مع بدء جولة مفاوضات.. الزحف الروسي صوب كييف إلى أين؟
وقال الكاتب والباحث السياسي، بسام البني، إن العملية العسكرية الروسية مستمرة حتى الآن كونها لم تحقق أهدافها، متسائلا عن موقف تلك المنظمات الدولية والإنسانية عندما قصفت القوات الأوكرانية منطقة دونباس على مدى 8 سنوات ولماذا لم تفرض عقوبات على كييف لعدم التزامها باتفاقيات مينسك؟
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تغلق حتى اللحظة أجواءها الجوية أمام الطيران الروسي كما فعلت الدول الأوروبية، مؤكداً أن روسيا لا تخشى الغرب أو تبعات الحرب، كونها من طرحت منذ البداية شروط الأمن والسلام في أوروبا عندما قدمت الضمانات الأمنية التي تجاهلها الغرب، والتي من بينها عدم ضم أي دولة من دول الاتحاد السوفييتي إلى الناتو وعدم تسليحها وعدم استخدامها كمركز للهجوم على روسيا.
ورأى أن موسكو قرأت في تحركات الغرب وتسليحه لأوكرانيا أنه يريد استهدافها لهذا أعطى الرئيس الروسي أمرا برفع درجات الردع النووي للجاهزية القصوى كونه يتوقع ضربة استباقية على بلاده.
فيما قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير وكالة “أوكرانيا بالعربية”، محمد فرج الدين، إن الوفدين الروسي والأوكراني، اللذين شاركا في محادثات بيلاروسيا، يحملان رسائل بمقترحات الطرف الآخر إلى عاصمته لمناقشتها، ويبدو أن الوفدين اتفقا على عدم الإدلاء بأي تصريحات قبل أن يكون هناك موقف رسمي من قبل رئاسة كلا البلدين.
ورأى أن الأيام الماضية أثبتت “فشل” خطة بوتين في عملية بسط القوة، وبات العالم والنظام الروسي يدركان أنه لا يمكن تركيع أوكرانيا، لافتا إلى أن موسكو راوغت في إجراء المفاوضات لأنها ظنت بأنها قادرة على إسقاط كييف.
وأضاف أن روسيا لجأت إلى المفاوضات بعد أن تكبدت خسائر فادحة، الليلة الماضية، كما أن الحرب نُقلت إلى قلب روسيا (المالية والاقتصادية والاجتماعية)، لذا تبحث موسكو عن ماء الوجه لرئيسها الذي دخل إلى مغامرة ثقيلة ولم يتوقع نتائجها.
وأكد أن أوكرانيا غير قادرة عسكريا على مواجهة روسيا لفترة طويلة، كما أنها لم تستعد للحرب.
“لا يمكن أن تعود العلاقات الروسية الأوكرانية، كما سبقت، واليوم إراقة الدماء على الأراضي الأوكرانية سيكون لها تبعات سياسية واجتماعية في المستقبل”.
من جانب آخر، رأى الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الخارجية الأمريكية، جوناثان تي جيليام، أنه لا يوجد حتى الآن رد فعل حقيقي للرئيس الروسي على العقوبات الاقتصادية التي اتخذها الغرب تجاهه، وما نراه هو ردود فعل أوكرانية.
وأشار إلى أن بوتين “رجل أفعال”، وحينما يتم اتخاذ أي إجراء ضده هو يستجيب بالأفعال، معربا عن اعتقاده بأن العقوبات سيصعب إضعافها لروسيا على المدى القصير، وقد يكون لها تأثير على المدى البعيد.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك قوله إن مسؤولين من روسيا وأوكرانيا اختتموا محادثات السلام، اليوم الإثنين، وسيعودون إلى عاصمتي البلدين لإجراء مزيد من المشاورات قبل عقد جولة ثانية من المفاوضات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، بدء المحادثات بين أوكرانيا وروسيا وذلك بعد وقت قصير من إعلان الجانب الأوكراني الشيء نفسه ونشرت الوزارة صورا للوفدين يجلسان أمام بعضهما على طاولة طويلة.
وقالت أوكرانيا إن هدفها من المحادثات هو التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية إلا إذا التزمت كييف بالحياد و”نزع السلاح” بجانب اعترافها رسميا بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
