ارتفعت حرارة المشهد السياسي في تونس، بتأثير”معركة الجبهات” التي بدأت مبكرا قبل موعد الانتخابات البلدية المقبلة ، يوم الأحد 17 ديسمبر / كانون الأول 2017 بتشكيل تحالفات واصطفافات جديدة داخل الشارع السياسي والحزبي.
ويرى خبراء سياسيون وقادة أحزاب في تونس، أن الانتخابات البلدية، تعد من أهم المحطات الانتخابية في تونس، مما رفع من حركة الاستعداد في صورة أقرب إلى “معركة الجبهات” بين التحالفات الجديدة السياسية والحزبية ، التي شكلت اصطفافات لخوض الانتخابات المقبلة ، والتي سوف تعيد صياغة ملامح النظام السياسي، وانزال مفهوم “الحكم المحلي ” على أرض الواقع، وصولا الى أنها محطة جوهرية في كشف موازين القوى السياسية في تونس و ابراز الثقل الحقيقي لكل حزب ، بحسب تحليل صحيفة الشروق التونسية
منافسة ساخنة .. تحالفات واصطفافات
وأوضح التقرير، أن أهمية هذه المحطة الانتخابية يجعل منها مساحة تنافس شديد بين الأطراف السياسية، ومن هذا المنطلق تسعى عدد من الأحزاب الى الدخول في تحالفات واصطفافات، وتشكيل كيانات موسّعة تساعد الأطراف المشكلة لها في كل مراحل العملية الانتخابية
ويتوقع المراقبون في تونس، أن تكون المواجهة في الانتخابات البلدية ، في شكل جبهات انتخابية في مشهد مختلف عما حدث في الانتخابات التشريعية التي خاضتها الأحزاب منفردة ..ويمكن القول أن المعركة الانتخابية ستكون بين أربع جبهات كبرى .
“معركة الجبهات”
- ومن أبرز أطراف ” معركة الجبهات” : جبهة الانقاذ والتقدم، وهي جبهة سياسية تم الاعلان عنها منذ أيام فقط ، وتضم كلاّ من الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس الحاكم، وحركة مشروع تونس، والاتحاد الوطني الحر، وحزب العمل الوطني الديمقراطي، وحركة تونس المستقبل، والحزب الاشتراكي، وحزب الثوابت، وحركة الشباب التونسي، وحزب الوحدة الشعبية، والحركة الوسطية الديمقراطية، وعدد من الشخصيات الوطنية.
- والجبهة الثانية، التي لا تقل وضوحا عن الجبهة الأولى، هي الجبهة الشعبية، التي تشكّلت قبل الانتخابات التشريعية الماضية، ومن المنتظر ان تخوض الانتخابات البلدية بقائمات موحدة .. وتضم الجبهة الشعبية كلا من: حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وحزب العمال، وحزب الطليعة البعثي، وحركة البعث، وحزب التيار الشعبي، وتنظيم رابطة اليسار العمالي..
- وهناك جبهات أخرى، في طور التشكيل والإصطفاف، وهي : جبهة ائتلاف السلطة، وتضم كل من ” حركة النهضة، وحركة نداء تونس” وسيدخلان الانتخابات البلدية بقائمات موحدة، وهو ما يجعل حظوظ هذه الجبهة في التشكل قائمة وبقوة خاصة اذا نزع المشهد السياسي الى سياسة الجبهات والعمل الجبهوي بشكل متطرف قبيل الانتخابات البلدية فهذا العامل يمكن أن يدفع الحزبين الى توحيد صفّيهما مع امكانية الاستعانة بأحزاب أخرى مثل حزب آفاق تونس، الشريك في الائتلاف الحاكم .
- وتم الكشف عن جبهة رابعة، تضم الأحزاب المُشكلة للكتلة الديمقراطية (حركة الشعب و التيار الديمقراطي و حراك شعب المواطنين اضافة الى عدد من المستقلين ) ..وهذه الجبهة يلتقي قيادات أحزابها في عديد المواقف ويتم تنسيق تصويت نوابهم .
ولايزال المشهد السياسي في تونس، حافلا بتطورات جديدة، تزيد من حرارة المواجهة بين الجبهات المختلفة