صراع القوى الكبرى على مياه وجليد القطب الشمالي، أصبح في دائرة «التناقس الساخن»، بعد أن تكشفت نوايا ومطامع تلك القوى، وبعد أن كشف القطب الشمالي عن «خبايا وخفايا وأسرار» القوى العظمى في العالم، من مفاعلات نووية تحت الجليد، فضلا عن «غواصات نووية» في المحيط الجليدي، وهي تشكل مخاطر نووية.
وتتميز الغواصات النووية بتكلفتها الباهظة وعمرها التشغيلي القصير، وقد خرجت بعض الغواصات في القطب الشمالي من الخدمة منذ عقود وتآكلت إلى حد كبير.
وكشفت مجلة بوبيلار ميكانيكس (Popular Mechanics) الأمريكية، أن هناك ما لا يقل عن 14 مفاعلا نوويا والعديد من الغواصات النووية في قاع المحيط، وقد بدأت تتآكل بفعل الانهيارات الجليدية.
ووفقا لمقال تحليلي نشرته المجلة الأمريكية، فإن المسألة تتعلق فقط بمرور بعض الوقت قبل أن يتسبب ذوبان الجليد في وصول المياه إلى خزانات اليورانيوم المتروكة في المنطقة، ويؤدي إلى كارثة بيئية غير مسبوقة تجعل المنطقة غير صالحة للعيش.
وتوضح المجلة أن الاتحاد السوفيتي كان قد بدأ منذ عقود في استغلال «بحر كارا» الواقع شمالي سيبيريا للتخلص من النفايات النووية، وتم التخلص من 14 مفاعلا من غواصات الأسطول الشمالي في بحر كارا، كما تم إلقاء حوالي 735 قطعة ثقيلة ملوثة بالطاقات المشعة في أعماق المحيط، بالإضافة إلى 17 ألف حاوية من المواد النووية الخطرة.
وكانت صحيفة «Dailystar» البريطانية، ذكرت قبل 4 سنوات، أنه تم العثور على قاعدة أمريكية سرية في غرينلاند، بنيت لنشر الرؤوس النووية ومنصات إطلاق القذائف فيها.. وكان بناء القاعدة العسكرية السرية الأمريكية في شمال غرينلاند مشروع سري للولايات المتحدة واطلق عليه اسم «Project Iceworm».
وكان البنتاجون يخطط لنشر 600 رأس نووي في هذه القاعدة، ووفقا لحسابات الجنرالات فإن هذا المكان هو واحد من الأماكن القليلة على وجه الأرض التي لن تستطيع روسيا الوصول إليها.
وقد بدأ العمل على مشروع البنتاجون الأكثر سرية في منتصف الخمسينات، ولكن نوقف عن العمل به في عام 1966، عندما بدأ الجليد بالتحرك بسرعة كبيرة. وبحلول ذلك الوقت، تمكن العمال من بناء جزء كبير من القاعدة.واتضح فيما بعد، أن الحكومة الدنماركية قد علمت عن المشروع واسع النطاق الذي يقع على أراضيها من وكالات الاستخبارات الأمريكية. ولكن الساسة الدنماركيين يحاولون تبرير أنفسهم، مدعيين أنهم لا يعرفون شيئا عن الهدف الحقيقي من بناء القاعدة التي فيها صواريخ نووية وكان مخطط أن تستهدف الاتحاد السوفيتي.
ويشير تقرير صحيفة إلكونفدنسيال (El Confidencial) الإسبانية، إلى أن القطب الشمالي أصبح من أهم المناطق التي تتنازع القوى العظمى من أجل السيطرة عليها، وبشكل خاص الولايات المتحدة والصين وروسيا، وخاصة للفوز باحتياطيات النفط التي يسيل لها لعاب القوى الكبرى، وبينما تخفي أعماق المحيط المتجمد الشمالي مواد نووية خطرة يمكن أن تكون التهديد النووي الأكبر في العصر الحالي.
ويفقد القطب الشمالي الكثير من الجليد بسبب الاحتباس الحراري، وتشير أحدث التقارير إلى أن هذا المحيط المتجمد الشاسع يمكن أن يذوب بشكل شبه تام بحلول عام 2035..وهذه التقديرات تغذي أطماع القوى الثلاث العظمى بالسيطرة على المنطقة لإنشاء ممر تجاري مائي جديد، فضلا عن الاستفادة من الاحتياطيات النفطية الضخمة الموجودة هناك.
وقد شبّه وزير الخارجية الأمؤيكي السابق مايك بومبيو هذا الممر بـ «سويس وبنما» القرن 21.
