مظاهرة نسائية «سوداء» احتجاجا على تراجع العملة اللبنانية

أفادت مراسلة الغد من بيروت، بأن مظاهر الاحتجاج ضد تراجع سعر العملة اللبنانية أمام الدولار، ما زالت محصورة في ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت مراسلتنا أن أعدادا ضئيلة من المحتجين، قطعت طرقا، أمس الخميس، داخل العاصمة اللبنانية وخارجية، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأوضحت أن حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، أكد في بيان له، أن منصة صيرفة التابعة للمصرف المركزي، هي الوحيدة الرسمية للإعلان عن سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار.

وأكد بيان صادر عن المصرف أن هناك تطبيقات مشبوهة تقوم بالتلاعب بسعر الصرف.

وتراجعت العملة اللبنانية إلى مستوى جديد مقابل الدولار وسط حالة من الشلل في الأجهزة الحكومية وتفاقم الانهيار المالي في البلاد.

وذكر عدد من صرافي العملات في بيروت أن سعر الدولار الواحد بلغ 25.200 ليرة، في أعلى انخفاض تسجله العملة اللبنانية منذ يوليو الماضي.

ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحدَ أسوأ حالات الكساد في التاريخ الحديث.

وذكر بيان المصرف المركزي، أنّ الأسعار الواقعية لسعر الدولار الأمريكي مقارنة بالليرة اللبنانية هي تلك المعلنة يوميا من مصرف لبنان بناء على التداول الجاري في السوق والمسجّل على منصة صيرفة.

أفادت مراسلة الغد من بيروت، باستمرار أزمة الوقود في المدن اللبنانية، خاصة بعد ارتفاع سعر الصفيحة، اليوم الجمعة، بسبب ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وتراجع الدعم من قبل المصرف المركزي.

وأضافت مراسلتنا أن الدولار تخطى حاجز الـ 19 ألف ومئتي ليرة لبناني، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع أسعار الوقود مرة أخرى.

وأوضحت أن اجتماعات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لا تزال تتواصل، من أجل بحث حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة.

وأكدت أن الرئيس ميشال عون، اجتمع اليوم مع رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي غسان الشامي، لانطلاق المفاوضات بين الجانبين في أقرب وقت، خاصة وأن الأسواق اللبنانية تعاني من نقصًا حادًا في المحروقات، في ظل غياب الدولار.

وأصدرت وزارة الطاقة اللبنانية، اليوم، جدولا لأسعار الطاقة والمحروقات المختلفة، والتي تفرض على المحطات في المناطق الالتزام بها.

وارتفع سعر بنزين 98 أوكتان نحو 27900 ليرة لبنانية وباتت التسعيرة 241400 ليرة لبنانية.

كما شهدت أسعار المازوت والغاز ارتفاعا كبيرا كذلك.

وأدى نقص كميات الوقود في لبنان، إلى عرقلة حركة النقل وهدد بإغلاق المستشفيات، الأمر الذي دفع الجيش اللبناني إلى إعلان مصادرة كميات مخزنة من البنزين من محطات الوقود، فيما قرر مصرف لبنان المركزي مؤخرا إنهاء دعم الوقود.

وافقت الحكومة اللبنانية، اليوم الإثنين، على أن تقدم لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة مساعدات نقدية بالدولار الأمريكي عبر قرض من البنك الدولي مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
يأتي القرار في وقت من المتوقع أن ينهي لبنان دعم الوقود بحلول نهاية الشهر المقبل، في خطوة من المتوقع أن تؤدي إلى زيادات حادة في أسعار جميع المنتجات تقريبا.
وافق البرلمان اللبناني في مارس/آذار على قرض قيمته 246 مليون دولار من البنك الدولي من شأنه أن يقدم المساعدة لأكثر من 160 ألف أسرة. لكن الخطوة تأخرت بسبب إصرار الحكومة على دفعها بالليرة اللبنانية.
وإلى هذا، كتب ساروج كومار جها، المدير الإقليمي للبنك الدولي، في تغريدة، اليوم الإثنين، أنه تلقى خطابًا من وزير المالية اللبناني المؤقت غازي وزني يؤكد أن المستفيدين سيدفع لهم بالدولار الأمريكي.
وكتب جها على تويتر قائلا “سيسمح هذا القرار للأسر الفقيرة بالحصول على القيمة الكاملة لمساعدة البنك الدولي وحماية أهداف” شبكة أمان اجتماعي وطنية.
يتم تداول الدولار الأمريكي بنحو 20 ألف ليرة في السوق السوداء، ما يؤثر سلبًا على القوة الشرائية للكثيرين في الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، وبينهم مليون لاجئ سوري. ويعيش أكثر من نصف سكان لبنان في فقر.
ولم يتضح بعد حجم الأموال التي ستتلقاها كل من الأسر التي يبلغ عددها 161257، أو حوالي 800 ألف شخص.
وكانت الحكومة تخطط في وقت سابق لمنح كل عائلة 800 ألف ليرة لبنانية شهريا لمدة عام بالدولار عند 6240 ليرة.
ووفقًا لبيان البنك الدولي الصادر في يناير/كانون الثاني، سيخصص جزء كبير من القرض – ما يقرب من 200 مليون دولار – لتقديم مساعدة نقدية لحوالي 786 ألف فرد من خلال بطاقة إلكترونية مسبقة الدفع.
منذ بدء الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان أواخر العام 2019، تباينت أسعار صرف الدولار في البلد المثقل بالديون، بما في ذلك السعر الرسمي عند حوالي 1500 ليرة للدولار، وسعر السوق السوداء.
تم تطبيق سعر جديد بقيمة 8 آلاف ليرة للدولار خلال عطلة نهاية الأسبوع لواردات الوقود، في محاولة لتخفيف أسوأ أزمة وقود في لبنان منذ عقود.
وحتى الأحد، بلغ سعر الصرف المستخدم لواردات الوقود 3900 ليرة للدولار الأمريكي.