معارض الكتاب العربية 2015.. نجاحات تهددها الرقابة
رغم النجاحات التي حققتها معارض الكتاب العربية في السنوات الأخيرة، والتي يؤكدها زيادة إقبال الجماهير في كل دورة، وزيادة مشاركات العارضين ودور النشر من أنحاء العالم، إلا أن أخبار المنع والمصادرة، ما تزال تخيم على أجواء المعارض، فهل تمضي أجهزة الرقابة في اتجاه معاكس لتلك النجاحات..
«الغد العربي» قام بجولة سريعة في أروقة بعض من معارض الكتاب العربية على مدار عام 2015، ليرصد حالات المنع والمصادرة..
معرض الخرطوم- أكتوبر 2015
قال عثمان شنقر، الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين السابق، خلال لقاء له في برنامج «يوم جديد» على فضائية «الغد العربي»، إن تنظيم معرض الخرطوم الدولي للكتاب يكاد يكون “فضيحة ثقافية”، بعد مصادرة المجلس القومي للمصنفات الأدبية والفنية، عددًا من الكتب بشكل لا يليق بمؤسسة صحفية، حيث منعت الرقابة كتب من إصدارات الدار المصرية “أوراق للنشر”، وهي: رواية سيرة قذرة لمحمد خير عبدالله، ورواية ساعي الريال للمقدود المبارك أردول، أسفل قاع المدينة لإيهاب عدلان، وبستان الخوف لأسماء عثمان الشيخ، إضافة إلى كتاب هل أخطأ السلف للكاتب الدكتور محمد بدوي مصطفى.
والسبب، أن “المطبوعات المعروضة مخالفة لقانون المصنفات، وفيها جُمل، وعبارات خادشة للحياء”.
صالون الجزائر- أكتوبر 2015
قبيل انطلاقة الدورة الـ20 لصالون الكتاب بالجزائر، تداولت الصحف خبر منع 111 عنوان من دخول الصالون، دون ابداء أسباب واضحة، وقد منع الصالون أكثر من 200 كتاب في دورته السابقة، ونحو ألف كتاب في عام 2007.
وبالفعل أكد وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، الخبر قبل أيام، والسبب: بسبب ما تتضمنه هذه الكتب من الدعوة إلى الإرهاب والتطرف والمس بصورة الجزائر.
فيما سخرت بعض الصحف الجزائرية من تصريح الوزير، ونشرت ما أسمته “القائمة السوداء”، وأشارت إلى أن سبب المنع هو “تناول تلك الكتب لموضوعات دينية وتاريخية”.
معرض الرياض- مارس 2015
كان معجب الزهراني، الأكاديمي بجامعة الملك «سعود»، يتحدث في ندوة بعنوان «الشباب والفنون.. دعوة للتعايش»، وفيما كان يبدي أسفه على ما تتعرض له بلدان عربية من اعتداءات «داعش» على آثارها، عارضه عدد من “المحتسبين” بشدة، بل قاموا باقتحام المنصة، والجلوس مكان الضيوف وأدوا الصلاة جماعة داخل القاعة؛ والسبب “أن هدم التماثيل يطابق ما فعله الرسول في فتح مكة وتحطيمه للأصنام”.
وفي واقعة أخرى، منعت إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب الشاعر الكويتي محمد جار الله السهلي، من دخول المعرض وطالبته بالمغادرة فور وصوله. والسبب “عدم حصوله على إذن رسمي لتوقيع كتبه التي يشارك بها في المعرض”.
معرض القاهرة- يناير/كانون الثاني 2015
في يناير/كانون الثاني الماضي ومع انطلاقة معرض القاهرة الدولي للكتاب، انتشرت أخبار تفيد منع عرض كتب الشيخ يوسف القرضاوي، من جناح دار الشروق، ونفت وزارة الثقافة المصرية حينها تلك الأخبار، وأرجعت الأمر لـ”الجمهور الوطني الواعي الذي رفض أن يكون لهذا الرجل كتبًا داخل المعرض” مشيرة إلى أنها تؤمن بحرية الرأي والفكر ولا تضع شروطا رقابية على العارضين ولا ترحب بمصادرة أي كتاب إيمانا منها باحترام الرأي والرأي الآخر”.
بينما أكد جهاز الرقابة منع أكثر من 30 كتاب من دخول المعرض، والسبب “رفض من مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الذي اعتبر أن هذه الكتب تنشر الفكر الشيعي في مصر” دون الإعلان عن تفاصيل أو أسماء الكتب.