في ظل مناخ من التوتر الساخن، والخوف من تهديدات حركة طالبان باستهداف قوى الأمن ومكاتب الاقتراع، ومع الإجراءات الأمنية المشددة، وإغلاق الحدود، ونشر 72 ألفا من قوات الأمن لتأمين نحو 5 آلاف مركز انتخابي في مختلف أنحاء البلاد، بينما يظل ما يقرب من ثلث مراكز الاقتراع مغلقا بسبب المخاوف الأمنية.. وكانت «حركة طالبان» أعلنت في آخر بيان لها عزمها على عرقلة الانتخابات التي وصفتها بـ «العملية المزورة للغزاة الأمريكيين وبعض أتباعهم»، ونبّه البيان الأفغان إلى ضرورة البقاء بعيدين عن مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي وعدم تعريض أنفسهم للخطر. وشنت الحركة في الفترة الأخيرة سلسلة هجمات انتحارية استهدفت مقرات الحملات والتجمعات الانتخابية وغير ذلك قبيل الانتخابات.
قاعدة انتخابية « كل اقتراع أسوأ من الذي سبقه»
وتؤكد صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن هناك قاعدة غير مكتوبة تحكم الانتخابات الرئاسية في أفغانستان منذ 2004 وهي تقضي بأن يكون كل اقتراع أسوأ من الذي سبقه، وانتخابات، اليوم السبت، لن تشذ عن القاعدة، وتوقعت الصحيفة ألا يتجاوز المقترعون المليون ونصف شخص، في حين يبلغ عدد الناخبين أكثر من 6ر9 مليون ناخب أفغاني مسجل، وفقا لأرقام اللجنة المستقلة للانتخابات بأفغانستان. وتشكل النساء نحو ثلث عدد الناخبين، في بلد بلغ عدد سكانه 34 مليونا.
ويتنافس 15 مرشحا في انتخابات الرئاسة الأفغانية، على وقع هجمات طالبان، وفي ظل أجواء من الخوف أن تجرى الانتخابات على ايقاع التفجيرات.. وتضم القائمة أمراء الحرب، وكوكبة من الشخصيات، بينها شيوعيون سابقون ورئيس جهاز الاستخبارات الأسبق «رحمة الله نبيل»، ويتصدر القائمة حتى الآن أربعة من أبرز المرشحين .. جزار كابل: أمضى
- قلب الدين حكمتيار، المعروف في أفغانستان بـ «جزار كابل»، ويعتبر على نطاق واسع أحد أكثر أمراء الحرب شهرة في تاريخ أفغانستان الدامي، وكان رئيسا للوزراء ومنافسا في الرئاسة، واتهم بقتل الآلاف خلال الحرب الأهلية (1992-1996) حتى لقّب بـ «جزار كابل» لقصفه العاصمة بشكل وحشي.. والمعروف أن «حكمتيار» أمضى حياته ضمن بيئة تشكلت في بوتقة حرب أفغانستان التي استمرت لعقود.
- والمرشح الثاني البارز أيضا، أحمد والي مسعود، وهو شقيق أحمد شاه مسعود، مسعود، ويعتمد على شهرة شقيقه ولقبه «أسد بانشير»..وأمضى إلى حد كبير العقدين الأخيرين حارسا لإرث شقيقه، ومديرا لمؤسسة باسمه، وليس لديه لديه سوى القليل من الخبرة السياسية، باستثناء تعيينه سفيرا لدى بريطانيا.
- والمرشح الثالث، وفيما يبدو الأوفر حظا.. هو الرئيس الحالي أشرف غني.. ويصفه كثيرون بأنه صاحب رؤية، وطبع حاد، وأكاديمي أكثر من اللازم، ويحلم كخبير اقتصادي سابق في البنك الدولي ووزير مالية أسبق بإعادة إعمار أفغانستان.. ولديه اعتقاد راسخ بأنه أحد الأشخاص القلائل القادرين على تحمل المسؤولية، رغم أن حركة طالبان المناهضة تعتبره دمية في يد الولايات المتحدة.
- المرشح الرابع في قائمة البارزين: طبيب العيون، عبد الله عبد الله.. وهو طبيب عيون ومقاتل سابق، وكان وزيرا في حكومة برهان الدين رباني، خلال الحرب الأهلية في أفغانستان بين العامين 1992 و1996 وصنع لنفسه سمعة في الخارج بسبب تحدثه الإنجليزية بطلاقة ونظرا للياقته وأسلوبه، ومجمل خبرته السياسية مستمد من واقع أنه كان اليد اليمنى لأحمد شاه مسعود، القائد الطاجيكي الشهير الذي ناهض القوات السوفيتية خلال الثمانينات، وحارب نظام طالبان بين عامي 1996-2001.زوتنافس «عبد الله وغني» عام 2014، وادعى كلاهما الفوز وتجنبا اندلاع نزاع بينهما، إذ توسط وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في اتفاق لتقاسم السلطة بين الاثنين أدى إلى تعيين عبد الله رئيسا تنفيذيا للبلاد، لكنه ظل طوال الوقت يخوض معارك لا تنتهي مع غني.