استضافت فرنسا، اليوم الثلاثاء، قمة أوروبية مصغرة لبحث مكافحة الإرهاب، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوروبا إلى إعادة التفكير في ضوابط حرية الحركة بمنطقة تأشيرة شينجن الأوروبية.
يأتي ذلك وسط تساؤلات حول مدى نجاح فكرة “ماكرون” في مواجهة الإرهاب؟ وما هي حدود التنسيق بين أوروبا والدول العربية؟.
وفي هذا السياق، قال استاذ الفلسفة السياسية بجامعة السوربون ، د. خلدون البواني، في تصريحات لـ”الغد”، إن خطاب الرئيس الفرنسي يؤكد أن أوروبا ماضية نحو مجموعة من السياسات التي يدعو إليها اليمين المتطرف في القارة، منها ضبط الحدود بشكل أكبر، وعدم منح اللجوء لأشخاص دون أن يكون هناك حروب في بلدانهم.
وأوضح “البواني” أن محاولات أوروبا في مكافحة الإرهاب ليست بالجديدة وهو ملف قديم من الممكن أن تفاعل بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر والهجمات التي ضربت في إسبانيا وبريطانيا، ثم في فرنسا التي شهدت العديد من الحوادث الإرهابية، هذا بالإضافة إلي ما حدث في فيينا مؤخرا.
ولفت إلى أن هناك تأكيد، خلال القمة، على الجانب الأمني، مما يعني تقليص للحريات.
ومن العاصمة المغربية الرباط، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وقضايا العنف، إدريس الكمبوري أن هجمات فرنسا والنمسا، سبب أساسي لانعقاد القمة الأوروبية المصغرة.
وأشار إلى أن موضوع القمة ليس بالجديد، ولكن الجديد أن فرنسا التي تواجه التحديات، ومنها التطرف على ترابها، كانت في عزلة في الأسابيع الأخيرة، بعد تصريحات “ماكرون” الخاصه بالإسلام والمسلمين، مما دفع الرئيس الفرنسي إلى زاوية ضيقة، لتأتي عمليات فيينا، لتنفس نسبيا على الموقف الحرج لـ”ماكرون”.
وقال “الكمبوري”، إن هناك ترتيبات تتعلق بفضاء “شينجن”، في ظل أنه عندما وضع ترتيبات العمل بهذا الفضاء، كان له أهداف تعطي حرية الحركة للمواطنيين الأوروبيين، ولكن في النهاية كان له تأثيرات تتعلق بتأمين فضاء الاتحاد الأوروبي، مما جاء بدعوة “ماكرون” بإعادة النظر في هذا الفضاء وفق ما يقتضيه الأمن الأوروبي.