تتزايد الأجواء السياسية في الداخل التركي سخونة، قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، ما قد يجعلها الأكثر منافسة منذ تولي حزب “العدالة والتنمية” مقاليد الحكم في البلاد.
وفي فبراير الماضي، تشكل تكتل بارز للمعارضة سمي “الطاولة السداسية”، ضم أحزاب، الشعب الجمهوري، الجيّد، المستقبل، الديمقراطي، السعادة، والديمقراطية والتقدم على باباجان.
وسرعان ما أعلن تحالف المعارضة الجديد نيته خوض انتخابات الرئاسة بمرشح موحد، لكنه أخفق حتى الآن في تسمية ذلك المرشح التوافقي.
وفي يونيو الماضي، أعلن تحالف الشعب، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم و الحركة القومية، عن مرشح واحد لا غيره هو الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
ومع سخونة الوضع في الداخل، تأتي الانتخابات التركية في وقت تبدو فيه تحركات أنقرة الخارجية أكثر هدوء.
وبدأ أردوغان في طرق أبواب دمشق لتحقيق تقارب معها تحت رعاية روسية، وهو ما اعتبره مراقبون “مصلحة انتخابية” بالأساس.
واستطاع أردوغان أن يخرج عن الاتجاه الغربي في معاقبة موسكو بعد اندلاع حرب أوكرانيا، بل نجح في أن يتحول إلى وسيط بين الغرب وروسيا.
ويرى مراقبون أن أنقرة قد تحصل على الضوء الأخضر من قبل موسكو ودمشق لتوسيع العمليات العسكرية في شمال سوريا ضد القوات الكردية المدعومة من واشنطن.
انفتاح تركي على الخارج
قال الدكتور سمير صالحة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، عبر برنامج “مدار الغد”، إن العوامل الخارجية ستؤثر بقوة على قرار الناخب التركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار صالحة إلى أن التحولات التي شهدها حزب العدالة والتنمية في الملفات الخارجية تؤكد حدوث تغيير في السياسات الخارجية التركية، والتي من بينها الملف السوري، والمصالحة مع العديد من العواصم العربية وغيرها.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول أن المواطن التركي مقتنع أن سياسة أنقرة الخارجية تؤثر بشكل مباشر على أوضاعه المعيشية.
وقال صالحة، إن سياسة تركيا المنفتحة على روسيا تزعج العديد من العواصم الغربية.
واشنطن تدعم أردوغان!
وترى كارولين روز، كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات الاستراتيجية ، عبر برنامج “مدار الغد” أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تريد استمرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السلطة وفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات الاستراتيجية، إن واشنطن تفضل استمرار أردوغان في السلطة، خشية قدوم شخص جديد لا تعرف واشنطن كيف يتعامل مع الملفات الشائكة الغربية والعالم الخارجي.
السيادة السورية
وقال حسام طالب الكاتب والباحث السياسي، عبر برنامج “مدار الغد”، إن سوريا ستدعم من يحقق لها وحدة وسيادة أراضيها، سواء كان أردوغان أو غيره من مرشحي المعارضة.
وأكد طالب، أن سوريا منفتحة على كافة الشخصيات التركية، طالما يحترم سيادتها على أراضيها وألا يتدخل في شؤونها.