كشف ملتقى «مغردون» في العاصمة السعودية الرياض، أمس الإثنين، عن رؤية الخليج العربي لسقف وضوابط الحرية، ومسؤولية الكلمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد مسؤولون خليجيون، على ضرورة وضع ضوابط لا ينبغي تجاوزها، بدءا من المعتقدات الدينية، وانتهاء بالرموز الوطنية، ويجب على جميع الناشطين التسليم بها «كثوابت» وعدم تجاوزها.
ندوة برؤية سياسية
ملتقى «مغردون»، كان أقرب إلى ندوة برؤية سياسية رسمية، بمشاركة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، والشيخ محمد المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الكويت، وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وخالد بن أحمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر.
الإحساس بالمزاج العام
وزراء الخارجية والدفاع للدول الخليجية، من المشاركين في الملتقى، طرحوا أفكارا تفاعلية فيما يتعلق بالتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، واستخدام أدواتها بطرق إبداعية، وأوضح وزير خارجية الإمارات، أن المسؤول يستشعر من خلال «تويتر» الإحساس بالمزاج العام، وأن إقرار الإمارات لقانون مكافحة العنصرية والكراهية، في العام الماضي، كان له تأثير في جعل بيئة التواصل الاجتماعي أكثر نقاء، مطالباً في الوقت ذاته بإلغاء الحسابات الوهمية، التي يستغلها البعض في التجاوزات في حق الناس والمعتقدات والأديان، مشيرا إلى أن هناك 90 ألف تغريدة تصدر عن تنظيم «داعش» بشكل يومي، بعضها من دول غربية، لم تتخذ أي إجراء في حقها بسبب مزاعمهم بأنها تندرج تحت «حرية رأي».
بينما يرى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن ما يطرح في «تويتر» يكشف عن الاتجاهات واهتمامات الناس، ولكن ليس بالدقة التي تخرج بها استطلاعات الرأي الرسمية، موضحا أنه لا يمكن إلغاء التواصل الاجتماعي، ولكن يجب علينا التعامل معه بشكل إيجابي، وإيجاد آلية للتعامل معه، ووضع حد للتجاوزات، رغم أن ما يبذل من جهود لعزل المستخدمين بشكل سيئ، وتعزيز دور الإيجابيين، مسألة وقت.
إيجابيات «تويتر» أكثر من سلبياته
المسؤولون الخليجيون، اتفقوا على رؤية واحدة، وهي أن إيجابيات تويتر أكثر من سلبياته، ولكن يجب التعامل مع السلبيات والعمل على تخطيها، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر طريقة لتلقي المعلومات، متجاوزة التلفزيون والإذاعة،، ويجب التأكد من دقة المصادر وموثوقيتها، مشيرين إلى أن «تويتر» أزال كثيراً من الحواجز، وتجاوز أبواباً كثيرة، إذ أنه يمكن لأي شخص يملك حسابًا، التواصل مع المسؤول بشكل مباشر، كما أنه وضع الأجهزة الرسمية في حرج أمام مسؤوليهم، وتعلمنا منه أشياء كثيرة.
وخلص الملتقى، إلى أن «تويتر» كسر جميع الحواجز العمودية، إذ أن الأمور في الوطن العربي كانت من الأعلى إلى الأسفل ولكنه حولها إلى شكل أفقي، ومن خلاله تستطيع أن تجس نبض الشارع والمواطن فوراً وليس أمامك خيار إلا الاستجابة لهم، وإذا كان «تويتر» عاكسا للرأي العام، فإن ذلك يعتمد على أن يكون الحساب صحيحا، إذ أن الوهمي قد يكون مسيرا وتم توظيفه لخدمة هدف ما، ولكن لا نصل إلى مرحلة «البلوك» بسبب اختلاف وجهات النظر.
