان، وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف رمزي رباح في برنامج “وراء الحدث” عبر قناة «الغد» أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقوم بدوره الحقيقي في إدانة الاستيطان والاحتلال، وأن يوفر الحماية للشعب الفلسطيني، مطالبا الاتحاد الأوروبي بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي تغزو الأسواق الأوروبية.
كما أوضح رمزي رباح أن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، ويمكنه الضغط على تل أبيب جراء الجرائم في الأراضي الفلسطينية.
كما أشار إلى أنه يجب فرض عقوبات على إسرائيل، والاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقوقه، لا سيما وأن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بدولة فلسطين، كما لا يعترف بها في الأمم المتحدة.
موقف دولي ضد الاحتلال
من جانبه، قال عيسى عمر، الناشط والحقوقي الفلسطيني، إن زيارات الوفود الأوروبية للأراضي الفلسطينية المحتلة، لمشاهدة الاستفزاز الإسرائيلي على أرض الواقع مهمة جدًا ولكن القرارات الدولية تصنع في البرلمانات العالمية.
وأضاف عيسى عمر أن إسرائيل تسوق لنفسها وكأنها جزء من العالم الغربي، وفي الحقيقة تمارس الإرهاب على الأراضي الفلسطينية.
كما طالب عيسى عمر المجتمع الدولي والفاعلين بموقف حقيقي تجاه عمليات الإبادة الجماعية التي تدعو لها إسرائيل.
كما جدد التأكيد مرة أخرى على أن الزيارات الأوروبية مهمة لكنها غير كافية.
