سيل من الإشارات خرج من دمشق تارة، ومن عواصم عربية متفرقة تارة أخرى، وجميعها تنم عن عودة قريبة لسوريا إلى محيطها العربي.
وتمثلت أخر هذه الإشارات في اتصال هاتفي قبل 24 ساعة تلقاه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية من الرئيس السوري بشار الأسد لبحث تعزيز التعاون بين البلدين.
ويجب الإشارة أيضا إلى أن هذا التقارب ليس إماراتيا سوريا فحسب، فقد تلقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من الرئيس السوري بشار الأسد في الـ 3 من أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري وهو أول اتصال منذ 2011.
إذابة الجليد وكسر الجمود
وفي السياق، ذاته، قال محمد تقي الكاتب الصحفي، إن دولة الإمارات تتعامل مع الملفات العربية بشكل واقعي و استباقي، موضحا أن الاتصال الأخير مع ولي عهد أبو ظبي والرئيس بشار الأسد ينم عن علاقات متبادلة بين الطرفين.
وأضاف الكاتب الصحفي خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن نهج الإمارات داعم لعودة سوريا لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى إذابة الجليد وكسر الجمود الحاصل في الملف السوري.
كما أوضح الكاتب الصحفي أن القراءة الإماراتية للتطورات في سوريا ليست وليدة اللحظة، مشيرا إلى جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقوف بجانب الشعب السوري خلال جائحة كورونا.
عودة تدريجيا
من جانبه، أكد الدكتور أسامة دنورة الكتب والباحث السياسي، أن عودة سوريا للجامعة العربية بحاجة إلى نضوج تدريجي، موضحا أن عزل سوريا كان على مراحل أيضا.
وأضاف دنورة أن هناك قيود غربية وإسرائيلية لإعاقة سوريا عن العودة للمنظومة العربية، مشيرا إلى أن إسرائيل تستخدم الدبلوماسية الخفية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول سوريا.
كما أكد دنورة أن عودة سوريا بحاجة إلى وقت للنضوج الكامل، موضحا أن القراءة الإماراتية كانت متقدمة جدا وهناك موقف ذو أبعاد استراتيجية، فضلا عن أن السوريين أنفسهم شعروا بأن هناك دعما إماراتيا مختلفا في هذا الملف.
لا تغيير في السياسات الأمريكية
من جانبه، قال السفير ريتشارد شمايرر المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تغير سياستها تجاه سوريا، وهذا تم تأكيده مؤخرًا.
وأضاف شمايرر أن الإدارة الأمريكية لا تدعم المصالحة في سوريا لكن النقطة الهامة أنه لا يوجد مؤشر لمعاقبة أي بلد يطبع العلاقات مع سوريا، قائلا: “أمريكا لا تدعم هذه الجهود لكن لا تعارضها أيضا”.
واستكمل: “هناك فرصة للعودة إلى المصالحة مع سوريا لكن أمريكا لن تشارك في هذه العملية، ولا يوجد أي مؤشر على أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا مرتبطة بالأمن الإسرائيلي”.
وأردف قائلا: “الوضع الإنساني في سوريا هام جدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك أنا قلت إن أمريكا لن تعارض أي جهود تساعد الشعب السوري، وهذا لا يتعلق بإسرائيل أبدا”.
تفاؤل أممي بشأن كتابة الدستور
من ناحية أخرى، صرح المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون حول اجتماعات جنيف بشأن الدستور السوري أنه “لا يقوم فقط بالإعداد للإصلاح ولكن للبدء في صياغة الدستور.
وقالت دينا أبي صعب الكاتبة الصحفية، إن المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون، قال إن هذه المرة سننتقل إلى صياغة الدستور لا لمناقشة المبادئ فقط.
وأكدت دينا أبي صعب أنه تمت مناقشة 4 نقاط أساسية هامة وهي السيادة والجيش والأمن والقوات المسلحة والمخابرات، والنقطة الثالثة هي سيادة القانون وصولًا إلى نقطة مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما أشارت دينا أبي صعب إلى أن الأجواء خلال جلسة السوم في جنيف لم تكن إيجابية، وساد الكثير من النقاشات والتعارض في الأراء وهو أمر طبيعي، ولكن التفاصيل تظل هي العائق الأساسي أمام أي توافق.
ومن موسكو، أكد د. نزار بوش أستاذ العلاقات الدولية جامعة موسكو، أن روسيا متواجدة على الأرض السورية بجانب الجيش السوري، فضلُا عن أنها تحافظ على الدولة السورية.
وتابع نزار بوش: “كان هناك من يريد تفتيت سوريا لـ10 دول، ولكن الدعم الروسي استطاع الحفاظ على هذا الحال”.
واستكمل: “دمشق ترفض أي تدخل في مسألة الدستور سواء كان من صديق أو عدو، وأنا لدي معلومات تؤكد ذلك، والوفد الروسي المشارك في اجتماعات جنيف شأنه شأن القوى العظمى الفاعلة”.
