معركة آبار النفط السورية.. خط أنابيب للسرقة من دير الزور إلى حيفا
قبل أن تهدأ النيران فوق ربوع سوريا، وقبل أن تقف الأزمة السورية على أبواب الحل ووضع نهاية لملحمة «الدمار والعنف» التي تتواصل على مدى 8 سنوات تقريبا.. تكشفت خطوات مؤامرة السطو المسلح على النفط السوري.. ولم يقتصر الأمر على توجه واشنطن، بكل وضوح، إلى الاستيلاء على حقول النفط السورية والاحتفاظ بالسيطرة عليها، بعد أن دخلت إسرائيل في قلب الدائرة في محاولة لمد خط أنابيب من دير الزور، إلى ميناء حيفا.. ويقول الخبيرالروسي، إيليا بولونسكي، إن الولايات المتحدة لن تغادر سوريا، لأن الهدف هو النفط.
أهداف المخطط الأمريكي
وبحسب تقديرات خبراء عسكريون روس، يمكن بسهولة تصوّر كيف سيبدو هذا المخطط: تسيطر القوات الأمريكية على حقول النفط الرئيسية، وبعد ذلك تقوم واشنطن بإنذار الأكراد: إما أن تفعلوا ما نقوله، أو نحرمكم من الحصول على أموال النفط السوري. وبالتالي، سيكون على قادة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ككل، في هذه الحالة، العمل لمصلحة الولايات المتحدة، والقيام بالمهام التي ستحددها القيادة العسكرية الأمريكية أمامهم.
- والتفسير الآخر المنطقي لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، هو البداية المحتملة لبناء خط أنابيب نفط يربط بين حقول دير الزور وحيفا الإسرائيلية. فإذا نجح المشروع، سيتم تصدير حوالي 5 ملايين برميل من النفط يوميا.
رفع الستار عن مخطط سرقة النفط السوري
ورفعت صحيفة «يني شفق» التركية حجاب السرية عما يدور حول حقول النفط في سوريا، حيث تم نقل جميع الحقوق في مئات آبار النفط، في الرميلان، والسويدية، وكبيبة، ومركدة، وتشرين، والجبسة، والشدادي، والعمر، والتنك، وكونيكو، والجفرة، وديرو..إلى الشركة الإسرائيلية «غلوبال ديفيلوبمنت كوربوريشن»GDC ..وعرضت الصحيفة التركية تفاصيل مثيرة للاهتمام، فشركة GDC الإسرائيلية، بدأت العمل في حقول النفط السورية، منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي، دون انتظار موافقة ترامب على اتفاقها مع الأكراد.
ويبلغ الإنتاج الحالي من النفط السوري الخام في منطقة (حقول النفط شرقي الفرات) حوالي 125 ألف برميل يوميا، فيما تسعى الشركة الإسرائيلية لزيادته في المستقبل إلى 400 ألف برميل، و يتراوح سعر الطن المتري (يساوي سبعة براميل) بين 160 و 240 دولارا أمريكيا، أو ما بين 22 و 35 دولارا للبرميل، وهذا السعر يقترب تماما من السعر المتداول مع بداية الأزمة السورية، عندما سيطر إرهابيو «داعش» على حقول النفط، وكان يُنقل النفط إلى تركيا بهذا السعر بواسطة صهاريج، وكانت عائلة أردوغان تسيطر على تجارة النفط السوري، وأما الآن، فتم عزل تركيا عن حقول النفط بممر حدودي ضيق.. ولم يبق أمام قوافل النفط خيار سوى التوجه جنوبا عبر العراق إلى إسرائيل، فهذا الطريق، يخضع لسيطرة الجيش الأمريكي. وذلك حتى الانتهاء من مشروع خط دير الزور ـ حيفا !!
- وفي مقابلة مع صحيفة «Hayom İsrael»العبرية ، أكد رجل الأعمال الإسرائيلي، مردخاي خانا، الاتفاق بين الأكراد وشركته.. وقال: لا أريد أن يكون هذا النفط من نصيب إيران أو نظام الأسد. عندما تعطي إدارة ترامب الضوء الأخضر، سنبدأ في تصدير هذا النفط بأسعار عادلة واستخدامه لبناء سوريا ديمقراطية والدفاع عنها» !!
