مع بداية العام الثالث للحرب: روسيا تتقدم.. وأوكرانيا على طريق وادي الموت

بدأت ـ مبكرا ـ  مؤشرات العام الثالث من الحرب الروسية ـ الأوكرانية، من خلال رسالة مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي، الذي عقد في مكانه التقليدي «فندق بايريشر هوف»، الأسبوع الماضي،( من 16 إلى 18 فبراير/ شباط الحالي)، مشيرا إلى أن روسيا تتقدم، وأوكرانيا في وضع عسكري لا تحسد عليه، أوكرانيا تكافح من أجل البقاء، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

أوكرانيا على طريق وادي الموت

ونقلت الصحيفة الأميركية عن السيناتور شيلدون وايتهاوس (ديمقراطي من ولاية رود آيلاند)، الذي قاد وفد مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى المؤتمر: «إن أوكرانيا تتجه نحو تدهور معنوي، ما لم يتحرك حلفاؤها بسرعة لتعزيز الدعم.. وقال وايتهاوس: « إن روسيا صعدت، وأوكرانيا انهارت»، وعلى الغرب أن يساعد جنود كييف على إيجاد طريق لعبور «وادي الموت.»

أوكرانيا أمام طريق مسدود

وصلت الحرب حاليا إلى طريق مسدود؛ حيث اضطرت أوكرانيا الأسبوع الماضي إلى الانسحاب من بلدة أفدييفكا الرئيسية بعد أشهر من القتال العنيف، مما يمثل أسوأ هزيمة لها منذ سقوط باخموت في شهر مايو/ أيار الماضي، وأهمية «أفديفك» ليست بسبب أهميتها الاستراتيجية، ولكن لأن ذخيرة المدفعية والدفاعات الجوية كانت تنفد من القوات الأوكرانية، وهي علامة على ضعفها المتزايد. ويثير النقص في الدفاعات الجوية القلق، فالطائرات الروسية يمكنها إسقاط قنابل دقيقة التوجيه على أ«فدييفكا» متى شاءت. وإذا لم تحصل أوكرانيا على إمدادات للدفاع الجوي قريبا، فقد يمتد هذا التهديد إلى المدن في جميع أنحاء البلاد، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

الوحدة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي بدأت في التآكل

ويمكن القول إن الأمر الأكثر أهمية بين هذه الأسئلة الصعبة هو: إلى متى تستطيع أوروبا أن تحافظ على الدعم المالي المستنزف لأوكرانيا؟ ومن جهة أخرى، فإن الأموال التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدة عالقة، بعد أن أقرها مجلس الشيوخ، بانتظار موافقة مجلس النواب.. ومن جهة أخرى بدأت الوحدة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي في التآكل، مع تعطيل كل القرارات الكبرى تقريباً..وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز قام بزيارة سرية لأوكرانيا يوم الخميس الماضي.

ووفقا للصحيفة الأميركية، كان الغرض من هذه الزيارة العاشرة بترتيبها منذ بداية الأزمة الأوكرانية في الـ 24 من  فبراير/ شباط 2022، هو طمأنة القيادة الأوكرانية وسط رفض مجلس النواب الأمريكي التمويل الإضافي لكييف.

ولم يتمكن الكونغرس الأمريكي من المصادقة على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولهذا السبب توقفت الولايات المتحدة منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن تزويد كييف بالأسلحة والذخائر.

هزيمة نظام كييف باتت أمرا واقعا

وفي تقديراته للأوضاع العسكرية في أوكرانيا، قال الخبير العسكري الألماني، العقيد المتقاعد  فولفغانغ، خلال مقابلة مع مجلة «فيلت» الألمانية، «إن انتصار الجيش الأوكراني أمر غير وارد، لأنه لا يفتقر إلى الذخيرة فحسب، بل وإلى الأفراد أيضا، كما أن قدرات الجيش الروسي، على العكس من ذلك، تتزايد، وآخذة في التنامي، ويحقق المزيد من المكاسب تدريجيا. وقد شاهدنا ذلك في أفدييفكا.»

انتصار اوكرانيا في ساحة المعركة أمر مستحيل

وأضاف للمجلة الألمانية، إن شركاء أوكرانيا الغربيين بحاجة لقبول حقيقة أن انتصار القوات المسلحة الأوكرانية في ساحة المعركة أمر مستحيل… وان ما يحدث يذكرني بالجنرال زالوجني ( رئيس هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية قبل إقالته منذ أسبوع)، عندما قال إننا «يجب أن نقول وداعا لخطاب النصر الذي يتبناه زيلينسكي». لقد تبين أن زالوجني كان محقا في هذا، والأحداث الأخيرة تؤكد ذلك.

تراجع شعبية زيلينسكي

ومع مؤشرات تراجع قوات أوكرانيا على جبهات القتال، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية تراجع شعبية الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكي، وقد راحت الصحف الغربية تنشر أكثر المقالات حدة وصراحة بعيدا عن سابق التحفظ والموالاة.. ونشرت صحيفة «ايكونوميست» البريطانية، مقالا لفاليرى زالوجنى القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الذى لطالما كان الأقرب إلى الرئيس الأوكراني، ينتقد فيه سياسات زيلينسكى ويقول صراحة إن «أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود». كما أقر زالوجنى فى مقاله «بفشل الهجوم المضاد الأوكراني، وبأن قواته لم تتمكن من تحقيق أى اختراق حقيقى فى الجبهة وبأن كل الحسابات كانت خاطئة».

الطريق مسدود..كل الحسابات كانت خاطئ

وأضاف قوله: «وصلنا إلى طريق مسدود فى مستوى التكنولوجيا، وأنه على الأرجح، لن يكون هناك اختراق عميق من جانب قواتنا». وتناول الجنرال الأوكرانى قضية الفساد الذى قال إنه «تحول إلى نظام ومنظومة تلعب دورا كبيرا فى الصراعات العرقية فى شرق أوكرانيا، وخلص إلى القول إنه لا يمكن فصل الصراع العسكرى عن الفساد.

أيام أوكرانيا باتت معدودة.

وبحسب وكالة «نوفوستي» الروسية، فإن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أكد في تصرحات صحفية، إنه إذا استمر الغرب في مساعدة أوكرانيا على نفس المنوال الحالي، فإن أيام أوكرانيا باتت معدودة. يجب على فولوديا زيلينسكي أن يحفظ ذلك عن ظهر قلب تماما كما يحفظ الجميع صلاة «أبانا الذي في السموات».

معدل المواليد في أوكرانيا تراجع بشكل كبير وارتفاع نسبة الطلاق

ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، تحقيقا حول تأثير الحرب على النمو الديمغرافي في أوكرانيا، وأوضحت أن معدل المواليد في أوكرانيا تراجع بشكل كبير بسبب الحرب وارتفاع نسبة الطلاق وهجرة النساء والأطفال إلى دول أخرى إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات لدى الرجال.

ــــــــــــــــــــــــ.