مع دخول الأزمة شهرها الثالث.. المعارضة التونسية تتمسك باستقالة المشيشي
بهدف الإسراع بإطلاق الحوار الوطني الذي يُعول عليه لنزع فتيل الأزمة السياسية المتفاقمة في تونس، كثفت الأطراف السياسية من وتيرة تحركاتها وسط تزايد التكهنات بشأن بقاء هشام المشيشي رئيسا للحكومة إلى ما بعد هذا الحوار رغم القطيعة بينه وبين الرئيس قيس سعيد.
مع دخول الأزمة السياسية شهرها الثالث جددت المعارضة مطلبها باستقالة المشيشي، وفي المقابل تشدد حركة النهضة وحلفاؤها على بقاء الحكومة وسط انقسام كبير بين الأطراف السياسية.
وفيما يستمر هذا التوتر والتجاذب السياسي، تراوح البلاد مكانها في أزمة اقتصادية وصحية حادة، وتشهد عدة مدن بين الحين والآخر احتجاجات تطالب بالتنمية والوظائف.
الأزمة السياسية في تونس لا تزال مستمرة اذ تدخل شهرها الثالث بعد تعديل وزاري عميق أجراه رئيس الحكومة هشام المشيشي نال ثقة الأغلبية في البرلمان ورفضه الرئيس قيس سعيد الذي بات مدعوما من أطراف المعارضة المتمسكة باستقالة رئيس الوزراء لحل الأزمة .
وبينما اجتمع رئيس الوزراء مؤخرا مع الاحزاب السياسية الداعمة للحكومة في ظل الاحتقان السياسي جدد المشيشي عزمه استكمال مهمته على رأس الحكومة مستدركا ان الوضع الاقتصادي خطير وهي الحجة ذاتها التي تتعلل به التيارات السياسية الداعمة لبقاء حكومته وعلى رأسها النهضة .
وفيما تنتظر الساحة السياسية والشعبية إشارة انطلاق الحوار الوطني بعد تقديم اتحاد الشغل مبادرة لإنهاء الأزمة تشترط احزاب المعارضة استقالة المشيشي لنجاح اي حوار قادم في وقت يتمسك فيه ما يعرف بالحزام السياسي ببقاء الأخير وعقد حوار جامع دون إقصاء على وقع تعالي الأصوات المنادية بالتنازل لبعضها البعض لأحداث انفراجة حقيقية للأزمة السياسية الحادة التي تمر منها البلاد .
من جانبه أكد الباحث السياسي في شؤون الحركات الاسلامية صلاح الدين الجورشي ، أن القطيعة بين المشيشي وقيس سعيد أضرت كثيرا بالبلاد.
وأوضح الجورشي، خلال تصريحات لبرنامج حصة مغاربية، أن المشيشي يتمتع بمكانة كبيرة ودعم سياسي دفعته إلى عدم الاستقالة في أزمة التعديل الوزاري.
وأكمل أن الاستقرار السياسي من مصلحة تونس خاصة وسط الأنباء التي تؤكد أن البلاد قد تتعرض إلى إفلاس.
وفي سياق متصل أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح، أن المشيشي ليس مدعوم بالحزام السياسي لكنه محاصرا به.
وأوضح بن مصباح، خلال تصريحات لبرنامج حصة مغاربية ، أن المشيشي آسير لحركة النهضة وليس مدعوما منها مثلما قال رئيس الوزراء التونسي.
وأكمل أن المشيشي يتحرك داخل دائرة مغلقة وقالب حركة النهضة، وقد تضحي به تلك الحركة مثلما فعلت كثيرا في الماضي.
وشدد على أن حركة النهضة تقف وراء المشيشي طالما لم تجد بديلا له يوفر لها مكاسب سياسية أكثر منه.