النوايا الحقيقية لواشنطن
باتت قضية الوجود الأمريكي، قرب منابع النفط السورية، تثير الكثير من التساؤلات،وبحسب مراقبين، لا تبدو واشنطن عازمة على ترك حقول النفط في المستقبل المنظور بذريعة أنها تحرسها من خطر وقوعها بأيدي عناصر داعش، وثانيا: تمكين الأكراد من الحصول على التمويل اللازم لإبقاء إدارتهم الذاتية واستكمال مهامهم هناك، خصوصا تلك المتعلقة بحراسة السجون التي تؤي المئات من عناصر تنظيم داعش!! بينما تطالب موسكو أن تبقى منابع وحقول النفط تحت سيطرة حكومة دمشق، وليس بعهدة الإدارة الأمريكية
«لعبة واشنطن» مع أكراد سوريا
ويؤكد الخبير العسكري الروسي، الفريق يوري نتكاشيف، أن الولايات المتحدة، تسيطر على «الإدارة الذاتية » للأكراد، وبمساعدة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، يحتفظ الأمريكيون بجميع حقول النفط شرقي الفرات، ولا يعتزمون نقلها إلى بشار الأسد..بينما يرى الخبير العسكري الروسي، العقيد فلاديمير بوبوف، أن الأكراد لا يزالون في شمال البلاد، وما زالوا يأملون في استقلالهم الذاتي، الذي تدافع عنه الولايات المتحدة بعدم السماح لدمشق في الوصول إلى ثروات ما وراء الفرات النفطية.. وفي المقابل قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن روسيا لا تنوي التعاون مع الولايات المتحدة حول مسألة تأمين مناطق إنتاج النفط في شمال سوريا، والنفط هو ملك للشعب السوري بأكمله، وهو الذي يجب أن يدير موارده الطبيعية، بما في ذلك النفط.
- وعلى نفس المسار..أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، أن الولايات المتحدة تعمل على تهريب أكثر من 30 مليون دولار من النفط شهريا من حقول الشمال الشرقي في سوريا..وأوضحت زاخاروفا، أن تصرفات الجيش الأمريكي في سوريا ليست قانونية.. وشككت في نوايا «استراتيجية واشنطن هناك»
واشنطن لن تضحي بمصالحها السياسية والاقتصادية في سوريا !!
وكشفت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية، عن توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد صفقة مع شركة أمريكية كبرى لاستخراج النفط السوري رغم تحذير الخبراء من أن ذلك قد يكون جريمة حرب.. ونقلت الصحف عن ترامب قوله «ما أنوي فعله هو ربما عقد صفقة مع إكسون موبيل أو إحدى شركاتنا العظيمة للذهاب هناك واستخراج النفط بشكل مناسب» !! تصريحات ترامب تسببت في تصاعد الشكوك حول نواياه المستقبلية بخصوص سوريا..ويرى الباحث الروسي، إيفان أباكوموف، أن واشنطن اتجهت بكل وضوح، إلى الاستيلاء على حقول النفط السورية والاحتفاظ بالسيطرة عليها، وبالتالي، فوجود قواتها في سوريا أمر ضروري، ونظرا لأن الأكراد السوريين يعتمدون حاليا على الولايات المتحدة، مالياً، فقد تحاول القيادة الأمريكية استخدام التشكيلات الكردية لزعزعة الوضع السياسي العام في المنطقة والضغط على خصومها، أي سوريا وتركيا وإيران، وبالطبع روسيا، لذلك، فإن القيادة الأمريكية حريصة للغاية على الاحتفاظ بالسيطرة على حقول النفط السورية، وكذلك على الحدود السورية العراقية. فواشنطن، لن تضحي بمصالحها السياسية والاقتصادية، خاصة في حال كانت إيران هي المستفيد من ذلك.
- وبات واضحا، أن معركة آبار النّفط السورية شرق الفُرات قد تتقدّم على نظيرتها في إدلب، ويرى عسكريون سوريون، أن المعركة الأهم هي ضِد القوّات الأمريكيّة المُسيطرة حاليًّا على حقول النفط والغاز فيها، وأن القيادة السورية أعلنت عزمها و إصرارها على استعادة هذه المِنطقة للسيادة السورية
