معاناة مستمرة يواجهها الأسرى الفلسطينيون بسجون الاحتلال

يواصل 4 أسرى فلسطينيون إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري، وسط تحذيرات من خطورة تردي أوضاعهم الصحية.

ويواجه الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 129 يوما، خطر الموت المفاجئ في أى وقت.

وتزداد معاناة الأسرى خطورة في ظل سياسة الإهمال الطبي التي تكرسها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، عبر سياسة عنصرية تهدف الى قتلهم كما حدث مؤخراً مع الأسير سامي العمور الذي استشهد الخميس الماضي بسبب الإهمال الطبي المتعمد.

الفسفوس في خطر 

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن وضع الأسير (الفسفوس) يزداد خطورة مع مرور الأيام، وهناك تحذيرات من إمكانية تعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة، قد تؤدي الى شلل أو ارتقاؤه شهيدًا، في ظل تعنت حكومة الاحتلال ورفضها عدة التماسات قُدمت من طرف الهيئة للإفراج عنه، الأمر الذي يعتبر تلاعبًا في حياة الأسير وصحته.

وأكدت الهيئة، أن الأسير الفسفوس يعاني من تجلطات في الدم، ونقصا كبيرا في كمية السوائل والفيتامينات في جسمه، وتشنجات في أطرافه، إضافة لفقدان الوعي بشكل متقطع، وعدم القدرة على النطق بشكل جيد، كما يعاني الأسرى الآخرون أوضاعًا صحية صعبة، من نقصان نسبة السوائل بالجسم، وحالات الصداع والهزال الشديدين، وآلام الجسم المختلفة.

وأشارت الهيئة إلى أن 4 أسرى إلى جانب الفسفوس يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام وهم: هشام أبو هواش منذ (96 يوما)، وعياد الهريمي منذ (59 يوما)، ولؤي الأشقر مضرب منذ (41 يوما).

محاكم صورية للاحتلال

وطالب الأسير المحرر تيسير البرديني عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الجاليات الفلسطينية والعربية ودعاة وحماة حقوق الإنسان في العالم لتشكيل محاكم صورية لمجرمي الحرب الإسرائيليين وعلى رأسهم جلعاد أردان سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة صاحب التوصيات الشيطانية في تشديد الخناق على الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة.

وشدد البرديني في تصريح صحفي، اليوم السبت، على أهمية تنظيم المحاكم الصورية لمجرمي الحرب الإسرائيليين الذين يستهدفون الأسرى الفلسطينيين في كل بقاع الأرض لأنها تعتبر جانبا مهما في تسويق الرواية الفلسطينية وتدويل قضية الأسرى واستقطاب الرأي العام الدولي والإنساني.

وقال البرديني “إن مقصلة الإهمال الطبي المتعمد تمارس العمل كذراع بغيض للماكينة العنصرية الإسرائيلية التي تستهدف حياة الأسرى الفلسطينيين بدم بارد ما أدى لاستشهاد 72 أسيرا من مجمل عدد الأسرى الشهداء الذي ارتفع إلى 227 بارتقاء الأسير سامي العمور في مستشفى سوروكا الإسرائيلي”.

خطوات تصعيدية

وقالت مفوضية الشهداء والأسرى بالمحافظات الجنوبية، إن أسرى سجن نفحة الصحراوي بدأوا منذ أمس الجمعة، خطوات تصعيدية داعمة للأسرى والمعتقلين المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في “إرجاع الوجبات وعدم الخروج للفورة وإغلاق الأقسام والامتناع عن المغسلة والكانتينة ومرافق العمل وتستمر حتى يوم الأحد 21 / 11 / 2021 حتى يتم الإعلان عن البرنامج النضالي الجديد لإسناد الأسرى المرضى والأسير البطل ناصر أبو حميد نموذجا”.

وأكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى، أن استشهاد الأسير سامي عابد محمود العمور الخميس الماضي، ترك أثرا كبيرا في نفوس الأسرى، ما جعل الحركة الأسيرة تبدأ خطواتها في سجن نفحة الصحراوي والمتوقع أن تمتد إلى كافة السجون على طريق إنقاذ اخوتهم ورفاقهم المرضى الذين يعانون من الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد وعدم إجراء فحوصات طبية على أيدي أطباء مختصين وتقديم العلاج اللازم لهم.

الإهمال الطبي 

وشكل الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الاسرى وخاصة المرضى منهم جريمة منافيةً لكل المواثيق والأعراف الدولية، حيث أودت هذه السياسة بحياة 72 أسيرا فلسطينيا من مجمل عدد شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة الذي ارتفع إلى 227 باستشهاد الأسير سامي العمور من سكان دير البلح في وسط قطاع غزة.

وقالت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بإنها “لن تقبل في أي حال من الأحوال أن تظل تودع أبنائها واحدا تلو الآخر وهم يستشهدون تحت مقصلة السياسات العدوانية الإسرائيلية” مشددة على دور المجتمع الدولي في توفير الحماية اللازمة للأسرى في ظل تغول الاحتلال الإسرائيلي الذي تزداد حدته يوما بعد يوم بغطاء الصمت الدولي.

يذكر أن أكثر من 5000 معتقل فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 550 مريضا يعانون من أمراض مختلفة من بينها أمراض القلب والسرطان وغيرها ، وترفض إسرائيل تقديم الرعاية الصحية لهم، في ظل انعدام البيئة الصحية الملائمة لهم داخل زنازين الاحتلال.