لبنان على موعد مع “الاختبار الكبير” بعد أسبوع، في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي أكتوبر/ تشرين الأول، حسب وصف الدوائر السياسية اللبنانية، لانتخاب رئيس “صنع محليا” بتوافق وإرادة القوى السياسية والوطنية اللبنانية، دون تدخل خارجي، عربي أو إقليمي أو دولي، بعد التضحيات المتبادلة التي قدّمها الفرقاء المتباعدون – المتحالفون في “أسبوع الآلام” الذي يسبق الانتخابات الرئاسيّة المقررة الاثنين المقبل ــ بحسب تعبير وسائل الإعلام اللبنانية، والتي تخشى من تطوّر مفاجئ قد يطيح بجلسة مجلس النواب المقبلة.
وبالتعبير اللبناني “على الورقة والقلم”، فإن العماد ميشال عون، سوف يصبح رئيسا للجمهورية اعتبارا من 31 أكتوبر/ تشرين الأول، هذا أقله بالنسبة إلى الـ”عونيين”، أما بالنسبة إلى المعارضين و”على الورقة والقلم” أيضا، لم يُحسم الأمر، وكل يوم يمر، يزداد معه تسرب الأصوات المعارضة، وحتما لن يكون هؤلاء جميعا من حصة سليمان فرنجية.
وقبل موعد “الاختبار الكبير” كان واضحا أن خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، في أسبوع القيادي الشهيد حاتم حمادة (الحاج علاء)، أمس، في القماطية، موجهاً إلى الحلفاء أكثر منه إلى الخصوم، وذلك من موقع الحرص على التفاهم القائم مع عون، من دون المس بالعلاقة التاريخية بين «حزب الله» وحركة «أمل» لا بل العلاقة السياسية والعاطفية والشخصية بين نصر الله والرئيس نبيه بري.
والرسالة الأبرز من خطاب نصر الله هي الإشارة إلى حجم «التضحية الكبيرة جدا» التي قدمها «حزب الله» بعدم ممانعته بعودة سعد الحريري رئيسا للحكومة، خصوصا أن رئيس «تيار المستقبل» لم يوفر قناة مباشرة وغير مباشرة، وخصوصا عبر «الحوار الثنائي» في عين التينة، على مدى شهور، من أجل الحصول على كلمة واحدة من الحزب، وجاء خطاب “نصر الله” محددا في تعبير تأييده للعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وسعد الحريري رئيسا للحكومة.
رئيس لبناني “صنع محليا” دون تعليمات وتدخلات خارجية، كشفت عنه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ ، بقولها إن “لا فيتو رئاسياً من إيران أو السعودية على أي مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان”، مشيرة إلى أن موقف مجلس الأمن، كما الدول التي زارتها، “واحد، وهو أنّ على اللبنانيين اتخاذ القرار، لكن التحالفات والتفاهمات بين القادة في لبنان وبعض الدول الخارجية تشجّع ربما على التعجيل في الأمور.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، سامي كليب، أن موعد انتخاب رئيس “صنع محليا” سوف يتسق مع تطورات إقليمية، وإذا حسم ملف الانتخابات الرئاسة اللبنانية، ينبغي حسم مصير حلب قبل نهاية الشهر المقبل، ولو حصل هذا فعلا، يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد نجح في البقاء رئيسا إلى فترة غير محددة، ويحقق الجنرال ميشال عون حلمه وحلم كثيرين معه في الوصول الى سدة الرئاسة آخر الشهر.
هكذا تكون المنطقة اذاً أمام انقلاب كامل في المشهد لمصلحة محور (سوريا – إيران ـ حزب الله) برعاية روسية. بالمقابل، يستطيع حينها الرئيس باراك أوباما توديع آخر أيامه في الحكم بتقديم تحرير الموصل على أنه انتصار أمريكي كبير على «داعش.. لكن ماذا لو لم يحصل ذلك؟ هل تتعقد الأمور وتعود الى نقطة الصفر مع الفوز المتوقع لهيلاري كلينتون التي ستضع الملف السوري في أولوياتها؟
وأضاف كليب، المنطقة إذاً تبدو في سباق مع الوقت، فإما أن تحسم الأمور في الأسبوعين المقبلين في لبنان وحلب، أو اننا سندخل في مرحلة من إدارة الأزمة والحروب، ربما لذلك ثمة من يسارع الى حسم الرئاسة اللبنانية في 31 الجاري والانتهاء من شرق حلب في الأسابيع القليلة المقبلة، هذا بالضبط ما يعنيه نصرالله بقوله للطرف الآخر: «إن الحالة الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هي انتصارنا في سوريا». هل ثمة أكثر من هذا الربط بين الملفين؟
